لا شك بأن للغة العربية وآدابها دورا كبيرا ومساهمات عظيمة لا تنكر من قِبَلِ المدارس والجامعات الإسلامية غير الحكومية في الهند فقد تبحر فيها كثير من العلماء العباقرة الذين تفتخر بهم الدول العربية والهند رغم أنهم من العجم وهذه ثمرة جهودهم الذاتية المستمرة وبإخلاص أساتذتهم الذين ارتحلوا لطلب العلم إلى البلدان العربية ثم عادوا لأداء دورهم العظيم في تعليم اللغة العربية.
لو ألقينا نظرة إلى كتب المناهج الدراسية الموجودة في جميع المدارس الإسلامية والجامعات الحكومية وغير الحكومية الإسلامية في الهند لوجدناها كلها في اللغة العربية إلا ما ندر وشذّ في اللغة الأردية، ولا شك أن مناهجها الدراسية من البداية إلى النهاية مرموقة وفعالة ولا يوجد أي نقص فيها إلا مشكلة واحدة دفعتني لكتابة هذا الموضوع وهذه المشكلة واجهتها في دراستي وحتى يومنا هذا أشعر بها عند كتابتي وهي عدم وصولي إلى مرحلة الإتقان في اللغة العربية تحدثاً وكتابة رغم أنني درست خمسةَ عشرَ عاماً جميع المواد الدراسية من التفسير والحديث والعلوم الإسلامية الأخرى والأدب العربي في اللغة العربية.
هل تعرفون ما السبب الذي جعل الطالب غير متمكن في اللغة العربية وقد درسها أعواماً عديدة من كتب مؤلفة باللغة العربية؟
السبب الوحيد الذي أفهمه هو لغة التدريس، فإن جلَّ المدارس والجامعات تُدرِّس المواد العربية باللغة الأردية، فالمدرس يقوم بترجمة النصوص أولا ثم يشرحها بالأردية.
أنا اتصلت ببعض أصدقائي الذين يدرسون حاليا في المدارس والجامعات للاستفسار عن هذا الموضوع هل تغيرت لغة التدريس أم لا؟ وهل مازال التعليم باللغة الأردية؟ وللأسف الشديد أخبروني أن اللغة الأردية هي لغة التدريس إلا بعض الأساتذة – حفظهم الله ومتعهم بالصحة والعافية – يستعملون العربية أحيانا خلال تدريسهم.
والأمر الغريب الذي عرفته الآن وندمت عليه، أننا كنا نرجع إلى الترجمات الأردية للكتب الأدبية العربية بدلا إلى اللغات والمعاجم فرحين بها، وأغرب شيء هناك وجود كتاب مشهور اسمه "معلم الإنشاء” – رحم الله مؤلفه وأدخله الجنة – ويظهر من كتابه أنه ألف هذا الكتاب لتنمية مهارة الطلاب في اللغة العربية ضمن قواعد الدروس العربية بطريقة سهلة جدا ووضع تدريبات في آخر الدرس ولكن للأسف قام بعض الناس بترجمتها من الأردية إلى العربية والعكس، فالطلاب يرجعون إلى هذا الكتاب وينقلون التدريبات ويقدمونها أمام الأستاذ. فكيف يتكمن الطلاب في اللغة العربية؟ هل هذا معقول ؟
الأصل أن تُدرس الكتب الدراسية باللغة العربية ولكنها تدرس عندنا باللغة الأردية؟ ليتنا درسنا هذه الكتب العربية باللغة العربية نفسها من البداية إلى النهاية لكان جميع الطلاب بارعين وقادرين على الكتابة والتحدث باللغة العربية كطلاب المدارس والجامعات غير الإسلامية الذين يدرسون مناهج دراستهم بالإنجليزية فقط ، وحينما يتخرجون يملكون القدرة التامة في اللغة الإنجليزية ويعبرون بسهولة عما يخطر ببالهم.
انظروا إلى أسماء المدارس والجامعات التي منهجها الدراسي بالعربية ومعظم أساتذتها تخرجوا من الجامعات العربية خارج البلاد ولكن لغة الدراسة والتدريس هي الأردية.
هل رأيت مدارس عالمية لتعليم الإنجليزية وفيها تدريس باللغة الأردية أو الهندية أو أي لغة محلية أخرى؟ حتما لا، فإنهم يدرسون أطفالهم من الروضة إلى الجامعة باللغة الإنجليزية. ولو سألت أحدا يدرس في الصف العاشر أن يكتب موضوعا ما أو يخطب خطبة ما فإنه يقوم به بطلاقة بدون تردد وتلجلج وحيرة. ولكن نفس الشيء لو سألت طلاب المدارس الإسلامية فلا يستطيعون إلا واحدا أو اثنين في المئة من الذين بذلوا قصارى جهودهم بأنفسهم.
يا أيها العلماء الكبار الهنود أنتم كمثل أهل الضاد وأنتم عارفون قواعد اللغة العربية وبلاغتها وعندكم الطاقات والقدرات كما يفتخر بكم العرب، فقط الشيء الوحيد الذي نطلبه من ساداتكم المحترمين أن تُغيروا لغة دراساتكم إلى العربية التي تُمكن الطلاب بإتقان اللغة ومهارتها ، وعند تخرجهم يستطيعون بيان مكنونات ضمائرهم وتوضيخ أحاسيسهم الدفينة، لا شك ان البداية ستكون شاقة هناك ، وستواجهون بعض العوائق لسنة أو سنتين أو ثلاث سنوات ولكن بعدها تكون الامور سهلة ميسورة جدا فإن مع العسر يسرا . وأما اللغة الأردية فلن ننقص أهميتها فإنها توجد بمقدار واف وكاف ولها جامعات مخصصة باسمها في الهند ويتعلم الطلاب تلقائيا بكونها سائدة ولغة الأم عند كثير من المسلمين.
ندعو الله سبحانه وتعالى أن يوفقهم إلى هذا العمل الجليل.
يجب علينا ان نفكر هذا الموضوع.ولا شك أن الأساتذة من الكليات ألإسلامية والعربية قادرون على استعمال اللغة العربية . ولكن خجلهم ومللهم يوقفوهم من التدريس في اللغة العربية.
شكرا لاهتمامك بالموضوع – الحمد لله – علمائنا الكبار وأدباؤنا الفطاحل في الهند توجد لديهم قريحة خصبة وملكة راسخة في اللغة العربية وآدابها حتى يفتخر بهم العرب وهم قادرون على تغيير المنهج. – إن شاء الله –
نتمنى ونرجو منهم المبادرة في هذا العمل العظيم والله يكون في عونهم ونحن نساعدهم كالطفل الذي يساعد أباه في حمل الغِرارة.
الحمدلله،والصلاة والسلام على رسول الله.وبعد: فيما أعرف ليست هناك مدرسة ولا جامعة يلتزم فيها باللغة العربية لزاما تاما في الدراسة و التدريس إلا كليتنا، -كلية الحديث الشريف- بنجلور، (الهند) بالحمدلله، وبالتالي استفدنا بهذه النعمة كثيرا، فانطلقت السنتنا بكلماتها الماتعة،وجرت أيدينا بها،ماشاء الله!! في إثر ذلك آنست فرقا ملموسا بين زملاءنا المتخرجين وبين المتخرجين من جامعات أخرى، إلا ان في كليتنا مرحلة واحدة وهي مرحلة البكالوريوس فقط لقرابة ثلاث سنوات. فمن التزم باللغة العربية اثناء هذه المدة نطقا،ومطالعة وكتابة وسماعا،يتمكن من اللغة الى حد ما ،يا حبذا لو قامت لجنة الكلية المنتظمة وغيرهم بتأسيس مدارس للمرحة الثانوية على نفس النهج او… Read more »
هنيئا لكم يا شيخ، فلتكن لكم صدقة جارية إلى يوم القيامة وزاد الله في علمكم ومعرفتكم ونفع بكم الأمة الإسلامية وطلبة المدارس الإسلامية والجامعات.
نرجوا المبادرة إلى هذا العمل كمثلكم من جامعاتنا المشهورة كجامعة دار العلوم ديوبند و جامعة ندوة العلماء لكناؤ وجامعة السلفية ببنارس وما إلى ذلك من الجامعات الأخرى والمدارس الكبرى.
إن شاء الله سيثمر هذا العمل كالشجر الذي يُغرس ويُهتم به في بداية الأمر حتى يستقيم ثم بنفسه يترك الأغصانَ ويثمر.
ماشاءالله تبارك الله، أحسنت وقدمت ملاحظات قيمة لتدريس اللغة العربية في المدارس والجامعات الإسلامية في الهند، وتركيزك على لغة التدريس تركيز محمود وأشيده، أما هناك جوانب أخرى أيضا مطلوب الاهتمام بها وهي اختيار المناهج الدراسية واختيار القواعد العربية العملية وتدريب الأساتذه الذين يدرسون العربية، وإقامة دورات مكثفة لتدريس العربية بين حين وآن، وإقامة مسابقات عن اللغة العربية وتعلمها كتابة وتحدثا، وإنشاء بيئة لتعلم اللغة العربية تحدثا وكتابة، ويمكن الاستفادة فيها من المدراس العصرية التي يتكلم طلابها وطالباتها اللغة الإنجليزية من الصف الثاني والثالث بكل طلاقة ويعبرون أنفسهم كتابة وتحدثا. ظل الرحمن لطف الرحمن التيمي أستاذ مساعد بكلية اللغات والترجمة، جامعة… Read more »
يا ليت تتغير طرق التدريس في مدارس الاسلامية
إن شاء الله ، ستتغير يوما ما قريبا، لا بد لنا أن نحاول
فيما أعتقد من الممكن تغيير طرق التدريس والبيئة اللغوية، ولكن هذا يمكن عندما يقوم بها زي أنتم وجميع متخرحي الجامعات السعودية في مجالات الدراسية، ولكن قل من يهتم بها…!! فحبذا يهتم بها كل ذوي اللغة العربية!!!
ممتاز 👍👍👍
بارك الله فيكم.
الجواب واضح من هذا المقال….. بارك الله في صاحبه.