لكل بيت ومجتمع وقرية طبيعةٌ وعادة تختلف عن غيرها في اللسان والأسلوب واللباس والثقافة والطعام والشراب، كل من يولد في ذلك المجتمع يتأثر بظروفه وبيئته دون شعور به، وهذه الأشياء كلها تنضم إليه كجزء لا يتجزأ من طبيعته، إن تتكلم مع رجل غريب لبرهة تعلم من فوره هو من جنوب الهند أم شمالها، ثم لسانه وأسلوب كلامه يخبرك عن الولاية التي ينتمي إليها، فحدة طباع أهل مكة وعذوبة مزاج أهل المدينة انعكاس لمجتمعهما، والانتباه إليه لا يستغرق وقتا كثيرا.
مثلما لا يمكن لشخص من جنوب الهند إخفاء حقيقته إلى وقت طويل، لأن بيئة جنوب الهند وكذلك أسلوب كلامه وثقافته كل هذه الأمور قامت بتنشئته بطريقة لا يمكن له إخفاؤها إذ أصبح جميعها جزء لا يتجزأ من طبعه، فكل الكلام يتكلم به بل اللفظ الذي يلفظه وكذلك لغة إشارته للنفي والإثبات تدل على أنه من جنوب الهند لا من شمالها.
كل مولود يولد في بيت أو منطقة لا يتأثر بلسانها وأسلوب كلامها فقط، بل يتأثر بخلقه وصنيعه ، فلا بد أن يذكر جميع سكان المجتمع أن الأطفال يتأثرون بما يفعل الكبار أمامهم ويقومون بتمثيله عملا.
قبل سنوات قليلة، شُنق رجل سمي بـ "درنجي” فنشر الخبر في الصحف مع صورة الرجل ومنشقته على سبيل المثال، نتيجة لذلك لما رآه الأطفال بدأوا يلعبونه في مقامات عديدة، واختاروا من بينهم طفلا يمثل "درنجي” ثم شنقوه، ووفقا لبعض الأخبار توفي بعضهم في هذه اللعبة.
هذه الحادثة دالة بينة على أن الصغار ينظرون كل ما يحدث في المجتمع، و يسعون أن يفعلوا كذلك، إن يتكلم الوالدان بالأردية فهم أيضا يتكلمون بها، لو يتلكلمون بغيرها فبعد تعلمها ودرسها، وكذلك العادات والأخلاق تنتقل إليهم بدون إرادتهم ومشيئتهم، فتظهر حسب الحالة، فلا بد لأهل البيت والمجتمع أن يفكروا قبل أي عمل، حيث أنهم لا يفعلونه هذا فقط بل يدرّسون ويعوّدون أطفالهم لهذا العمل بدون إرادة وإنهم يعملون كذلك غدا.
نقله إلى العربية:
مسنون مظهر الأعظمي
Leave a Reply