أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلت

محمد بدر الدجى العبادات

الحمد لله الذي من علينا بشهر رمضان المبارك الذي قضيناه في طاعته من الصلاة والقيام والنوافل وتلاوة القرآن الكريم سائلا عزوجل أن يقبل طاعتنا صغيرها وكبيرها، ويغفر لنا مما نقص من إتمامه كما كان حقه.
ففي رمضان، قمنا بطاعات كثيرة بسهر الليالي وتسابقنا بتقديم الصدقات في السر والعلانية والمساعدات الجميلة إلى المحتاجين المضطرين تحت جائحة كورونا المستجد 19.
فهذه الأعمال كلها دخلت في كفة الميزان الحسنة وجعلتها ثقيلة ضد كفة الميزان السيئة، ولو لم نواظب عليها بعد رمضان، وعدنا إلى عادتنا القديمة، ودخلنا في المعاصي والفواحشات والمنكرات فتخف الكفة الحسنة وتثقل السئية، وهي كالأشجار الخضراء المكثفة والنباتات الناعمة الغضة التي تنمو وتزدهر وتثمر بوجود الماء الدائم في جذورها، وأشعة الشمس اليومية، ولو انقطعت من وصولها شهرا أو شهرين والبعض من النباتات يوما أو يومين، فإنها تيبس وتجف وتموت.
وفي حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، قال لأصحابه: "يا أيها الناس خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا وإن أحب الأعمال إلى الله ما دام وإن قل” أخرجه البخاري.
ونبينا الكريم صلى الله عليه وسلم كان يحب العمل الدائم وكانا مديما في عمله حيث سئلت أمّنا عائشة رضي الله عنها عن عمله هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يخص من الأيام شيئا ؟ قالت: "لا، كان عمله ديمة، وأيكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق”. أخرجه البخاري.
وقالت أيضا: ” كان أحب العمل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يدوم عليه صاحبه”. أخرجه الإمام مالك في مؤطئه.
فنحن بحاجة إلى الاستمرار في عملنا اليومي من الصلاة والنوافل وتلاوة القرآن الكريم والصدقة والبر وما إلى ذلك من الأعمال الصالحة وإن قلت، حرصا على اتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم، ورغبة في العيش الراضية ومخافة من النار الحامية يوم القيامة لقول الله عزوجل:
” فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَة * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ *”.
نسأل الله سبحانه تعالى أن يوفقنا جميعنا على مواظبة الأعمال الصالحة والاستمرار فيها وإن قلت في غير رمضان كما قمنا بها في رمضان.
آمين يا رب العاملين.

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of