رسالة إلى رواد الدعوة السلفية

نسيم أختر بن عبدالمجيد السلفي الفرق والطوائف

الحمد لله الذي أنزل الكتاب وأجرى السحاب وهزم الأحزاب والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم الذي أكرمه بالرسالة الشاملة إلى يوم المعاد أما بعد ! فإن الدعوة السلفية هي الدعوة التي نبعت من ينابيع النبوة المحمدية وتمثلت في حياة الصحابة رضي الله عنهم الذين ورثوا هذه الرسالة من نبيهم وبلغوها إلى من بعدهم دون وكس ولا شطط ونهج الأئمة والعلماء الربانيون على منهجهم بإحسان إلى يومنا هذا.
وهي الدعوة التي تعرف في أنحاء العالم بأسماء شتى منها أهل الحديث والسلفي في مواطن، وأنصار السنة والمحمدي وأهل الأثر في أخرى:

عباراتنا شتى وحسنك واحد
وكل إلى ذاك الجمال يشير

وحسبنا شرفا وفضلا أننا من أفراد تلك الجماعة التي قال فيها الشاعر:
أنا من أهل الحديث وهم خير فئة
جزت تسعين وأرجو أن أجوزن المائة

فأبشروا! رواد الدعوة السلفية بأنكم أولوا حظ عظيم حيث اجتباكم الله من بين الأمة لخدمة دينه بمنهج سليم متزن لا غبار عليه، فنسأل الله الهداية والتوفيق في الأمور التي نقوم بها لأجل أداء المسئولية.
لا شك أن الدعوة السلفية في العالم كله وفي شبه القارة الهندية بالأخص مرت بمراحل عصيبة كادت أن تزلزل بنيانها ولكن الله ثبت أقدام رجالها بنصرتها المؤزرة فظلت مستمرة في طريقها لا تلتفت يمينا وشمالا حتى لقيت بمستقبل زاهر أشرقت منه وجوه المؤيدين.
ومما لامست بشعوري الفج أن هذه الدعوة الميمونة مازالت على مهب العواصف تواجه أنواعا من التحديات فلا بد لنا التنبه لها والتسلح الكامل لها كي لا يظفر الأعداء بأهدافهم الخبيثة والمقاصد السيئة.
فالأعداء يحيكون ضدها المؤامرات ويتصدون لدعاة السلفية بتحريضهم على القيل والقال والجدل العقيم حتى لا يتورعون من إساءة سمعتهم ومساس كرامتهم، فالحذر كل الحذر أيها الدعاة السلفيون من مخاطبة الجهال ومماراتهم.
إن الدعوة السلفية ليست كغيرها من الدعوات التي ترادف الصراخات والهتافات بل هي تمتاز بخصائص لاتوجد في ضراتها، إنها تتميز بالإيجابيات بعيدا عن السلبيات ومظاهرها.
فهي تركز في أول وهلة على تصحيح العقائد من البدع والشركيات، وتحذر الأمة الإسلامية من الفرق الضالة كالصوفية والمعتزلة والخوارج، وتركز على قضية تحكيم الشريعة الإسلامية في حياة الناس ومحاولة نقلها من سطور الأسفار والسجلات إلى التحقيق الفعلي فإنها ليست مجرد نظرية.
والدعوة السلفية تحمي شباب الأمة من المذاهب الفكرية المعاصرة كالعلمانية والشيوعية والليبرالية.
وهي تعمل على نشر التدين والتعبد والتقوى في صفوف شباب الأمة وتنتشلهم من المحرمات والشهوات الجامحة.
إن الدعوة السلفية متميزة بخصيصة توضيح الرأي الشرعي بقول فصل في القضايا التي تهم المسلمين في واقع الحياة ، وهي تبشر الناس ولا تنفرهم، وتفك النزاعات وتحل الأزمات، وهذا واضح من خلال أعمالها الجليلة التي يقوم بها أبناء الدعوة كما نلاحظ نتائجها في شبه القارة الهندية وخارجها في البلاد الإسلامية، وهي أيضا تربط الدين بالدنيا ولاتجعله حبيس الحجرات والزوايا.
فقد آن الأوان للدعاة السلفيين أن يعودوا إلى تاريخهم المجيد ويلعبوا دورهم المنشود في مجال العلم والدعوة، ويكونوا قدوة لغيرهم كما لعب رواد الدعوة السلفية كالعلامة ابن باز والعلامة الألباني والعلامة العثيمين في البلاد العربية، والعلامة الشيخ عبيد الله المباركفوري، والعلامة محمد إسماعيل السلفي غوجرانواله، والعلامة محمد رئيس الندوي والعلامة الدكتور مقتدى حسن الأزهري وغيرهم رحمهم الله في شبه القارة الهندية.
اللهم اجعلنا هداة مهتدين وسدد خطانا إلى يوم الدين.

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of