عيد القطان

محمد حسن السلفي الإنتاج الأدبي النثري

كنت جالسا في غرفتي والباب مغلق، سمعتُ قطة تموء جانب الباب، لم أنتبه لصوتها في البداية وانشغلتُ في عمل مهم كان مفتوحا أمامي على الحاسوب لِما كلفني مديري قبل برهة بالاتصال.
لم أزل منهمكا لأنه يعد الاتصال سريعا كما ذكر لإرساله عبر الإيميل بعد أن يفيدني به، أنا غرق في عملي وأسمع صوت قطة بشكل طفيفة من تموء يستمر. بعد ما أنهيت عملي فتحتُ الباب والقطة كانت واقفة قدام عيني، ولا تزال تكرر صوتها تموء تموء، فهمت من حالها أنها في بلية ولم أستطع أن أفطن في أول مرة ماذا هي تريد من صوتها، لكن بعد تأمل قليل أمكن لي الشعور بأنها جائعة، صرفتُ نظري في غرفتي لأجدَ شيئا يكفي لطعامها ولم أجد إلا بعض الفواكه، فقمت بقطعها وتقديمها أماها ونظرتُ أنها شمت وتركت على حالها وصوتها من تموء لايزال يستمر.
حيث كانت هي أول تجربتي بالتعامل مع القطة تحيرتُ كثيرا. ولايخطر ببالي ماذا أفعل لإيقاف صوتها الذي كان يزعجني شديدا. بينما كنتُ أتعامل معها قَدَمَ الرجلُ بعُلبة الطعام لي من مطبخ المطاعم طلبتُه قبل ساعة، فتحتها بسرعة ووجدت فيها الأرز والعدس والسمك المقلي، أسرعتُ إلى إلقاء من الأرز والعدس في الكيس والتقديم أمامها، لكننى رأيت إنها شمتْ مثل الفواكه وتركتْ على حالة ما قدمتُ. كنتُ منزعجا ومتحيرا وأحسُ الجوعَ أيضا. تفكرتُ أن ألقي من السمك أمامها وأرى فيما يحدث، تعجبتُ أشد العجب لأنها أكلتْ أسرع من أنا حسبت ومرة أخرى صارت تموء. الآن فهمتُ قصة جوعها وألقيت كامل السمك أمامها ونظرتُ إنها تناولت وغابت عني. قلتُ الحمد لله وانشغلت بأموري المهمة، لمما حان المساء سمعتُ صوتَها مثل ما كنتُ أسمع ووجدتُ في علبة طعامي الدجاج فألقيت، هي تناولتْ شرها وغابت عني، لاتزال هذه الحالة هي تموء وأفهم صوتها وألقي لها ما لي في نصيبي من الطعام الدجاج واللحم والسمك وإن لم يوجد منه أتأسف عليها وأعتذرها حتى هي بدأت تستريح بالها في غرفتي حينما اشتدت حرارة اليوم في الصيف.
كلما اشتدت الحرارة جاءت الى غرفتي لو وجدتها مغلقة ماءت. حينما أردات دخلت وحيثما شاءت جلست،استرحت ونامت وهكذا صارت غرفتي غرفتها ايضا.
وذات يوم دهشتُ لأنها ظهرتْ مع ثلاثة أطفالها الصغيرة وتوطنت بالقرب من غرفتي على بعد ملحوظ، فطنتُ مصلحة ربي فيها وجعلت أتعامل معها قدر طاقتي مثلما كنت من قبل، بينما حان العيد ولا سبيل لي أن لا أتفكر فيها وأطفالها فاشتريت لحما لها وقدمت أمامها وهي احتفلت عيد القطان مع أطفالها بغطبة وفرحة، ولم يختبئ لي الآن أن حالها مثل حالي هي لا تجد طعامها ولا أجد عملي خلال جائحة كورونا.

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of