وطننا الحبيب استقلَّ في الخامس عشـر من شهر أغسطس في سنة 1947م، بعد جهد عظيم وجهاد كبير حوالي قرنين، فأول حرب للاستقلال وقع سنة 1757م في ميدان "بلاسي”، واستشهد فيه النواب سـراج الدولة، ثم وقعت الحرب الثانية سنة 1764م، ثم ظهر البطل العظيم المعروف بـ "تيفو سلطان”، ولمع لمعان البرق ضد الاستعمار، وجاهد في الله حقَّ جهاده، واستشهد ببعض مَن غدَره من جنوده سنة 1791م، وفي سنة 1806م أفتى المحدث الكبير سراج الهند الشاه عبد العزيز رحمه الله بأن الهند أصبحت دار الحرب، والجهاد واجبٌ علينا ضد الإنكليز، ووقَّع على ھذه الفتوى خمسون عالمًا.
وفي سنة 1831م وقعت حادثة بالاكوت التي استشهد فيها الشاه محمد إسماعيل بن عبدالغني الدهلوي والسيد أحمد بن عرفان البريلوي (الشهيدين) رحمهما الله، وعدد كبير من أصحابهما.
وبعد ذلك أتى زمن 1857م، وجاهد الناس تحت رأية آخر ملوك الهند المغول بهادر شاه ظفر، وفي هذه الحرب وبعدها قُتل وصُلب وسجن واضطُهد مئات الألوف من العلماء والمسلمين، وفي سنة 1919م حدثت حادثة معروفة بـ "جليان والا باغ” (بستان ذي جليان)، قتل فيها مئات من الناس، ومع ذلك كله لم يمتنع ولم ينته أسلافنا من المجاهدة في سبيل الاستقلال وحصول الحرية.
ومن العلماء البارزين الذين جاهدوا بأموالهم وأنفسهم وأقلامهم وألسنتهم علماء صادقفور وإمام الهند مولانا أبو الكلام آزاد، ومولانا محمد علي جوهر، وحكيم أجمل خان، وعدد كبير لايعد ولا يحصى.
والذي يجب علينا الآن أن نتذكر تضحية أسلافنا في هذا السبيل وأن لا ننساها أبدًا، وأن نتقدم بوطننا إلى الأمام للحصول على جميع الخير والصلاح، وأن نقاوم الذين يريدون أن يقضوا على خصائص جمهورية الوطن، والأخوة والمودة بيننا وبين إخواننا المواطنين، هذه هي رسالة يوم الاستقلال.