الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
لقد أصدرت هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية قرارا بتاريخ 24 ربيع الأول 1442هـ الموافق 10 نوفمبر 2020 م، بشأن الإخوان المسلمين ب”أنها جماعة إرهابية لا تمثل منهج الإسلام وإنما تتبع أهدافها الحزبية المخالفة لهدي ديننا الحنيف…..”.(1)
فوقع هذا القرار السديد الحكيم موقعا شديدا على المنحرفين فكريا، المخالفين لمنهج السلف الصالح من أتباع هذه الجماعة ومن غيرهم، وبدأ يظهر أثره عليهم في وسائل الإعلام المختلفة، من انتقادهم لهذا القرار وشتمهم لعلماء المسلمين واتهامهم لهيئة كبار العلماء بتهم باطلة.
فرأيت من الواجب كتابة بعض الأسطر مبينا لما عند الإخوان المسلمين من التطرف والإرهاب والغلو والإفراط ودفاعا عن منهج الحق والعلماء الناصحين.
لا يخفي على من لديه إلمام بتاريخ الفرق أن أول فرقةٍ خرجت عن منهج الصحابة -رضي الله عنهم- هي الخوارج، حيث استقلوا بفهم الكتاب والسنة دون الرجوع إلى الصحابة -رضي الله عنهم- فضلوا وأضلوا كثيرا، ومن هنا انقسمت الأمة إلى طائفتين، طائفةٌ تنتهج منهج الصحابة -رضي الله عنهم- وطائفةٌ تنتهج منهج الخوارج، فلم توجد فرقةٌ من الفرق الضالة إلا وتجد فيهم انحرافاً عن منهج الصحابة -رضي الله عنهم-، والنجاة لا تكون إلا بالسير على خطاهم كما أخبرنا النبي ﷺ، فقال: ((عليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة)). (2)
وورد في حديث آخر: ((أن هذه الأمة ستفترق على ثلاثٍ وسبعين كلها في النار إلا واحدة)) (3)، وجاء في رواية: ((هي ما أنا عليه وأصحابي)). (4)
وقد ظهر في الآونة الأخيرة فرقةٌ تسمى بجماعة الإخوان المسلمين تنسب نفسها إلى أهل السنة والجماعة وإلى السلف الصالح وأفعالهم تنفي صحة هذه النسبة.
فلنلق نظرةً سريعةً على هذه الجماعة وعلى منهجها لكي ينجلي الأمر بوضوح.
أما الكلام عن عقائد وأفكار الجماعة فلو عرضنا كل خطأهم والرد عليه لطال بنا الكلام، ولكن محور الكلام هو علاقة هذه الجماعة بالإرهاب.
فأقول: إن الناظر في كتب الإخوان يجد العجائب من أفكارهم وآرائهم، فهم رحماء للكفار اشداء على المسلمين، يكفرون المسلمين ويتآخون مع الكفار.
فهذا حسن البنا -أحد مؤسسي جماعة الإخوان وإمامهم- عندما تكلم عن اليهود نص على أن العداوة بينهم وبين اليهود لا ترجع إلى الدين بل الخلاف بينهم من الوجهة الاقتصادية، يقول: "فأقرر إن خصومتنا لليهود ليست دينيةً لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم، والإسلام شريعةٌ إنسانيةٌ قبل أن يكون شريعةً قوميةً وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقا ((ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن)) وحينما أراد القرآن أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية، فقال تعالى: ((فبظلمٍ من الذين هادوا حرمنا عليهم طيباتٍ احلت لهم))”.(5)
سبحان الله العظيم! كيف تجرأ البنا على التفوه بمثل هذه المقولة الآثمة والله تعالى يقول: ((لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ)).(6)
وقال جل وعلا: ((وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)).(7)
ثم الآية التي استدل بها على رأيه الفاسد، لها سياق ذكر الله فيه أنواعا من الظلم وبدأ بأعظمها وأخطرها، فقال: ((فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا. وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا)).(8)
ففي هذه الآيات الكريمة دلالة بينة على أن القرآن الكريم قد تناول مسألة اليهود من الوجهة الدينية.
تقرير عقيدة وحدة الأديان عند جماعة الإخوان:
إن من أقبح وأشنع العقائد عقيدة وحدة الأديان ومقتضاها أن أهل الكتاب من اليهود والنصارى من أهل الحق ومن أهل النجاة وإن لم يعتنقوا الإسلام وإن لم يؤمنوا بنبوة محمد ﷺ.
ومن حاملي هذه العقيدة في زمن الحاضر الإخوان المسلمون بل من أبرز الدعاة إليها، يقول إمامهم حسن البنا: "وقرر الإسلام وحدة الدين في أصوله العامة وأن شريعة الله تبارك وتعالى للناس تقوم على قواعد ثابتةٍ من الإيمان والعمل الصالح والإخاء وأن الأنبياء جميعاً مبلغون عن الله تبارك وتعالى وأن الكتب السماوية جميعاً من وحيه وأن المؤمن جميعا في أية أمة كانوا هم عباده الصادقون الفائزون في الدنيا والآخرة وأن الفرقة في الدين والخصومة باسمه إثم يتنافى مع أصوله وقواعده وأن واجب البشرية جميعاً أن تتدين وأن تتوحد بالدين وسلك الإسلام إلى هذه الوحدة مسلكاً عجيبا، فالمسلم يجب عليه أن يؤمن بكل نبيٍ سبق ويصدق بكل كتابٍ نزل ويحترم كل شريعةٍ مضت ويثني بالخير على كل أمةٍ من المؤمنين خلت”. (9)
إن البنا يقرر في كلامه أنه لا يشترط للنجاة في الآخرة، الإيمان بالشريعة المحمدية، وهذا خلاف العقيدة الإسلامية المنصوصة عليها من كتاب الله تعالى وسنة رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ)).(10)
هل صرف البنا نظره عن الآية الكريمة أم أنه تناسى وتجاهل؟؟؟
ويقول النبي ﷺ: (("والذي نفس محمد بيده، لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي، ولا نصراني، ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان من أصحاب النار”(11)
ولننظر كيف ينطبق على جماعة الإخوان قول رسول الله ﷺ الوارد في بيان كيفية الخوارج المارقين من الدين: ((يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان)) (12)، وكيف سلكوا مسلك الخوارج في تكفير المسلمين.
تكفيرهم لكافة المسلمين:
من أعظم ما ابتليت به الأمة فتنة التكفير، وهي أول فتنة وقعت في الإسلام على يد الخوارج طبقا لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم. فخرج قوم أعلنوا تكفير المسلمين واستحلوا دماءهم وأفسدوا في الأرض فسادا كبيرا. وهؤلاء هم الذين وصفهم النبي ﷺ بكلاب أهل النار.
ومن حاملي لواء التكفير في هذا الزمن سيد قطب حيث يقول في كتابه ظلال القرآن: "إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولةٌ مسلمة ولا مجتمعٌ مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي”. (13)
وقال: "ولقد أستدار الزمان كهيئته يوم جاء هذا الدين إلى البشرية بلا إله إلا الله فقد ارتدت البشرية إلى عبادة العباد وإلى جور الأديان ونكصت عن لا إله إلا الله، وإن ظل فريقٌ منها يردد على المآذن لا إله إلا الله”. (14)
وقد اعترف بذلك الدكتور يوسف القرضاوي أحد قادة الإخوان المسلمين في هذا الزمان فقال: "في هذه المرحلة ظهرت كتب سيد قطب التي تمثل المرحلة الأخيرة من تكفيره التي تنضح بتكفير المجتمع وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافةً”. (15)
علاقة هذه الجماعة بالإرهاب:
من المعلوم يقينا أن غاية هذه الجماعة الوصول إلى السلطة والحكم فيأخذون كل طريق يؤدي إلى مقصودهم خطأ كان أم صوابا، ولذا كان من أهدافهم نسف القناطر الخيرية ونسف محطات الكهرباء والاغتيال بعض المذيعين واغتيال بعض الفنانين والفنانات والصحفيين وبعض الشخصيات الهامة.(16)
ومن أبرز الأدلة على ذلك قتل النقراشي وزير الداخلية والمالية لمصر. (17)
ويقول اللواء فؤاد اللام في حوارٍ خاص لجريدة ((عكاظ)): الإخوان المسلمون هم أس الإرهاب في مصر ليس من أيام سيد قطب لكن قبل ذلك بكثير وارتبط بنشأة الإخوان المسلمين أنفسهم. (18)
الإخوان المسلمون ومحاولتهم لنشر الفوضى في دول الخليج:
لم تكن أعمالهم الإجرامية ومحاولتهم الإفسادية مقصورة في مصر فقط بل انتشر أعضاء الجماعة في دول الخليج العربي والعراق والشام والمغرب العربي وكثير من دول العالم الإسلامي، وبدأوا يهيئون الجو للثورة والقيام بالمظاهرات بتحريض الشعب على حكامهم.
يقول الشيخ علي العشماوي: "كان مدرس الإخوان في جميع هذه البلدان (السعودية وقطر والكويت وغيرها) يجندون الشباب ويشحنونهم ضد حكامهم وبلدانهم حتى ينقلبوا عليهم وكلما وجدوا فرصةً للانقضاض انتهزوها وكان أبرز مثالٍ على ذلك موقفهم في الكويت حين غزاها صدام حسين فقد وقفوا مع صدام ضد تلك الدولة مع أنه قد جاءهم الكثير من التمويل من الكويت على مر الزمن على يد قادتهم هناك”. (19)
ولما ضيقت الأرض عليهم في مصر وقتل من قتل منهم وسجن من سجن منهم، آوتهم السعودية ومدت يد العون لهم فلما استقر لهم الأمر رجعوا إلى دأبهم السابق وبدأوا يقومون بعمليات التفجير في المملكة وتحريض الشباب والشعب.
يقول الشيخ العشماوي: "ولقد اكتوت السعودية أيضاً بنارهم الآن فإن الذين يقومون بعمليات التفجير والقتل وإشاعة الفوضى هناك هم تلاميذ أساتذة الإخوان ولقد صرح سمو الأمير نايف وزير الداخلية منذ مدةٍ وجيزةٍ أن وجود الإخوان بالمملكة قد أحدث أشد الضرر بالبلاد”. (20)
وأما الجزائر فقد تظاهروا في البداية أنهم أصحاب الاعتدال وأنهم دعاة الإسلام كي يكسبوا حب الناس ويجدوا المناصب في الحكومة لكن لما أحسوا أنهم لا يستطيعون الوصول إلى السلطة قاموا بقتل الناس وإزهاق الأنفس.
يقول الشيخ العشماوي: "ومثل ما فعلوا بدول الخليج فعلوا ما هو أشد بالجزائر، فلقد كانت جبهة الإنقاذ تقدم نفسها للعامة وعلى أنهم دعاة الإسلام المعتدل والتيار الوسط ولكنهم حين اختلفوا مع الحكومة ووجدوا أنهم لن يصلوا إلى هدفهم إلا وهو الحكم انقلبوا على الحكومة وعلى الشعب وعلى الوطن وعلى جميع الناس البسطاء وبدأت رحلة القتل والنسف وإزهاق الأرواح وتدمير إقتصاد الجزائر دون أن يهتز لهم جفنٌ، وقد ساهمت القيادة المصرية عن طريق أحد الدعاة الذي تولى منصب مدير الجماعة في الجزائر وقام بتربية الكوادر التي قامت بهذا القتل والتعسف والتدمير والغريب أن جبهة الإنقاذ هي امتدادٌ للإخوان المسلمين في مصر، ولقد تميز العنف بالجزائر بنوعٍ فريدٍ وهو الهجوم على الناس الأبرياء وذبحهم ولا أدري أهذا نوعٌ جديدٌ من الجهاد في سبيل الله؟” (21)
علاقة الإخوان المسلمين بالشيعة:
في حدود عام 1948م قامت الأزهر بتشكيل "دار التقريب بين المذاهب الإسلامية” بحضور عدد كبير من كبار العلماء المصريين والإيرانيين ومن ضمنهم كان سيد قطب ومحمد تقي القمي.(22)
وهذا اللقاء يعد أول لبنة للعلاقة بين الإخوان المسلمين والشيعة ثم ازدادت هذه العلاقة قوة عند زيارة نواب صفوي سنة 1954م للقاهرة.(23)
لقاء حسن البنا مع الشيعي آية الله كاشاني:
ولقاء حسن البنا مع الشيعي آية الله كاشاني يعتبر من أقوى اللقاءات التي دارت بينهم، يقول الشيخ عبد المتعال الجبري -وهو واحدٌ من الشخصيات البارزة في جماعة الإخوان المسلمين. ممن عاصروا الإمام البنا وتتلمذوا على يديه- في كتابه "لماذا اغتيل حسن البنا؟” نقلا عن الكاتب الامريكي روبير جاكسون قوله: "وقد التقى الرجلان في الحجاز عام 1948م، ويبدو أنهما تفاهما ووصلا الى نقطةٍ رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال”.(24)
تطابق المنهج والأفكار بين الإخوان والشيعة باعتراف أحد كبار الإخوان:
يذكر الدكتور إسحاق الحسيني في كتابه "الإخوان المسلمون… كبرى الحركات الإسلامية الحديثية”: "أن عددا من الطلاب الإيرانيين الشيعة الذين كانوا يدرسون في مصر، انضموا إلى الجماعة.. كذلك فإن أعداداً كبيرةً من شيعة العراق انخرطت في تنظيم الإخوان هناك، ثم أصبح لهم حزبٌ قاده الشهيد محمد باقر الصدر باسم "حزب الدعوة” يستمد فكره ومنهجه ورؤاه من مدرسة الإخوان المسلمين ورموزها”.(25)
شهادة نواب صفوي على أنه لا فرق بين الإخوان والشيعة:
وعندما زار نواب صفوي سوريا في عام 1953م والتقى بالدكتور مصطفي السباعي زعيم الإخوان المسلمين هناك، أثار معه الأخير مسألة انضمام بعض الشباب الشيعة إلى الحركات العلمانية والقومية، فصعد نواب المنبر، وقال أمام حشد الشيعة والسنة: "من أراد أن يكون جعفر يا حقيقيا فلينضم إلى صفوف الإخوان المسلمين”.(26)
هل يحسب أحد أن مقولته هذه صدرت حبا لأهل السنة؟ كلا! والله، الذي يظهر من كلامه أنه قالها فرحا، لأن الإخوان المسلمين سمح لهم في سب الصحابة وفي تكفير أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، لأن من أصل هذه الجماعة أن: "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه”.
ومما اختلفنا فيه، تكفيرهم لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وسبهم واتهامهم للصحابة -رضي الله عنهم- وقولهم في أمنا عائشة -رضي الله عنها- قولا سيئا.
اهتمام الشيعة بنشر كتب الإخوان بين شباب الشيعة:
ذكر أحمد يوسف في كتابه مدى اهتمام الشيعة بنشر أفكار الإخوان المسلمين إذ يقول: "كان فكر الإخوان المسلمين وخصوصاً أفكار الشهيد سيد قطب الثورية وتفاسيره، كثيرة الرواج بين الشباب الإيرانيين الشيعة، والتي وجدت لها صدىً ايضاً بين المفكرين الإيرانيين، ومن ذلك كتب الشهيد سيد قطب والشيخ محمد الغزالي والشيخ مصطفي السباعي.. ويشار إلى أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية الحالي سماحة السيد علي خامنئي قد ترجم بنفسه -للثورة الإسلامية- بعض مؤلفات الشهيد سيد قطب”.(27)
والعجيب أن كتب سيد قطب وأمثاله انتقد عليها أهل السنة ورفضوها ولكن الشيعة قامت بنشرها على نطاق واسع.
أليس هذا يكفي دلالة أن ما في كتبهم يوافق مذهب الشيعة ويخالف منهج الصحابة والسلف؟
ماذا قال الخامنئي عن الثورة المصرية؟؟
عندما نشبت الثورة المصرية قال السيد علي الخامنئي، في خطبة الجمعة أن الثورة المصرية امتداد للثورة الإيرانية.(28)
ويكفي هذا شهادة لتدخل إيران في الدول العربية ودول الخليج.
حرب العراق ودور الإخوان المسلمين فيها:
ومن يطالع الحقائق ويقرأ عن حرب العراق يعرف وجه الإخوان المسلمين الشيعي فمرةً يحرض شعب العراق على الثورة والانضمام معسكر الشيعة واصفاً الثورة بالثورة الإسلامية ومرةً يصف عقائد الشيعة بالعقيدة الإسلامية. ولننظر إلى ما قاله الإخواني جابر رزق بعدما غلا في الثناء على الشيعة وشعوبها، يقول: "ولكن حزب الله غالبٌ… ولكن لابد من الجهاد والاستشهاد ولينصرن الله من ينصره إن الله لقويٌ عزيز”.(29)
كلام العلماء السلفيين في جماعة الإخوان المسلمين
قال الشيخ المحدث أحمد شاكر – رحمه الله تعالى-:”حركة الشيخ حسن البنا، وإخوانه المسلمين الذين قلبوا الدعوة الإسلامية إلى دعوة إجرامية هدامة، ينفق عليها الشيوعيون واليهود كما نعلم ذلك علم اليقين”.(30)
رأي سماحة الشيخ الإمام ابن باز رحمه الله تعالى:
سائل: أحسن الله إليك حديث النبي صلى الله عليه وسلم في افتراق الأمم قوله: (ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة) الحديث – فهل جماعة التبليغ على ما عندهم من شركيات وبدع، وجماعة الإخوان المسلمين على ما عندهم من تحزب وشق العصا على ولاة الأمر…هل هاتان الفرقتان تدخلان في الفرق الهالكة؟
الشيخ ابن باز رحمه الله: "تدخل في الاثنتين والسبعين، ومن خالف عقيدة أهل السنة دخل في الاثنتين والسبعين، المراد بقوله (أمتي) أي: أمة الإجابة أي: استجابوا له وأظهروا اتباعهم له، ثلاث وسبعون فرقة الناجية السليمة التي اتبعته واستقامت على دينه، واثنتان وسبعون فرقة فيهم الكافر وفيهم العاصي وفيهم المبتدع أقسام.
السائل: يعني هاتان الفرقتان من ضمن الاثنتين والسبعين.
الجواب: نعم من ضمن الاثنتين والسبعين والمرجئة والخوارج، بعض أهل العلم يرى الخوارج من الكفار خارجين لكن داخلين في عموم الاثنتين والسبعين”.(31)
قال الإمام العلامة محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله تعالى-: "ليس صواباً أن يقال إن الإخوان المسلمين هم من أهل السنة؛ لأنهم يحاربون السنة”.(32)
فتوى فضيلة الشيخ العلامة عبد المحسن العباد حفظه الله:
أجاب الشيخ حفظه الله على سؤال موجه إلى فضيلته عن جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الناشئة الحديثة، فقال ما ملخصه:
أن الجماعة هي التي على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.
أما هذه الفرق المختلفة الجديدة فهي ولدت في القرن الرابع عشر ولم تكن موجودة في عهد الصحابة -رضي الله عنهم-.
ومن المعلوم أن هذه الجماعات عندها صواب وعندها خطأ لكن أخطاؤها كبيرة وعظيمة فيحذر منها.
وهذه الجماعات لا تعتمد على أدلة الكتاب والسنة بل على آراء وأفكار جديدة محدثة، ومِن أوضح ما في ذلك أن الولاء والبراء عندهم إنما يكون لمن دخل معهم ومن كان معهم.
فمثلاً جماعة الإخوان، من دخل معهم، فهو صاحبهم، يوالونه، ومن لم يكن معهم، فإنهم يكونون على خلافٍ معه، أما لو كان معهم – ولو كان من أخبث خلق الله، ولو كان من الرافضة – فإنه يكون أخاهم، ويكون صاحبهم، ولهذا من مناهجهم أنهم يجمعون من هبَّ ودب، حتى الرافضي الذي هو يُبغض الصحابة، ولا يأخذ بالحق الذي جاء عن الصحابة، إذا دخل معهم في جماعتهم، فهو صاحبهم، ويُعتبر واحدًا منهم، له ما لهم، وعليه ما عليهم.(33)
فتوى معالي الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله تعالى:
ذكر معالي الشيخ أبرز معالم هذه الجماعة، منها:
التكتم والخفاء والتلون، فإنهم يخفون في أنفسهم ما لا يبدون.
ومنها: أنهم يغلقون عقول أتباعهم عن سماع القول الذي يخالف منهجهم إما بإشغالهم من الصباح إلى الليل حتى لا يسمع قولا آخر وإما بالتحذير ممن ينتقدهم.
ومن مظاهرهم أيضا أنهم لا يحترمون السنة ولا يحبون أهلها وإن كانوا في الجملة لا يظهرون ذلك.
ومن مظاهرهم أيضا أنهم يرومون الوصول إلى السلطة وهذا يتبع أن يكون هناك تحزب، يعني يقربون من هم في الجماعة ويبعدون من ليس في الجماعة يعني صار حبهم وبغضهم في الحزب أو في الجماعة وهذا من دعوى الجاهلية كما ورد في الحديث الصحيح. انتهى ملخصا.(34)
وقد أصدر دار الإفتاء المصرية بيانا يشيد فيه قرار هيئة كبار العلماء بالمملكة ويوافقهم في وصف هذه الجماعة بالإرهاب والتكفير.(35)
الخاتمة:
تبين مما سبق أن قرار هيئة كبار العلماء، من النصح الواجب الذي أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن الحق الذي يجب على العلماء بيانه ومن الدفاع عن الشريعة السمحة التي تدعوا إلى نبذ الغلو والتطرف.
والناظر بعين الحق والإنصاف في منهج هذه الجماعة وأفكارها وما فعلته في الأعوام الماضية من الأعمال الإجرامية، لا يسعه القول إلا بما أفتت به هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية وهؤلاء العلماء والمشايخ – كما نعلم عنهم ولا نزكى على الله أحدا- هم خيرة علماء الشريعة في هذا الزمان علما وفقها و ورعا وينتهجون منهج السلف عقيدة وعملا ولا يفتون إلا في ضوء الأدلة الشرعية ولا يصدرون القرارات إلا بعد الدراسة المتأنية متتبعين في ذلك الأدلة مراعين المصلحة ولا يخضعون أبدا للبيئة ولا يتأثرون بالمؤثرات الخارجية ولا بقول فلان وعلان.
فالواجب على كل مسلم سواء كان عالما أو غير عالم أن ينظر في فتاواهم وقراراتهم بنظر الاعتبار مجانبا التقليد والحزبية ليعرف الحق ويتبع الهدى ولا يجري أبدا وراء العواطف والهوى، ولا ينخدع بالظاهر ولا يجيب كل ناعق من الإخوانيين وغيرهم فإن هذا الزمان قد كثرت فيه الفتن وخفت العقول وطاشت الأحلام وحدثت الفرق باسم الدين والخلافة الإسلامية، وكل هذا خداع وطرق شيطانية لو سلكها الإنسان لابتعد عن دين الله وصراطه المستقيم. والله الموفق وهو المستعان.
ومن يقرأ كتب التاريخ يجد الشيعة والخوارج المارقين ومن نحا نحوهم -كسر الله شوكتهم ورد كيدهم في نحورهم- وراء كل فتنة وبلاء وقعت في تاريخ الإسلام وإلى يومنا هذا.
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يحفظ بلاد المسلمين والأمة الإسلامية وخاصة شبابها من شر الكفار والمنافقين وأن يرد كيدهم إلى نحورهم. إنه تعالى سميع مجيب.
_______________
الحواشي:
(1) (https://www.spa.gov.sa/2155560)
(https://rb.gy/ioojux)
(2) (أبو داود: 4607، الترمذي: 2676، ابن ماجة: 42، 43، 44، مسند أحمد: 17144)
(3) (الترمذي: 2641، مسند أحمد: 12208)
(4) (الترمذي: 2641)
(5) (الإخوان المسلمون، أحداث صنعت التاريخ: ص: 409-310)
(6) (سورة المائدة: الآية: 82)
(7) (سورة البقرة: الآية: 217)
(8) (سورة النساء: الآية: 155-156)
(9) (السلام في الإسلام: ص: 6)
(10) (سورة آل عمران: الآية: 85)
(11) [(صحيح مسلم: 240 – (153)]
(12) (صحيح البخاري: 3344)
(13) (في ظلال القرآن: ج: 4، ص: 2122)
(14) (في ظلال القرآن: ج:2، ص: 1057)
(15) (أولويات الحركة الإسلامية: ص: 110)
(16) (منبع الإرهاب المعاصر: ص: 12)
(17) (المرجع السابق بنفس الصفحة)
(18) (جريدة عكاظ، عدد الخميس 25 شوال، 1427ه. نقلا عن كتاب: منبع الإرهاب المعاصر: ص: 6)
(19) (التاريخ السري لجماعة الإخوان المسلمين: ص: 13)
(20) (المرجع السابق بنفس الصفحة)
(21) (المرجع السابق: ص: 14-15)
(22) (الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران: ص: 23-24)
(23) (الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران: ص: 24)
(24) (الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران: ص: 24)
(25) (الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران: ص: 25)
(26) (الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران: ص: 25)
(27) (الإخوان المسلمون والثورة الإسلامية في إيران: ص: 27)
(28) (الإخوان المسلمون وإيران الخميني- الخامنئي: ص: 110)
(29) (الإخوان المسلمون وإيران الخميني- الخامنئي: ص: 104-106)
(30) (شؤون التعليم والقضاء، ص: 48)
(31) https://youtu.be/avc9Nrz9O5M))
(32) https://youtu.be/u1Sv-AFx2aY))
(33) (https://youtu.be/GTvFX4Dw5xE) ملخصا.
(34) (https://youtu.be/Pvd9L5cVNvo)
(35) (https://rb.gy/p0ba4t)
Leave a Reply