نقل الفتوى إلى العربية وعلق عليها: محمد شاهد يار محمد السنابلي
السؤال: ما رأيكم في قراءة هذين الكتابين: سيرة النبي للعلامة سلمان الندوي وكتاب الرحيق المختوم لصفي الرحمن المباركفوري؟ و أفيدوني کذلك عن أفضل الكتب المؤلفة في السيرة النبوية؟
رقم الجواب: 1377801-Sep-2020 : تاریخ النشر
بسم الله الرحمن الرحيم
فتوی: 1002=943/ب
إن هذا الكتاب المسمى ب”سيرة النبي” للعلامة سليمان الندوي من الكتب المعتبرة وهو كتاب نفيس جدا. وأضف إلى ذلك كتاب "سيرة المصطفى” لمولانا إدريس فإنه كتاب محقق ونفيس جدا، كما أنه يتضمن التنبيه على الأخطاء التي وقعت في الكتاب "سيرة النبي”.
وأما الكتاب "الرحيق المختوم” فإنه عبارة عن مقالة سطحية للغاية ولا ترتقي إلى المستوى العلمي المطلوب، وليس كتابا مستقلا مؤلفا في السيرة النبوية. وإن استطعت أن تظفر بكتاب "منهاج النبوة” للشيخ عبد الحق محدث الدهلوي فاقرأه أيضا فإنه من الكتب النفيسة الغنية بالمعلومات.
واللہ تعالیٰ اعلم
دارالافتاء،
دارالعلوم دیوبند
___________________________________
تعليق عاجل
هذه الفتوى كما ترونها صادرة من دار الإفتاء التابعة لدار العلوم ديوبند الهند. وهي تعتبر صرحا علميا ومعقلا رئيسيا للإخوة الأحناف الديوبنديين.
وأما ما يخصنا في هذه الفتوى فهو تعليق المفتي على الكتاب "الرحيق المختوم” بقوله: (وأما الكتاب "الرحيق المختوم” فإنه عبارة عن مقالة سطحية للغاية ولا ترتقي إلى المستوى العلمي المطلوب، وليس كتابا مستقلا مؤلفا في السيرة النبوية).
هنا في هذا المقام وفي هذه العجالة لا أريد أن أكتب شيئا للدفاع عن هذه الكتاب فإنه غني عن الدفاع و عن التعريف به. وأعتقد أنه لا يخفى على أحد ما لهذا الكتاب من قيمة وأهمية علمية في الأوساط العلمية و في العالمين العرب والعجم جميعا. وكفى به شرفا أنه فاز و حاز على الجائزة الأولى في المسابقة العالمية للسيرة النبوية، وتقبله الناس بقبول حسن. ولا يخلو كثير من البيوت من هذا الكتاب. وكلما يُسأل أهل العلم والإنصاف عن أفضل الكتب في السيرة النبوية فهم يعدون ويذكرون هذا الكتاب على وجه الخصوص.
وليعلم هذا المفتي وغيره من هو على شاكلته أن هذه الفتوى لا تستطيع أن تحط من مكانة هذا الكتاب المرموق، ولا تقلل من شأنه الرفيع، بل هنا انقلب السحر على الساحر وصارت شخصية المفتي ومستواه العلمي مفضوحة و مكشوفة للعيان، وأصبحت عرضة للانتقادات الواسعة اللاذعة حتى من أبناء مسلكه الذي ينتمي إليه. وكل من قرأ هذا الكتاب بقلب صادق ونظر فيه بعين مجردة عن التعصب والاعتساف يجد في هذا الفتوى إجحافا ومجانبة للحق والصواب وقتلا للعدل والإنصاف.
ولكن أريد أن أضع بين أيديكم صورة حية بغيضة لهؤلاء العلماء الذين ينصبون أنفسهم عالما مفتيا وهم ليسوا من العلم والفتوى في شيء، و يتحاملون على إنجازات الآخرين. وبسبب تغلغل الحسد في صدورهم لا يجدون في أنفسهم قدرة للاعتراف بمزايا الآخرين. وهذه الفتوى واحدة من تلك الفتاوى الكثيرة التى تعكس مدى حقدهم و تعصبهم على الأعمال والإنجازات العلمية السلفية و تكشف مدى عداوتهم وكراهيتهم للعلماء السلفيين.
وكثير من الناس من رواد التواصل الاجتماعي قد فوجؤا وصدموا بهذه الفتوى. بينما أنا شخصيا لم أجد في هذا مفاجأة ولم أستغرب من هذا الأمر كثيرا. فقد قالت العرب قديما: الشئ من معدنه لا يستغرب. ولأننا تعودنا وعرفنا وشاهدنا منهم مثل هذه الاعتداءات والأعمال الفظيعة على العلم والعلماء والممتلكات للإخوة السلفيين بل منها ما هو أبشع وأفظع من هذا بكثير.
واختم كلامي بتعليق قيم للإمام ابن القيم رحمه الله على هذه الآية الكريمة : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} [المائدة: ٨]،
حيث يقول : “فإذا كان قد نهى عباده أن يحملهم بغضبهم لأعدائه أن لا يعدلوا عليهم مع ظهور عداوتهم ومخالفتهم وتكذيبهم لله ورسوله، فكيف يسوغ لمن يدّعي الإيمان أن يحمله بغضه لطائفة منتسبة إلى الرسول تصيب وتخطئ على أن لا يعدل فيهم، بل يجرد لهم العداوة وأنواع الأذى، ولعله لا يدري أنهم أولى بالله ورسوله وما جاء به منه علماً وعملاً ودعوةً إلى الله على بصيرة”. ( بدائع التفسير (2/105)
وإذا أرادَ اللهُ نَشْرَ فَضيلةٍ
طُويتْ أَتاحَ لها لِسَانَ حَسُودِ
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
Leave a Reply