العلاقة الناجحة

محمد بدر الدجى المعاملات

لو حال الشك أو الجدل بين المحبين أو بين العائلة في أي شيء ما، يجب عليهما أن يتراجعا فيما بينهما وإلا لو سعى إلى تحري الشك أو الجدل إلى طرف ثالث فلا تبقى المحبة بينهما كما كانت من قبل ومن الممكن يأتي الفراق يلوم بعضهما بعضا بأنه تركني بسبب هذا وهو ما كان إلا الظن الخاطيء من عنده.
ومن طبيعة الإنسان الحاقد والحاسد إذا رأى صديقين في غاية المحبة فهو يسعى لتفريقهما بأي وسيلة هو يستطيع الانفصال بينهما سواء بطريق الشك والوساوس أو الكذب والبهتان أو ببيان الخطأ الذي صدر من صديقه في ماضيه.
كم من علاقة حميمة أخذها الحقد والحسد وانكسرت به وبعد ظهور وكشف الظن الخاطيء يتأسف بما لا فائدة فيه في هذا الوقت.
ولسير العلاقة على طريقه المعتاد والفرح والسرور والغبطة يجب على الإنسان العفو عن الأشياء البسيطة التي تصدر من رفيقه وهذا من فطرة الإنسان أن يصدر عنه الخطأ والنسيان والفهم الغلط ولا يوجد أحد فى الدنيا ألا تصدر منه هذه الأشياء المذكورة. العفو أفضل من انتقامه ولا يصدر العفو إلا من رجل قوي ورشيد وطلب العفو خير من إصراره على الخطأ ولا يلتمس الإنسانُ العفوَ إلا من أراد الصلح وسير العلاقة كما كان.
كذلك ينبغي للإنسان ألا يغضب على صديقه أو رفيق حياته كل وقت عند ما صدرت أشياء خفيفة وبسيطة منه ويجدر به في الوقت هكذا أن يستعمل لسانا حسنا ونطقا منطقيا بلطف كريم لحل المشكلة لكي لا يجرح شعوره ويرجع الأمر إلى الفرح والسرور لئلا يخلق التباعد بسبب التوبيخ والزجر عليه.
وأهم الشيء في العلاقة، هو حسن المعاملة واختيار اللهجة المناسبة حسب الحاجة في الحديث والكلام وترك الأنانية إطلاقا.
وإذا لم يحل الأمر واظطر الأمر إلى طرف ثالث فيليق بالإنسان الرجوع إلى الشخص الموثوق عندهما من أولى الأمر من العائلة وغيرها من الأصدقاء.
إليك قصة….
في مرة من الزمان كان هناك زوجان تزوجا مع كل الفرح والسرور ومضى الوقت على أحسن وضع مما ظناه والعائلة أيضا كانت فرحة بعيشهما وجرت الأيام هكذا إلى سنين.
وهما كانا مشتاقان أن يكون لهما طفل وقرة أعينهما وكانا صابرين بأن الأمر كله بيد الله يعطيه من يشاء من فضله. وفي هذه الأيام كان الزوج جالسا في كافيتريا من قرب بيته إذ جاء أحد من منطقته وسأله عن حياته الزوجية وهويكتم البغض والحسد في القلب، أجابه بحمد الله تعالى على ما يرام بل أحسن مما أظن و… قاطعه ذلك الرجل وقال هل تعرف شيئا عن زوجتك، فقال أي شيء تقول، قال رأيتها أمس هي كانت تتحدث مع شخص أجنبى. لو رأى أحد يفهم أنهما زوجان أو عاشقان، بعد عشر دقائق هي قبلته وهو أيضا قبلها وراحا من هنا لكي لا يراهما أحد.
تعجب الزوج وسأله بالتأكد هل هذا صحيح فإنه قال نعم صحيح مئة في المئة. مباشرة غادر المجلس بدون أي سؤال آخر من ذالك الشخص من هو كان؟ وما كانت هيئته؟ وفي وقت جاء؟ لم يسأل أي شيء ودخل على زوجته بزجر وتوبيخ (عكس الابتسامة التي كان يقوم بها عند الدخول من قبل) وقص عليها ما جرى من المحادثة فى المقهى بدون إعطاء أي فرصة للزوجة عن الدفاع عن نفسها بأن هذا ليس بصحيح. وما اكتفى بالزجر والتوبيخ فقط بل سبها وضربها أيضا وقال لو سمعت مثل هذا مرة أخرى فأنتِ …
ومن هنا بدأ الخلاف بينهما بدون أي تحقيق عن هذا الخبر ووصل الأمر إلى التفريق بينهما.
لو قام هذا الزوج في نفس الوقت الذي قص عليه رجل بأسئلة صارمة، مثلا ما اسمه؟ من أين جاء؟ في أي وقت جاء؟ أو ممكن أخبره هكذا "ممكن هذا خطأ من نظرك، ليس الأمر كذلك كما تفهم، أما أنك تقول بأنها كانت تتحدث كمثل الزوجين أو العاشقين، فأنا لا أعتقد هذا في زوجتي فإنها محصنة فكيف يمكن لها أن تفعل هكذا” لتنظر أنت إلى أمورك وإلى زوجتك الثانية التي تزوجتها بعد طلاق الزوجة الأولى، اتركني على حالي.
ولو فعل بعد هذا حينما دخل على زوجته لو تبسم كمثل العادة وعانقها وطلب الشرب والقبلة و ابتدأ الكلام بأن رجل كان يقول هكذا، لماذا هو جاء عندنا، فاتضح الأمر له أن هذا فقط بهتان عظيم بسبب الحقد والبغض على الذي نعيش فيه.
فهذه هي العلاقة لو تمشينا بأحسن طريقة، فما استطاع أحد أن يفرق بين الناس، بعد أيام إذا لم يتغير شيء في علاقة المحبين أو العائلة بسبب حقده وبغضه فهو يرجع خائبا وخاسرا لنفسه وسوف يحاسبه الله سبحانه تعالى يوم القيامة أو يتوب من عمله لعل الله يهديه.

1
Leave a Reply

avatar
3000
1 Comment threads
0 Thread replies
0 Followers
 
Most reacted comment
Hottest comment thread
1 Comment authors
محمد حسن Recent comment authors
  Subscribe  
newest oldest most voted
Notify of
محمد حسن
Guest
محمد حسن

مقالتك مفيدة جدا يا اخي بحثك فيها عن العلاقة بدقة تامة وكشف اسرارها الخفية في جوف الانسان والقيام بها في المجتمع البشرية وافشاء روامزها لتبديل العلاقة العادية الخاءبة والخاسرة والراسبة من العلاقة الناجحة الفاءزة يدل على الخير وتهدي الى طريق الصواب والفلاح. لابد لاي شخص من البشر ان يتحقق كل ما يصله من اي طريق حتى من شقيقه وصديقه المعتمد لديه ويقوم باي عمل قاطع ويقرر اي قرارا نهاءيا حتى لو جاءه خبر ووجده صحيحا في الحقيقة كما قص عليه يتعامل العفو التصفح والتسامح ويجعل له مكانا عاليا عند الله سبحانه كما ورد في الاحاديث الله في عون العبد ماكان… Read more »