الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
المؤلّف: هو أحمد سعيد بن سِلم من سكَّان المدينة المنورة، درس الابتدائية والثانويّة والبكالوريوس, وبدأ حياته مؤظفًا في إدارة التعليم بالمدينة المنورة، وتنقّل في عدة وظائف، وتفرّغ بعد التقاعد للتأليف وتحقيق المخطوطات, فقام بتأليف عدة كتب وتحقيق عدة مخطوطات, فمن كتبه: «المدينة المنورة في القرن الرابع عشر الهجري», و«موسوعة الأدباء والكتَّاب السعوديين خلال ستين عامًا من عام 1350 إلى 1410هـ»، صدرت في ثلاثة مجلدات, و«حروب الرّدة وبناء الدولة الإسلامية».
ومن الكتب التي قام بتحقيقها: «نزهة الناظرين في تاريخ مسجد سيّد الأولين والآخرين، من تأليف السيد جعفر البرزنجي ت/1310هـ»
و «الجواهر الثمينة في محاسن المدينة من تأليف السيد محمد كبريت الحسيني المدني ت/1090هـ».
نبذة عن الكتاب:
الكتاب يعكس صورة الحياة الاجتماعية بالمدينة المنورة في القرن الرابع عشر الهجري, فتناول المؤلف فيه أوضاع المدينة السياسية, والأماكن الأثرية، والحالة الاقتصادية, والحركة العلمية, وعادات أهل المدينة وتقاليدهم, وسلوكهم وطريقة عيشهم وخصوصياتهم, وما إلى ذلك, وطبع الكتاب الطبعة الأولى في دار المنار للطبع والنشر والتوزيع مصر عام 1414ھ.
محتويات الكتاب:
يحتوي الكتاب على تصدير, ومقدمة, وتمهيد, ثم شرع في أصل الكتاب أي: أحوال المدينة المنورة الاجتماعية.
أما التصدير فهو بقلم الأستاذ صالح حبيب محمد أحمد, أشاد بالكتاب بأنّ المؤلّف بذل جهدًا مشكورًا في بيان حالات المدينة المنورة بحيث لا يترك شارده ولا وارده عن المدينة إلا وقد أوردها بأسلوب علميّ شيّق.
كما يمكن للقارئ أن يعيش مع أهل المدينة في أثناء مطالعة الكتاب, فيقف على طبيعة أرض المدينة المنورة, وتضاريسها وآبارها, وعيونها وما مرّ على سكانها من ظروف مختلفة, ظروفٌ تجدها مفرحة تارة, ومحزنة تارة أخرى, وما سوف عليها تارة.
أما المقدمة: فتشتمل على ما لَقِيَت المدينة المنورة من اهتمام العلماء والأمراء والمؤرّخين, حيث قام المؤرخون بتسجيل حركات الرسول صلى الله عليه وسلم باليوم والساعة, وغزواته بالمكان والزمان.
كما أشار إلى المؤلّفات حول تأريخ المدينة المنورة, يمكن تقسيمها في ثلاثة أنواع: نوع تناول تاريخ المدينة المنورة من زمن الرسول صلى الله عليه وسلم إلى اليوم, ونوع تحدّث عن أماكن المدينة الأثرية, ونوع خُصّص في حياة المدينة الاجتماعية.
ثم تطرَّق إلى الحديث عن كتابه بأنه في بيان الحياة الاجتماعية بالمدينة المنورة في القرن الرابع العشر الهجري, وأنّ كتابه يشمل عدة جوانب: جوانب تاريخية, وبعض معالم المدينة, والحالة السياسية, والاقتصادية, والعمرانية, وأمور أخرى تتصل بحياة الناس اليومية والعادات والتقاليد.
أما التمهيد: فهو يشتمل على ذكر حالة المدينة المنورة قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم, فذكر أنّ المدينة يسكنها منذ زمن غير قصير قبيلتان معروفتان: الأوس والخزرج وما تفرّع منهما من قبائل أخرى صغيرة, وما زال الصّراع والجدال والقتال يستمر بين القبيلتين, ويستغلّ به اليهود ويُمدّون بأموالهم وأسلحتهم, لكيلا يتّحدوا ضد اليهود, فجاءهم الرسول صلى الله عليه وسلم, فعمل بالقضاء على الحروب بين القبيلتين, وآخى بين المهاجرين والأنصار, وعقد مع اليهود معاهدة نّصّت على حريّتهم, وأنّ جميع المدينة يكون يدًا وحدًا, يحافظ على كيانها, ويذود عنها ممن يحاربها من خارج المدينة.
أما صلب الموضوع أو أصل الكتاب فيمكن تصنيفه على عناصر عدة:
العنصر الأول: مراكز الثقافة: أو الحركات العلمية.
العنصر الثاني: الحالة الاقتصادية في المدينة المنورة.
العنصر الثالث: المظاهر العمرانية في المدينة المنورة.
العنصر الرابع: والحالة التاريخية و والأماكن الأثرية.
العنصر الخامس: خصوصيات مجتمع المدينة.
العنصر السادس: مستلزمات الحياة.
العنصر الثامن: موضوعات مختلفة: ومن عناوينه "بعض علماء وأدباء وشعراء في هذا القرن”, و”حب المدينة في نفوس المسلمين”.
ميزاة الكتاب:
1. يتميز الكتاب ببعض الخرائط والصور, وإن كانت بعض الصور غير واضحة إلا أنها تدل على ما وصل إليه الناس ذلك العصر من التطور في العمران والمدنيّة.
2. موضوع الكتاب شيق جدًا وهو تصوير الحياة الإجتماعية بالمدينة المنورة يستشعر القارئ من خلاله بسلوك أهل المدينة وعاداتهم وتقاليدهم وطريقة عيشهم, وخصوصية المجتمع المدني, وحال اقتصادهم ومدى تمسكهم بالقيم الإسلامية, والشعائر الدينية.
3. يتميز بالتصدير والمقدمة والتمهيد, ويمكن للقارئ من خلالها الوقوف إجمالًا على ما في الكتاب من بيئات المدينة التاريخية والاقتصادية والحركات العلمية وغيرها.
4. يتميز بذكر فهارس المراجع والمصادر وفهرس الموضوعات, وذلك في آخر الكتاب.
5. يتميز يتوثيق المعلومات والنقولات في الحواشي السفلية.
6. يتميز بسهولة الأسلوب ووضوحه دون التعقيد في الكلام, حتى يفهم كلامه عامة الناس بيسر وسهولة.
7. هذه الدراسة ذات طرفين, أي: يعرف القارئ من دراستها حالة المدينة في عهد الأتراك, وفي العهد السعودي.
8. يتصف الكتاب بالصبغة الذاتية, والصياغة من قبل الباحث, وعدم كثرة النقولات والاقتباسات, فالمؤلف لا يعتمد على النقولات والاقتباسات, بل يقوم بصياغتها بنفسه والأحالة إلى مظانها.
المآخذ عليه:
1. تعرّض المؤلّف لبعض عادات وتقاليد أهل المدينة التي تخالف العقيدة الإسلامية, لكنه اكتفى بذكرها دون الرد عليها, ومن هذه العادات على سبيل المثال: الرجبية, وسيدي شاهين.
2. لعل عنوان الكتاب ليس من تسمية المؤلّف, بل اقتبسه من كتاب آخر وهو” مكة المكرمة في القرن الرابع العشر الهجري, لأنه السابق؛ إذ تم طبعه 1401هـ.
3. ترتيب الكتاب وتنظيمه لا يعتمد على أسلوب علميّ ومنطقي, وإنما رتبه على عناوين حسب ما ظهر له دون التضنيف على الموضوعات, كان عليه أنْ يرتبه على الأبواب والفصول أو المباحث وتندرج تحتها جملة من العناوين.
4. تكرار بعض المعلومات, ويدل عليه تناول مسألة الأغوات في موضعين: في صفحة 30, وأعاد نفس الكلام في الملاحق صفحة 237.
5. أن المؤلّف يسرد المعلومات سردًا دون التعقب والتعليق عليها, كما لاتظهر شخصيته بالمناقشة وإبداء آرائه على النقولات والاقتباسات.
6. ظهور ضعف الأسلوب في بعض المواضع, فيما ظهر لي أنّ أسلوب المؤلّف يميل إلى السهولة, لكنه وصل إلى الضعف أو الخطأ في بعض المواضع, وقد يكون هذا مما بقى عنده أثر العامية. ومثاله قوله: «بل كان العلماء في المسجد النبوي وأيّ إنسان من سكان المدينة يقوم بإرشاد من سأل عن أمر… والصواب أن يقول: بل كان أي إنسان من سكان المدينة أو من العلماء في المسجد النبوي يقوم بإرشاد…».
Leave a Reply