الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علَى رسوله الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين – أما بعد!
فمما لا مرية فيه أن المناهج الدراسية لتعليم أية لغة من اللغات تتطور مع تطور الظروف والأوضاع ، ووسائلها التعليمية تتغير مع تغير وسائل الحياة.
فظروف الدارسين والمدرسين وأوضاعهم الراهنة من ميلانهم إلى الراحة والسهولة بسبب انشغالاتهم الكثيرة بوسائل الحياة الترفيهية المتاحة المتنوعة من التلفاز وانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي بشتى برامجها من الكارتونات والألعاب والأفلام والرسائل الكتابية والصوتية والمصورة والأخبار السياسية وغير السياسية المانعة من صرف وقت كاف في الدراسة والتدريس وبذل جهود مطلوبة في حفظ المعلومات والارتكاز عليها- ووسائل الحياة المتوفرة التي يمكن استخدامها في تنمية الوسائل التعليمية- فتلك الظروف وهذه الوسائل كانت تقتضي إعداد منهج ملائم معها، موف بمتطلباتها، جاعل لطريقة تعليم اللغة العربية مواكبة ومسايرة مع طرق تعليم اللغات العالمية الراقية الحية الأخرى.
فقياما بهذا الواجب وتحقيقا لهذا الهدف المنشود شمر فضيلة الأخ شميم أحمد عبد الغفار وفضيلة الأخ محفوظ الرحمن حفيظ الله عن ساعد الجد، وبذلا – وسيبذلان إن شاء الله – كل ما كان بوسعهما في إعداد المنهج المطلوب، ونجحا إلى حد بعيد، فجزاهما الله تعالى خير ما يجازي به عباده الصالحين، وكلل جهودهما بالنجاح والفلاح، ونفع بها الدارسين والمدرسين، وجعلها في موازين حسناتهما، آمين.
والجدير بالذكر أنني – على طلب من فضيلة الأخ شميم أحمد عبد الغفار وفضيلة الأستاذ عبد المالك مجاهد المدير التنفيذي لمكتبة دار السلام بالرياض حفظهما الله ورعاهما- تشرفت بقراءة الكتب الثلاثة الابتدائية من ذلك المنهج المعروف بـ "تعلم اللغة العربية” من الحضانة إلى الصف العاشر، فبدت لي بعض الملاحظات فزودت بها فضيلة الأخ شميم أحمد فسر بها كثيرا، وقال سيهتم بها في الطبعات القادمة إن شاء الله.
ولا يفوتني أن أزودهما بمشورة نافعة بحق إن شاء الله، ألا وهي إعداد شريط فيديو مشتملا على بعض الدروس النموذجية لكل مرحلة من المراحل التعليمية من قبل بعض الأساتذة البارعين عندكم منفذين فيها الإرشادات العامة للمعلم، والتزويد به مع الكتب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.