تعريف الصحابي :
الصحابي من لقى النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام.
(من) قيد يدخل به العقلاء ذكورا وإناثا وخناثى وأحرارا ومواليا وصغارا وكبارا من الإنس والجن ويخرج به كل مالا يعقل.
(لقى) يدخل فيه كل من حصل له مطلق اللقيا هذا التعبير أولى من التعبير بالرؤيا.
(مات على الإسلام) هذ القيد لا بد منه ويخرج بهذ القيد من لقيه مؤمنا به ثم ارتد ومات على الردة، ولكن من ارتد ثم رجع إلى الإسلام قبل وفاة النبي فهو صحابي بلا خلاف سواء التقى به النبي أولا.

مكانة الصحابة ومنزلتهم في الكتاب والسنة :
كما هو معلوم أن الصحابة كلهم عدول بلا استثناء، ولهم فضائل سامية ومقام عالية ومنزلة رفيعة هذا كله ثابت من القرآن والسنة وإجماع المسلمين، وذلك بإنهم آمنوا بالله ورسوله وجاهدوا في سبيل الله باموالهم وأنفسهم.
لقد بين الله ورسوله فضلهم ومكانتهم وعدالتهم ودلت النصوص من الكتاب والسنة عليهم كما قال تعالى” كنتم خير أمة أخرجت للناس” (سورة آل عمران١١٠ ) وقال أيضا "وكذالك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا (سورة البقرة١٤٣ )
قوله تعالى”وسطا” أي عدلا، هاتان الآيتان تدلان على أنهم خير الخلق بعد الأنبياء وإن كان حكم هذه الآية عام، لكن المخاطبين بهذه الآية أولا الصحابة وقال تعالي أيضا "والسابقون الأولون من المهاجرين والانصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه واعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها ابدأ ذلك الفوز العظيم” (سورة التوبة١٠٠ )
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية الكريمة:
فقد أخبر الله أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار والذين اتبعوهم بإحسان فياويل من أبغضهم أو سبهم أو أبغض أو سب بعضهم ولا سيما سيد الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم أعني الصديق الأكبر أبا بكر بن أبي قحافة
وقال النبي الكريم صلوات ربي وسلامه عليه:
خير أمتى قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم (صحيح البخاري)
هذا الحديث يدل أيضا على أنهم خير هذه الأمة، فالمراد ب "قرن” أهل زمني وهم الصحابة وحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم لا تسبوا اصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه (متفق عليه) هذ الحديث يدل على تحريم سب الصحابة ويدل على أنه لا أحد يبلغ مبلغهم وإن كان أنفق مثل أحد ذهبا وقول النبي صلى الله عليه وسلم النجوم امنة للسماء فاذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فاذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون فهذه الآيات والأحاديث تدل على مكانة الصحابة ومنزلتهم وفضلهم.
قال ابن عبد البر رحمه الله: الصحابة قد كفينا البحث عن أحوالهم لإجماع أهل الحق من المسلمين وهم أهل السنة والجماعة على أنهم كلهم عدول (الاستيعاب بمعرفة الأصحاب)
وقال النووي رحمه الله:
اتفق أهل الحق ومن يعتد به في الإجماع على قبول شهاداتهم وكمال عدالتهم (المنهاج شرح مسلم بن الحجاج)
وقال ابن تيمية وابن حجر رحمهما الله:
اتفق أهل السنة على أن جميع الصحابة عدول ولم يخالف في ذلك إلا شذوذ من المبتدعة…..
موقف أهل السنة والجماعة من أصحاب رسول الله : أريد أن أذكر لكم أيها القاري موقف أهل السنة والجماعة بالاختصار كما ذكر علماء السلف فيجب علينا أن نسلك هذ المسلك في الصحابة لأن الصحابة هم الواسطة بيننا وبين النبي صلى الله عليه وسلم ودعاة الإسلام ، وصل إلينا القرآن والأحاديث بواسطتهم فالطعن في الصحابة طعن في القرآن والأحاديث.
(١) ذكر محاسن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(٢) الكف عما شجر بينهم.
(٣) الاهتداء بهديهم والاقتداء بآثارهم.
(٤) مدارسة سيرتهم والترضي عنهم.
(٥) الاعتقاد ان لهم من الحسنات ومغفرة الذنوب.
(٦) البراءة والابتعاد من طرق الروافض والخوارج الذين يبغضون الصحابة ويسبونهم ويلعنونهم ويجرحون في ويردون روايتهم ويحكمون عليهم بالردة والفسق والفجور.
(٧) حب أهل البيت رضوان الله عليهم أجمعين.