حزن العالم كله بأن الفيروس كورونا المستجد (كوفيد – 19) قد تحدى حياة الإنسان وزلزل أساس الاقتصاد العالمي منذ بدايته من الصين في شهر نوفمبر 2019، وبعد انتشاره في جميع أنحاء العالم قد تهدد الحياة الطبيعية العادية وتسبب لحظر التجول والإغلاق التام وأبطل الرحلات الجوية والبحرية والبرية العامة للجمهور، وأوقف الأعمال والتجارة اليومية تامة إلا بعض الطوارئ من الأعمال والفحوصات الطبية والغذائية، والحالة لا تزال تستمر عليها، ويزداد عدد المصابين كل يوم في جميع الدول بدون إنخفاض مريح سوى المرضى المتعافين.
وليس للعالم من الإمكان عاجلا للتغلب على هذا المرض الوبائي ومنع انتشاره إلا باتخاذ الإجراءات اللازمة الصادرة من المنظمات الصحية العالمية.
من أهمها ارتداء الكمامات، ولبس القفازات لزوميا والتباعد الاجتماعي على الرغم من أنه يدعى بعض الدول أن اللقاح للوقاية والعلاج لهذا الفيروس المستجد تحت التجربة لديهم. (والله يعلم صدق ما يقولون)
ومِن أول إصابة الفيروس كورونا الذي تم تأكيده بتاريخ 17 لشهر نوفمبر 2019 إلى الآن خلال هذه الفترة لستة شهور، قد واجه العالم صعودا وهبوطا عجيبين في جميع النشاطات اليومية والفعاليات الشعبية، مواجها أصعب المشاكل، باذلا جهده للتسيطر الكامل على هذا الفيروس للحفاظ على الشعوب والمقيمين وسلامتهم أبديا بقرارات مناسبة ومؤتمرات عامة لآخر المستجدات عن هذا الوباء، وتنبيه المجتمع والتوعية له على نفاذ الإجراءات جديا.
والعالم كله مضطر أمامه، ومضطرب من أخطاره، ومشغول ببحث الحل المناسب العاجل الفوري للوقاية منه، ولا دولة تهم بدولة أخرى، لأن الحالة نفسها تستحق الشفقة.
خلال هذه الأزمة الصعبة والجائحة المنتشرة قد قامت القطر بتوصيل المساعدات الطبية إلى كثير من الدول المعظمة لمحاربتها وحماية من شرها منها إيران وإيطاليا ولبنان وتونس والجزائر والنيبال وروندا وأنغولا والهند. وبلغ إجماليا وزن تلك المساعدات أكثر من 85 طنا. وقدمت القطر المساهمة في نقل المواطنين والمقيمين المعلقين في البلدان غيرهم على متن طائرتها الخطوط الجوية القطرية، وقامت للاستعراض بالتواصل المرئي لجميع الحالات الطارئة حول العالم والمساهمات والمساعدات الغذائية والطبية حيث تَبادلَ صاحبُ السمو التهانيات مع وزرائهم وعَزّزَ العلاقات البشرية مع الدول الأخرى، ودَبّرَ تدابير حسنة لدولة قطر منذ بداية الكورونا بتوقف الطائرات وتوفير المستلزمات الوقائية في جميع أركان الدولة والتوعية على اتخاذها واستخدامها جديا الناجمة عن النجاح الكامل لتجنب الحظر التجول التام للجمهور والإغلاق الكامل للدولة، ولا تزال تستمر الشركات الخاصة والحكومية وشبهها تقوم بأعمالها العادية حسب سياسة الدولة للوقاية من الفيروس مع التزام التعقيم للكفين مرارا ولبس القفاز والكمامة في مواقع العمل بدون إهمال وغسل الكفين مرارا عشرون ثانية، والقرار بتخفيض عدد المسافرين في حفلات العمال إلى النصف للتباعد الاجتماعي ونهض الدولة للعمل عن بُعد، وإمكان ذهاب الموظفين إلى مكتب في حاجة قصوى بنسبة عشرين في المائة نظرا لسلامة الدولة والسكان مع جميع المراعات. وأعفت قطر عن الرسوم الكهرباء والماء وحفزت أصحاب العقارات لاتباع إعفاء الإيجار لتسهيل المعاش خلال زمن الفيروس، وبدأت المساعدة لجيمع القطاعات الخاصة ببنك قطر للتنمية لدفع رواتب العمال والموظفين و الإيجار إن وُجد بعد تكميل الإجراءات المطلوبة، وقامت بإنتاج المنتجات الغذائية وصنعة المستلزمات الطبية وغيرها الطارئة، ودعت جميع المقيمين والمواطنين لدعم الدولة والمساهة لها تطوعا، والعديد من المقيمين والمواطنين من المجالات الطبية وغيرها قاموا بالمشاركة فعلا وعاجلا.
وكانت قطر لا تزال تصبح قويا كل حين منذ بداية الحجر عن بعض الدول الشقيقة، لكنها في خلال جائحة كورونا صارت أكثر قويا من قبله، ولم يضرها كورونا إلا قليلا من قلائل.
وهذا كل ما ذكرتُ من معلوماتي الذاتية وتجاربي الشخصية لأنني مقيم في الدوحة من قبل الحجر حتى اليوم ولا شيء يملني عندما أبدأ في وصف محاسن قطر وقوتها ومجد أميرها وعبقرية سكانها لأنه «على قدر أهل العزم تأتي العزائم».
Leave a Reply