نقمة الجبار لمن سب وانتقص الصحابة الأخيار

محمد عمر صلاح الدين الفقه

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم أما بعد:
فإن الصحابة الكرام هم المخاطبون الأولون للخطاب الإلهي في القرآن الكريم، أمناء الشريعة الإسلامية الغراء، خير هذه الأمة وأبرها قلوبا وأعمقها علما وأقلها تكلفا، وحملة تعاليم الإسلام، نقلة الآيات والأحاديث النبوية والأخبار وناشروها ومبلغوها في مختلف نواحي العالم والأقطار القاصية منها والدانية.
وقد وردت في فضائلهم ومناقبهم ومحاسنهم كثيرة من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية مما لا يتسع المقام لذكرها.
بالتالي فأصبح عند المسلمين حبهم من الدين والإيمان والإحسان وبغضهم من الكفر والنفاق والطغيان، وعليهم أن يحبوهم ولايفرطوا في حب أحد منهم ولا يتبرءوا من أحد منهم، وان يبغضوا من يبغضهم وبغير الخير يذكرهم ولايذكروهم إلا بخير.
على الرغم من ذلك كله، قد تسلل وتغلغل في بعض النفوس المريضة السقيمة الحركية_سوى الرافضة إذ كان من معتقداتهم الأساسية، التبرأ من الصحابة رضي الله عنهم والسب والشتم لهم_ سجية الطعن والتشدق في النفوس المطمئنة الطيبة النقية الصافية المزكاة من الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فصار من دأبهم الشنيع وشأنهم القيبح أن يبينوا معايب خير البرية ومثالبهم بالانتقاء من الكتب الحديثية والتاريخية مايؤيد أفكارهم الضالة من الروايات الموضوعة المكذوبة التي اختلقها آباؤهم فكريا وأجدادهم اعتقاديا، وأن يروجوها بين العامة من الناس والبسطاء من المسلمين، رفعا للثقة بهم والاعتماد عليهم. وكل ذلك باسم التحقيق العلمي الرصين والتدقيق الفني اللطيف مما يؤدي إلى الشك فيمن بلغ بهم هذا الدين ونقلوه إلينا، وإلى الطعن في الشريعة الإسلامية لأنه يلزم من الطعن في حامليها، الطعن فيها، وصدق من قال:
"معظم النار من مستصغر الشرر”
قبل الدخول في صلب الموضوع، ينبغي سرد الآيات والأحاديث التي هي جديرة بالتفكر والتدبر فيها ليكونوا على حذر من الوقاحة فيمن رضي الله عنهم والتكلم فيهم بما لا يليق.
فليتذكر هولاء قول الله سبحانه:
وٱلذین یؤذون ٱلمؤمنین وٱلمؤمنـٰت بغیر ما ٱكتسبوا فقد ٱحتملوا بهتـٰنا وإثما مبینا.(١)
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية:
"ومن أكثر من يدخل في هذا الوعيد، الكفرة بالله ورسوله، ثم الرافضة الذين يتنقصون الصحابة ويعيبونهم بما قد برأهم الله منه، ويصفونهم بنقيض ما أخبر الله عنهم؛ فإن الله، عز وجل، قد أخبر أنه قد رضي عن المهاجرين والأنصار ومدحهم، وهؤلاء الجهلة الأغبياء يسبونهم ويتنقصونهم، ويذكرون عنهم ما لم يكن ولا فعلوه أبدا، فهم في الحقيقة منكوسو القلوب، يذمون الممدوحين، ويمدحون المذمومين.”(٢)
يضاف إلى هذه الآية ويدخل فيها، الذين يؤيدون الروافض بالقلم واللسان، ويختذون حذوهم، ويسلكون مسلكهم، ويعاضدونهم في طعن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والسب والشتم لهم والنيل من كرامتهم والحط من قدرهم ومنزلتهم بأساليب منمقة وطرق ملبسة وانتقادات مشوهة صورهم الحقيقية المبينة في القرآن والأحاديث النبوية.
قال العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي رحمه الله:
"ولهذا كان سب آحاد المؤمنين، موجبًا للتعزير، بحسب حالته وعلو مرتبته، فتعزير من سب الصحابة أبلغ”(٣)
أفلا يتدبرون قول الله عزوجل:
"ولئن سألتهم لیقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبٱلله وآیـٰاته ورسوله كنتم تستهزءون. لا تعتذروا قد كفرتم بعد إیمـٰنكم.(٤)
من هم الذين كفروا بعد إيمانهم؟
لأي ذنب أولئك المنافقون كانوا مجرمين ومستهزئين بالله وآياته رسوله؟
إنما كان إثمهم قول رجل(٥)منهم في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم:
"ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطونا، وأكذبنا ألسنة، وأجبننا عند اللقاء.”(٦)
فلا بد لهم من الوقوف عند قول النبي صلى الله عليه وسلم:
"لا تسبوا أصحابي ؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا، ما بلغ مد أحدهم، ولا نصيفه”(٧)
وليفهموا ماكان قاله الصحابي الجليل ابن عمر رضي الله عنهما:
"لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ؛ فلمقام أحدهم ساعة خير من عمل أحدكم عمره.”(٨)
لم يشترون اللعنة عليهم لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم:
"من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين”(٩)

أيها القارئ الكريم!
وقد ثبت في التاريخ أن المسيئين إلي الصحابة والسابين، الشاتمين لهم، الطاعنين فيهم، الحاقدين عليهم، الغائظين بهم، عاقب الله بعضهم عقابا شديدا وأخزاهم خزيا في هذه الدنيا _ وعذاب الآخرة أشد وأبقي _ ونكلهم بما ارتكبوا من التطاول والتحامل عليهم تنكيلا.
ها أنا أذكر نبذة من القصص والحوادث والوقائع ما فيها عبرة لمن اعتبر وعظة لمن اتعظ وذكرى لمن تذكر ولكل من طال لسانه في أعراض الصحابة ولمن في قلبه وصدره بغض وحقد عليهم.
فإليك البيان ببعضها:
١_قصة أبي سعدة أسامة بن قتادة الذي قدح في الصحابي المبشر بالجنة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه:
ذكرها الإمام البخاري رحمه الله عن جابر بن سمرة، قال: شكا أهل الكوفة سعدا إلى عمر رضي الله عنه، فعزله واستعمل عليهم عمارا، فشكوا حتى ذكروا أنه لا يحسن يصلي، فأرسل إليه فقال: يا أبا إسحاق، إن هؤلاء يزعمون أنك لا تحسن تصلي، قال أبو إسحاق: أما أنا والله فإني كنت أصلي بهم صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أخرم عنها، أصلي صلاة العشاء فأركد في الأوليين، وأخف في الأخريين، قال: ذاك الظن بك يا أبا إسحاق، فأرسل معه رجلا – أو رجالا – إلى الكوفة فسأل عنه أهل الكوفة، ولم يدع مسجدا إلا سأل عنه، ويثنون معروفا حتى دخل مسجدا لبني عبس، فقام رجل منهم يقال له : أسامة بن قتادة يكنى أبا سعدة، قال: أما إذ نشدتنا، فإن سعدا كان لا يسير بالسرية، ولا يقسم بالسوية، ولا يعدل في القضية، قال سعد: أما والله لأدعون بثلاث: اللهم إن كان عبدك هذا كاذبا، قام رياء وسمعة، فأطل عمره، وأطل فقره، وعرضه بالفتن، وكان بعد إذا سئل يقول : شيخ كبير مفتون أصابتني دعوة سعد.
قال عبد الملك : فأنا رأيته بعد قد سقط حاجباه على عينيه من الكبر، وإنه ليتعرض للجواري في الطرق يغمزهن.(١٠)
٢_مآل المرأة التي اتهمت سعيد بن زيد رضي الله عنه،أحد المبشرين بالجنة،باغتصاب شيئ من أرضها:
عن عروة بن الزبير أن أروى بنت أويس ادعت على سعيد بن زيد أنه أخذ شيئا من أرضها، فخاصمته إلى مروان بن الحكم فقال سعيد: أنا كنت آخذ من أرضها شيئا بعد الذي سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "من أخذ شبرا من الأرض ظلما طوقه إلى سبع أرضين”. فقال له مروان : لا أسألك بينة بعد هذا، فقال : اللهم إن كانت كاذبة فعم بصرها واقتلها في أرضها. قال : فما ماتت حتى ذهب بصرها، ثم بينا هي تمشي في أرضها إذ وقعت في حفرة فماتت.
قال محمد بن زيد أحد رواة هذا الأثر:
فرأيتها عمياء تلتمس الجدر تقول: أصابتني دعوة سعيد بن زيد، فبينما هي تمشي في الدار مرت على بئر في الدار فوقعت فيها فكانت قبرها.(١١)
٣_جزاء من أساء إلى الخليفة الثالث المظلوم وسبه ومصيرالبغاة والثائرين عليه و قتلته:
عن محمد بن سيرين قال :
كنت أطوف بالكعبة وإذا رجل يقول : اللهم اغفر لي،وما أظن أن تغفر لي.
فقلت: يا عبد الله ما سمعت أحدا يقول ما تقول.
قال : كنت أعطيت لله عهدا إن قدرت أن ألطم وجه عثمان إلا لطمته، فلما قتل وضع على سريره في البيت والناس يجيئون يصلون عليه، فدخلت كأني أصلي عليه، فوجدت خلوة، فرفعت الثوب عن وجهه ولحيته، ولطمته، وقد يبست يميني.
قال ابن سيرين:
فرأيتها يابسة كأنها عود۔(١٢)
وانظروا إلى الذي سب ذا النورين، صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أرسل الله جل وعلا، عليه عذابا من السماء بانفحار ناري في الفضاء فتخلى عن حياته كما اخرج الإمام ابن حبان البستي رحمه عن أبي نضرة قال: كنا بالمدينة فسب رجل عثمان فنهيناه فلم ينته فأرعدت ثم جاءت صاعقة، فأحرقته.(١٣)
وأما قتلة عثمان والمعتدون، الخارجون عليه فقد قال عنهم الدكتور علي محمد محمد الصلابي رحمه الله:
"وإن المتتبع لأحوال أولئك الخارجين على عثمان رضي الله عنه المعتدين عليه، يجد أن الله تعالى لم يمهلهم، بل أذلهم وأخزاهم وانتقم منهم فلم ينج منهم أحدا.”(١٤)
٤_كيف أعمى الله، الكوفي الذي وقع في الحسين بن علي رضي الله عنهما:
قال الإمام أبو رجاء العطاردي رحمه الله: لا تسبوا أهل هذا البيت أو أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كان لنا جار من بلهجيم، قدم من الكوفة، قال ما ترون إلى هذا الفاسق بن الفاسق قتله الله يعني الحسين بن علي قال: فرمى الله بكوكبين في عيينة فطمس بصره.
قال أبو رجاء: فأنا رأيته.(١٥)
والذين قتلوا ريحانة رسول الله، وسبطه، فقد صرح فيهم الحافظ ابن كثير رحمه الله قائلا:
"وأما ما روى من الأحاديث والفتن التي أصابت من قتله فأكثرها صحيح، فإنه قل من نجا من أولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا، فلم يخرج منها حتى أصيب بمرض، وأكثرهم أصابهم الجنون.”(١٦)
٥_الشاب الخراساني الذي جرح أبا هريرة رضي الله عنه بقوله فيه: غير مقبول الحديث.
يقول القاضي أبوالطيب طاهر بن عبدالله الطبري المتوفى(٤٥٠)رحمه الله:
"كنا في حلقة النظر بجامع المنصور ببغداد فجاء شاب خراساني فسأل مسألة المصراة وطالب بالدليل، فاحتج المستدل بحديث أبي هريرة الوارد فيها، فقال الشاب وكان خبيثا: أبو هريرة غير مقبول الحديث، قال القاضي: فما استتم كلامه حتى سقطت عليه حية عظيمة من سقف الجامع، فوثب الناس من أجلها وتبعت الشاب دون غيره، فقيل له تب، تب فقال: تبت فغابت الحية ولم يبق لها أثر.(١٧)
٦_قصة محمود أبي رية المصري(١٨) (١٨٨٩ھ_١٩٧٠) عند سكرات موته:
كان العلامة المحدث الدكتور ضياء الرحمن الأعظمي رحمه الله يرويها لتلاميذه عن الشيخ عبدالحكيم حماده، الذي كان مدرسا في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ثم التحق برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، بعد تقاعده واعتزاله عن منصب التدريس فيها حيث التقي به الشيخ حماده رحمه الله عندما ايضا كان الشيخ الأعظمي مشتغلا بوظيفة في رابطة العالم الإسلامي سنة ١٣٩٤ھ بعد إكماله دراسة الماجستير.
فاقرءوا ما حكاه الشيخ الأعظمي رحمه الله، عنه:
"أنه جاءني ودعا لي بالخير والبركة، لكونه على علم بأن عنوان بحثي في الماجستير هو”أبو هريرة في ضوء مروياته” ثم جعل يخبرني أنه كثيرا ما كان يسمع عن الحاقد البغيض، محمود أبي رية و رأيه في إنكار الأحاديث ورفضها واعتداءه وتحامله على حب المؤمنين أبي هريرة رضي الله عنه وتأليفه كتابا للطعن فيه رضي الله عنه وإظهار الضغينة والسخينة له،فخطر بباله وهجس في قلبه أن يراه ويقابله عن كثب، ليس تشرفا بلقياه وحظة برؤيته، بل ليطلع على شخصيته المنحرفة الضالة وكيفيتها.حتى أنه وصل إلى بيته فقال لأبنائه: أتيتكم لزيارة أبيكم محمود أبي رية فدعني أن التقي به. فقالوا: لا، الآن هو على فراش المرض ويكابده، فليس هناك مجال للقاء. فأصر قائلا: ما أريد منكم المزيد من الوقت، بل لخمس دقائق فقط، أحب أن أرى وجهه، فبناء على ضغطه المكرر عليهم، ذهب به أولئك الأبناء إلى حجرته حيث كان هو يعيش فيها ويتنفس بين الموت والحياة، فوجده مضطجعا على فراشه وكان اسْوَدَّ وجهه مثل الفحم وظهرت عيناه نحو الخارج (والعياذ بالله) وكان يصرخ من شدة الألم صراخا مخيفا مفزعا، متوجها إلى الجدار وهو يتأوه يعني قوله من شدة الوجع: آه،آه!! أبا هريرة أبا هريرة.
يقول الشيخ حمادة: لما رأيت ذلك المنظر الهائل الفظيع، كأن بي هزة ونبضة، وأخذتني رجفة فخرجت على الفور ولم يسعني إلا الهروب من ذلك المكان الذي فيه يعذب الله هذا الرجل اللعين في هذه الدنيا، فما هذا البيت إلا محل نقمة وعذاب.
يقول الشيخ الأعظمي رحمه الله بعد أن ذكر هذه القصة: كان الشيخ حماده أمره أن يحدثها عنه لما فيها من العبر والعظات.
نظرا لذلك الأمر كان الشيخ الأعظمي رحمه الله يبينها بين يدي طلابه ويجيزها لهم بروايتها وبيانها للآخرين.(١٩)
٧_قصة من كان يشتم أبا بكر وعمر رضي الله عنهما:
ذكرها العالم الباكستاني الشيخ السيد سبطين شاه نقوي حفظه الله(٢٠)عما حدث لخاله عند موته من أنه كان ينبح نباح الكلاب في سكراته وتغير لون وجهه، وذلك لأنه كلما يدخل في بيته أي كلب، كان من عادته المستمرة أن يقول: جاء أبوبكر وجاء عمر، هكذا كان يلوث لسانه باللعن والسب، فجعله الله آية لمن بعده.(٢١)
ثم قال حفظه الله:
"رأيت العديد من الأشخاص الذين قضوا حياتهم المستعارة في سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، كانت تغيرت وجوههم عند موتهم.”(٢٢)
٨_قال الإمام الحافظ محمد بن عبد الواحد ضياء الدين المقدسي (٥٦٩ھ_٦٤٣ھ) رحمه الله: سمعت الشيخ أبا بكر مسعود بن ممدود بن أبي أبي بكر الهكاري قال: كنت أخدم مع ميمون القصري بحلب فجرى ذكر الرافضة في بعض الأيام عنده، فقيل إذا مات منهم أحد تغيرت خلقته خنزيزا، فأنكر ذلك ميمون ثم قال: عندنا مسنهم فلان البزدار، إن مات أبصرناه، قال فاتفق أن ذلك الرجل مات، فقال: أدفنوه في موضع وحده، قال ثم خرج ونحن معه في المقبرة وبات… وأمر نبشه فإذا هو خنزير، فأبصرناه وأمر ميمون بحطب ثم أمر به فأحرق.(٢٣)
وذكر الإمام المقدسي رحمه الله بإسناده، جملة من القصص الغريبة والحكايات العجيبة النادرة التي هي ما بين الصحيحة منها والسقيمة والضعيفة والموضوعة، ومنها مالايقبل بصحته، العقل السليم ولا يستحسنه الفكر المستقيم.(٢٤)
فهذه وغيرها من القصص والحكايات التي هي مسطورة في بطون الكتب بأسانيد صحيحة ومصادر موثوقة، إنما هي تذكرة عظيمة وبلاغ مبين إلي الذين جل مجهوداتهم ومحاولاتهم، الطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتقادهم وسبهم إياهم.
فعليهم أن يستيقظوا ويفيقوا مما هم فيه من الإغماء والسكر والغفلة والذهول وأن ينتهوا عما هم فيه من بيان معائب الصحابة رضي الله عنهم استناد إلى الروايات المختلفة المفتراة عليهم ونشرها وترويجها على الناس لكي ينتزعوا من قلوبهم، محبة الصحابة التي هي من آيات الإيمان ويبذروا في صدورهم البغض والغل الذي هو من سمات الكفر والنفاق.
وأن يتدبروا فيما يقول الله بعد ذكر عدد من الأنبياء وقومهم وعقابهم لما لهم من الأعمال السيئة:
"فاقصص القصص عليهم لعلهم يتفكرون.”(٢٥)
وقال في مقام آخر:
"لنجعلها لكم تذكرة وتعيها أذن واعية”(٢٦)
وأن يعتبروا بما يقول رب العزة والجلال:
"لقد كان في قصصهم لعبرة لأولي الألباب”(٢٧)

أخيرا أسأل الله عزوجل أن يجعلنا من الذين رزقهم حب الصحابة رضي الله عنهم وممن يدافع عن أعراضهم وكرامتهم.
آمين
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
_________________________
«المراجع والمصادر»
١) الأحزاب:٥٧/٣٣
(٢)تفسير القرآن العظيم لابن كثير رحمه الله بتحقيق الشيخ محمد سامي بن محمد السلامة،٤٨٠/٦
(٣)تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان للسعدي رحمه الله.۱٤۰۰/٦
(٤) التوبة:٦٥/٩_٦٦
(٥)هنا نكتة لطيفة علمية يحسن التنبيه عليها، وهو قوله تعالى:”أكفرتم بعد إيمانكم”(بصيغة الجمع) مع أن القائل الواقع في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم هو رجل واحد كما ثبت من الروايات، فيؤخذ من ذلك أن المجرم الآثم وحده لايستحق هذا العقاب والعذاب فحسب، بل يدخل في هذا الوعيد كل من أيده وعاضده وتواطأ معه أو رضي بفعله كما يشهد بذلك مارواه الإمام أبو داود رحمه الله في سننه، عن العرس بن عميرة الكندي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:” إذا عملت الخطيئة في الأرض كان من شهدها فكرهها- وقال مرة: أنكرها- كان كمن غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها كان كمن شهدها”
(سنن أبي داود،أول كتاب الملاحم، باب الأمر وَالنهي رقم الحديث:٤٣٤٥)
(٦)جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري بتحقيق الدكتور عبدالله التركي:٥٤٥/١١
(٧) صحيح البخاري،كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.رقم الحديث:٣٦٧٣
(٨)سنن ابن ماجه، المقدمة باب في فضائل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فضل أهل بدر،رقم الأثر:١٦٢
(٩) سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني رقم الحديث:٢٣٤٠
(١٠) صحيح البخاري، كتاب الأذان،باب وجوب القراءة للإمام والمأموم.رقم الحديث:٧٥٥
(١١) صحيح مسلم، كتاب المساقاة، باب تحريم الظلم وغصب الأرض وغيرها.رقم الحديث:١٦١٠
(١٢) تاريخ دمشق لابن عساكر الدمشقي٤٤٤/٣٩، البداية والنهاية لابن كثير ١٩١/٧
(١٣)كتاب الثقات لابن حبان،١٠٥/٧
(١٤)تيسير الكريم المنان في سيرة عثمان بن عفان رضي الله،شخصيتة وعصره للدكتور علي محمد محمد الصلابي.ص:٤٥٩
(١٥) تاريخ دمشق لابن عساكر٢٣٢/١٩، طبقات ابن سعد ٤٥٤/٦
(١٦) البداية والنهاية لابن كثير ٢٠٢/٨
(١٧)المنتظم في تاريخ الأمم والملوك ١٠٦/١٨
(١٨)هو العدو اللدود الحنق المحارب الحاقد على إمام المحدثين أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي رضي الله عنه، الذي امتلأ صدره بالإحنة والاحتدام والغيظ والصلف، ضد هذا الصحابي الجليل، الذي دعا له النبي صلوات ربي وسلامه عليه، بأن يجعله الله حبا للمؤمنين، واتخذه رضي الله عنه غرضا وعرضة للطعن في الأحاديث النبوية المتفق على صحتها،وإثارة الشبه و التشكيكات حولها، وألف كتابا خاصا للرد عليه وأسماه "أبو هريرة شيخ المضيرة”كما يظهر من إسمه، موقفه السيئ منه رضي الله عنه.
عليه من الله ما يستحق وعامله بما يقتضي عمله.
(١٩)مأخوذ من منشور شائع على صفحات فيسبك بقلم الشيخ نصير رفيق صفاوي حفظه الله رواها غير واحد من أهل العلم مثل الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي رحمه الله،وأشير أيضا إلي حالته تلك في ويكيبيديا.
(٢٠)ليعلم أن الشيخ نقوي حفظه الله كان ينتمي إلى أسرة شيعية ثم بتوفيق الله وفضله نبذ وراء ظهره، رداء الرفض والتشيع واعتنق بالمنهج السلفي القويم وصار ممن يتبع الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
فلله الحمد والمنة على ذلك.
(٢١)خطبات أهل حديث(الأردية)ص:٢٢٦
(٢٢)المصدر السابق،ص:٢٢٦
(٢٣)كتاب النهي عن سب الأصحاب ومافيه من الإثم والعقاب للمقدسي بتحقيق الدكتور محمد أحمد عاشور،ص:١٠٧
(٢٤)ص:٨٩ إلى١٢٠ من المصدر المذكور نفسه.
(٢٥)الأعراف:١٧٦/٧
(٢٦)الحاقة:١٢/٦٩
(٢٧)يوسف:١١١/١٢

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of