أم المساكين زينب بنت خزيمة

راشد حسن المباركفوري السير و التراجم

لا توجد معلومات كافية عن أم المؤمنين زينب بنت خزيمة في كتب السيـر والتراجم، وأما القدر الموجود في المصاد الموثوقة المهمة من كتب المتقدمين فقليل يسير، مثل: الاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البـر (ت:436هـ)، وأسد الغابة لابن الأثيـر (ت:630هـ)، وسير أعلام النبلاء للذهبي (ت:748هـ)، والإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (ت:825هـ). وليست في هذه الكتب ترجمتها ما يجاوز عدة سطور أو صفحة أو صفحتين، إلا أنّ في العصور المتأخرة حاولت الدكتورة عائشة بنت الشاطئ (ت:1419هـ = 1998م) جمع الروايات والخلافات التاريخية في صفحات معدودة.
وأهم سبب لقلة المعلومات عنها ـ رضي الله عنها ـ في المصادر الموثوقة أولا: وفاتُها في ثلاثين من عمرها، كما أوضحه محمد بن عمر الواقدي (ت:207هـ)، ونقله ابن حجر (ت:852هـ) في «الإصابة». وثانيًا: لم يتيسر لها البقاء مع النبي صل الله عليه وسلم إلا لمدة يسيرة، ففي «الاستيعاب»: «ولم تلبث عنده إلا يسيرًا، شهرين أَوْ ثلاثة، وتوفيت فِي حياته». [الاستيعاب لابن عبد البـر (4/1853)] وكذا جاء في «أسد الغابة» ما يؤكد: «وتزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد حفصة. قال أبو عمر: ولم تلبث عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا يسيرا شهرين أو ثلاثة حتى توفيت، وكانت وفاتها في حياته، لا خلاف فيه». [أسد الغابة لابن الأثير (7/130)].
وفي «عيون الأثر» توضيح مزيد: «فَخَلَفَ عَلَيْهَا رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ أَحَدٍ وَثَلاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَمَكَثَتْ عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ، وَتُوُفِّيَتْ فِي آخِرِ شَهْرِ رَبِيعٍ الآخَرِ عَلَى رَأْسِ تِسْعَةٍ وَثَلاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، وَصَلَّى عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَدَفَنَهَا بِالْبَقِيعِ، وَقَدْ بَلَغَتْ ثَلاثِينَ سَنَةً أَوْ نَحْوَهَا».[عيون الأثر لابن سيد الناس، اليعمري الربعي (المتوفى: 734هـ) (2/370)].
وجاء عند الطبـراني بلفظ: «وَتُوُفِّيَتْ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ لَمْ تَلْبَثْ مَعَهُ إِلَّا يَسِيرًا». [أخرجه الطبراني في الكبير، مسند النساء، أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (148)، وقال الهيثمي: «رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ». (مجمع الزوائد (9/248، 15357)].
لهذين السببين لم نجد معلومات عنها بتفصيل كما نجد عن غيـرها من الأمهات، فنكتفي بالقدر المتواجد، وفيه غنية وكفاية إن شاء الله.
ولادتها ونسبها:
ولدت أم المؤمنين زينت بنت خزيمة الهلالية قبل 26 سنة من الهجرة، كما أسلفنا أنها أصبحت بعد التزوج من رسول الله صلى الله عليه وسلم جزءًا من أجزاء بيت النبوة، بعد ما توفي زوجه السابق أول مهاجر قرشي عبيدة بن الحارث رضي الله عنه (ت:2هـ).
ونسبها كالمجمع عليه رغم الخلاف في الروايات التاريخية:
زينب بنت خزيمة بْن الحارث بْن عَبْد اللَّهِ بْن عمرو بن عبد مناف بن هلال ابن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. [انظر: المستدرك على الصحيحين، كتاب معرفة الصحابة، باب ذكر أم المؤمنين زينب بنت خزيمة العامرية (6805)].
وأما نسبها من جهة الأم فلم يكن محل التفات لأهل السيـر والتراجم، إلا أن ابن عبد البر نقل في هذا الخصوص قول أَبي الحسن علي بْن عبد العزيز الجرجاني النسابة (ت: 392هـ، نسبة لمهارته في علم الأنساب): «قَالَ: وكانت زينب بنت خزيمة أخت ميمونة لأمها، ولم أر ذلك لغيره، والله أعلم». [الاستيعاب (4/1853)]. وكذا نقله قوله هذا ابن سيد الناس الأندلسي (ت:734هـ) ولم يعقب عليه.
نسبها من جهة الأم فيما يلي:
هند بنت عوف بن الحارث بن حماطة بن جرش بن أسلم بن زيد بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن خشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن الغوث بن أيمن بن هميسع بن حمير بن سبا بن يشجب بن يعرب بن قحطان الحميرية.
ويكفى لعظمة هذا النسب ومكانته السامية ماقاله أبو جعفر البغدادي (ت:245هـ) في كتابه المحبر «ولا يعلم امرأة في العرب كات أشرف أصهارا من هند بنت عوف ام ميمونة وأخواتها». [المحبر لأبي جعفر البغدادي (ص:109)].
ولهند بنت عوف (أم زينب بنت خزيمة) بناتٌ غيرها، وهنّ:
أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث الهلالية.
أسماء بنت عميس خثعمية (زوجة أبي بكر الصديق، وجعفر وعلي بن أبي طالب)
أروى بنت عميس خثعمية (زوجة حمزة بن عبد المطلب).
أم الفضل لبابة الكبرى بنت الحارث الهلالية (زوجة عباس بن عبد المطلب).
لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية (والدة خالد بن وليد).
نشأتها:
ولدت أم المؤمنين زينب بنت خزيمة في مكة المكرمة، ونشأت فيها وترعرعت، وكانت مكة آنذاك يتصاعد من جميع جوانبها دخان الفتن والشـرور، وتعصف زوابع الكفر والطغيان، وتهب أعاصير التجديف والنكران، تعبد الأصنام والأحجار والأشجار، كأنها هي الإله الواحد القهار، فتحت أمُّ المؤمنين عينيها في مثل هذه البيئة المشركة الكافرة، حيث كان وأد البنات دليلا على عظمتهم وغيرتهم وشدة تمسكهم بتقاليدهم الأسـرية، إنها كانت من أسرة كريمة طيبة الأعراق مما حفظها من هذا النوع من الموت الرهيب المُرعب المُخيف، ترعرعت في حجر أمّها الحنون وكنف والدها الشفوق، وكانت آنذاك خلافات شديدة في خصوص بناء الكعبة من جديد ونقل الحجر الأسود إلى مكانه، والظاهر أنها قد شاهدت هذه كلها عن كثب، وشاهدت ذلك القضاء التاريخي المحكم للنبي صلى الله عليه وسلم، القضاء الذي أنهي الخصام وصان قبائل العرب من الحرب الدامية المتوقعة، ونالوا هذا الشرف جميعًا، شرف نقل الحجر الأسود إلى مكانه، ومن المستحيل أن هذا القضاء الحازم البصير الحصيف لم يؤثر في القلوب، فقد أثر في أم المؤمنين مع غيرها من الناس، فلما أشرقت أودية مكة بنور الإسلام، ودعا النبي صلى الله عليه وسلم الناس كافة إلى التوحيد وعبادة الله وحده، استسلمت وخضعت رأسها له.
أم المساكين:
وردت خلافات تاريخية كثيـرة في أمّ المؤمنين، ولاسيما في تحديد الشهور والأعوام، إلا أنّ المصادر أجمعت على أنها كانت طيبة زكية صالحة بارّة تقية، وأسرتها كانت معروفة في الصلاح والطهارة والكرامة والنبل، وكانت بنفسها تتمتع بالجود والكرم والبذل والتضحية والعطاء والإخلاص والكرامة والترحم ورقة القلب والمحبة والتوادد والوفاء إلى أقصى ما يُتصور، لُقبتْ بـ «أم المساكين» بالإجماع، لغلبة هذا الوصف عليها، قال ابن هشام في «سيرته»: «وَكَانَتْ تُسْمَى أُمَّ الْمَسَاكِينِ، لِرَحْمَتِهَا إيَّاهُمْ، وَرِقَّتِهَا عَلَيْهِمْ». [السيرة النبوية لابن هشام المتوفى:213هـ (2/647)].
وعَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «تَزَوَّجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ، وَهِيَ أُمُّ الْمَسَاكِينِ، سُمِّيَتْ لِكَثْرَةِ إِطْعَامِهَا الْمَسَاكِينَ، وَهِيَ مِنْ بَنِي هِلَالِ بْنِ عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ، وَتُوُفِّيَتْ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ لَمْ تَلْبَثْ مَعَهُ إِلَّا يَسِيرًا» [أخرجه الطبراني في الكبير، مسند النساء، أزواج النبي صلى الله عليه وسلم (148)، وقال الهيثمي: «رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ». [مجمع الزوائد (9/248، 15357)].
وفي «المحبر» مثله، وأضاف بأنها كانت تُلقَّب منذ الجاهلية: «وهي أم المساكين، كانت تسمى بذلك في الجاهلية». [المحبر لأبي جعفر البغدادي (ص:83)، وكذا في تاريخ الطبري (11/595)].
قال ابن سعد: أخبرنا محمد بن عمر، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: كانت زينب بنت خزيمة الهلالية تدعى أم المساكين. [الطبقات الكبرى لابن سعد (8/90)].
وفي «الإصابة» توضيح مزيد: «وكانت يقال لها أم المساكين، لأنها كانت تطعمهم وتتصدّق عليهم». [الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر (8/157)].
قال ابن إسحاق: حدثنا يونس عن زكريا بن أبي زائدة عن عامر الشعبي قال: قلن النسوة لرسول اللَّه صلى الله عليه وسلم: أينا أسرع بك لحوقاً ؟ قال: فقال: أطولكن يداً، فأخذن يتنازعن عن أطولهن يداً، فلما توفيت زينب علموا أنها كانت أطولهن يداً في الخير والصدقة. [سيرة ابن إسحاق (ص:258)].
وعنى به بعض أهل العلم زينب بنت جحش، لكن الراحج هو زينب بنت خزيمة كما قلنا في ضوء الدلائل.
هجرتها:
عندما ضاقت على المسلمين أرض مكة، وابتلوا بأنواع الأذى وصنوف المحن، فبدءوا يهاجرون إلى الحبشة ثم إلى المدينة المنورة، وهاجرت أمُّ المساكين أيضًا، وكانت ممن أوقدوا فانوس الإيمان واليقين، وقنديل العزيمة والاستقامة في قلوبهم رغم الشدائد والمخاطر حتى في حصار شعب أبي طالب الظالم القاسي، وذلك لأن صلتها بربها كانت قوية، احتملت الفواجعَ وتجشَّمت الفوالعَ بغيةَ مرضاة ربها سبحانه وتعالى، وقاست الملمات حبًا لرسوله صلى الله عليه وسلم، وعانقت النكبات حفاظًا على دينها وعقيدتها وإيمانها، وكل ذلك دليلٌ على كمال إيمانها وصدق محبتها للنبي صلى الله عليه وسلم. ثم وصلت أم المؤمنين إلى المدينة المنورة لتنضم مع زوجها عبيدة بن الحارث إلى ذلك المجتمع الإسلامي المبارك الذي قام على الإيمان والتقوى والإخاء والتوادد والتضحية والتفاني، إنَّ صلة الإنسان بالإيمان صلة عجيبة، تجعله يترك كل شيء يعوق دونه بغير أي تردد لبـرهة، يترك الأهل والأقارب، يترك الأوطان والديار، إنما هو مقام عظيم ومرتبة سامية، حيث المحبة محض المحبة .. لا العقل ولا المعرفة، لا .. أبدًا، وقد تشرَّفت أم المؤمنين بهذا المقام الرفيع السامي بلا امتراء، وحُقَّ لها أن تتشرَّف.
كانت أم المؤمنين قد أكرمتْ من الله سبحانه وتعالى بالزهد والبساطة والقناعة والرفق والاستغناء وحصافة العقل ورزانة الرأي غاية التكريم، لذا عندما استُشهد زوجه عبيدة بن الحارث صبـرت وبلغت في الثبات والهمة والعزيمة مبلغها، وإنما هي صفحة مشرقة في التاريخ الإسلامي الحافل بالبطولات والأمجاد والتضحية والتفاني والعزيمة والثبات.
زواجها:
قبل أن نتحدث عن زواجها رضي الله عنها، نريد أن ننقل خبـرًا يُعطي فكرة عن زواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه، وكيف الترتيب فيه، وغيره من التفاصيل المهمة:
عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ قَالَ: «أَوَّلُ امْرَأَةٍ تَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: خَدِيجَةُ، ثُمَّ تَزَوَّجَ سَوْدَةَ بِنْتَ زَمْعَةَ، ثُمَّ نَكَحَ عَائِشَةَ بِمَكَّةَ، وَبَنَى بِهَا بِالْمَدِينَةِ، وَنَكَحَ بِالْمَدِينَةِ زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ الْهِلَالِيَّةَ، ثُمَّ نَكَحَ أُمَّ سَلَمَةَ، ثُمَّ نَكَحَ جُويْرِيَّةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، وَكَانَتْ مِمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ نَكَحَ مَيْمُونَةَ بِنْتَ الْحَارِثِ، وَهِيَ الَّتِي وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ نَكَحَ صَفِيَّةَ بِنْتَ حُيَيٍّ وَهِيَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَوْمَ خَيْبَرَ، ثُمَّ نَكَحَ زَيْنَبَ بِنْتَ جَحْشٍ، وَكَانَتِ امْرَأَةَ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ، وَتُوفِّيتْ زَيْنَبُ بِنْتُ خُزَيْمَةَ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَخَدِيجَةُ أَيْضًا تُوُفِّيَتْ بِمَكَّةَ، وَنَكَحَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي كِلَابِ بْنِ رَبِيعَةَ يُقَالُ لَهَا: الْعَالِيَةُ بِنْتُ ظَيْبَانَ فَطَلَّقَهَا حِينَ أُدْخِلَتْ عَلَيْهِ، وَجُويْرِيَةُ مِنْ بَنِي الْمُصْطَلِقِ مِنْ خُزَاعَةَ، وَحَفْصَةُ، وَأُمُّ حَبِيبَةَ، وَامْرَأَةٌ مِنْ كَلْبٍ فَكَانَ جَمِيعُ مَا تَزَوَّجَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِنْهُنَّ الْكِنْدِيَّةَ».
[أخرجه عبد الرزاق في مصنفه، كتاب الطلاق، باب نساء النبي صلى الله عليه وسلم (13997)، وابن أبي شيبة في مصنفه، كتاب الأوائل، باب ما فعل ومن فعله (36035)، والطبراني في الكبير، أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذكر تزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم خديجة (1088)، والحاكم في مستدركه (مع فروق وتفصيل)، كتاب معرفة الصحابة، تسمية أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم (6713)، وسكت عنه الذهبي في التلخيص، وكذا أخرجه البيهقي في الكبرى بتفصيل، كتاب النكاح، باب تسمية رسول الله صلى الله عليه وسلم .. (13423)].

هناك خلافاتٌ في الروايات التاريخية فيمن كانت أم المساكين عنده أولا، قبلَ النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كيف انضمت إلى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم الطاهرات والبيت النبوي الطاهر.
كانت عند الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب، فخلفه عليها أخوه عبيدة بن الحارث، استشهد رضي الله عنه في بدر، فخلفه عليها النبي صلى الله عليه وسلم. هي رواية أبي جعفر البغدادي في «المحبـر» (ص:83)، وابن سعد في «الطبقات» (8/90)، ورواية أَُبي الحسن علي بْن عبد العزيز الجرجاني النسابة في «الاستيعاب لابن عبد البر» (4/1853)، وابن سيد الناس في «عيون الأثر» (2/370)، وكذا في «السير» للذهبي (3/473)، وقول أبي عمر عن علي بن عبد العزيز الجرجاني في «أسد الغابة» (7/130)، وأحد الأقوال في «الإصابة» لابن حجر (8/157).
كانت عند الحصين بن الحارث أو عند أخيه الطفيل بن الحارث بن عبد المطلب، ثم تزوج منها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وهي رواية ابن إسحاق في «سيرته» (ص:258)، وابن مندة في «معرفة الصحابة» (ص:955).
كانت عند الطفيل بن الحارث فطلّقها، فخلف عليها النبي صلى الله عليه وسلم. حكاه الطبري (2/545)، وابن عبد البر عن قتادة في «الاستيعاب» (4/1853).
كانت عند الطفيل بن الحارث فطلقها، فخلف عليها أخوه، فقتل عنها ببدر، فخطبها رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم إلى نفسها، فجعلت أمرها إليه فتزوّجها. وهي رواية ابن الكلبي في «الإصابة» (8/157).
كانت تحت عبد الله بن جحش، فقتل عنها يوم أحد، فتزوجها رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وهو قول ابن الأثير في «أسد الغابة» (7/130)، وأبو العباس محب الدين الطبري في خلاصة سير سيد البشر (ص:131)، والذهبي في «السـير» (3/476)، وابن كثيـر في «السيرة النبوية» (4/584).
كانت عند عبيدة ابن الحارث بن عبد المطلب، وكانت قبل عبيدة عند جهم بن عمرو ابن الحارث، وهو ابن عمها. رواية السيرة النبوية لابن هشام (2/647).
وفي «الطبقات» مزيد بيان في هذا الخصوص: أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ الله بن حَنْطَبٍ قَالَ: وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالا: خَطَبَ رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – زَيْنَبَ بِنْتَ خُزَيْمَةَ الْهِلالِيَّةَ أُمَّ الْمَسَاكِينِ فَجَعَلَتْ أَمْرَهَا إِلَيْهِ فَتَزَوَّجَهَا رَسُولُ اللَّهِ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَأَشْهَدَ وَأَصْدَقَهَا اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أُوقِيَّةً وَنَشًّا. وَكَانَ تَزْوِيجُهُ إِيَّاهَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ عَلَى رَأْسِ أَحَدٍ وَثَلاثِينَ شَهْرًا مِنَ الْهِجْرَةِ، فَمَكَثَتْ عِنْدَهُ ثَمَانِيَةَ أَشْهُرٍ وَتُوُفِّيَتْ في آخر شهر ربيع الآخر على رَأْسِ تِسْعَةٍ وَثَلاثِينَ شَهْرًا، وَصَلَّى عَلَيْهَا رَسُول اللَّه – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – وَدَفَنَهَا بِالْبَقِيعِ. [الطبقات الكبرى لابن سعد (8/90)].
في البيت النبوي:
عندما استُشهِد زوجُ أم المساكين عبيدةُ بنُ الحارث، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم لتخرج من عالم الحزن والألم والغمِّ كما أسلفناه في ضوء نُقول كتب المتقدمين، لكن ـ مع الأسف ـ لم يتيسر لها البقاء مع النبي صلى الله عليه وسلم لمدة طويلة، وانتقلت إلى رحمة الله تعالى، ولم تجاوز الثلاثين من عمرها، تاركة وراءها زوجها الذي هو أشرف الخلق وأفضلهم وأعظمهم وأكرمهم وأنبلهم قاطبة، ففي «الإصابة»: «وكان دخوله صلّى اللَّه عليه وسلّم بها بعد دخوله على حفصة بنت عمر، ثم لم تلبث عنده إلا شهرين أو ثلاثة، وماتت … فتزوّجها في شهر رمضان سنة ثلاث، فأقامت عنده ثمانية أشهر، وماتت في ربيع الآخر سنة أربع». [الإصابة لابن حجر (8/157)].
وفاتها:
توفيت أم المساكين وأم المؤمنين زينب بنت خزيمة في شرخ شبابها في الثلاثين من عمرها، في شهر رمضان المبارك سنة ثلاث من الهجرة، صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم، ودُفنت بالبقيع، وهي أول من دُفن بالبقيع من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وكذا توفيت هي وخديجة رضي الله عنهما في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يُتوفى أحد غيرهما من أزواجه في حياته صلى الله عليه وسلم.
إننا لم نقف على سيرتها ومآثرها ومناقبها أكثر مما سقناه، إلا أن شرف التحاقها ببيت النبوة وانخراطها في سلك أزواج النبي صلى الله عليه وسلم المطهرات أكبـر شرف لحياة امرأة في الدنيا، فهل من شرف بعد هذا الشرف ؟ وهل من سعادة بعد هذه السعادة ؟ وهل من عظمة بعد هذه العظمة ؟ فيا لها من سعادة نالتها أم المساكين !! ويا لها من عظمة أكرمت بها أم المؤمنين !! إنّ اللحظات الأخيـرة التي قضتْها في رحاب النبوة مع النبي صلى الله عليه وسلم خيـر ما في الدنيا، إنها نعمة لا توازيها نعمة، وهذه النعمة قد أتت إليها ماشية على أقدامها، بدون أن تسعى لها، وتهرب وراءها، وقد خطب إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه، إنما هو إعلان صامت عن عظمة أم المؤمنين وكرامتها وفضلها وعصمتها وطهارتها وزهدها وتقواها.
شبهات والرد عليها:
الشبهة الأولى: أن ميمونة بنت الحارث كانت أختا لزينب بنت خزيمة من الأم، فكيف تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، بيد أنه لايجوز الزواج من أختين ؟
والرد عليها هو أنه صلى الله عليه وسلم تزوج أولا من زينب بنت خزيمة، وبعد أن توفيت تزوج ميمونة بنت الحارث، وهذا جائز لا امتراء، ينظر التفاصيل في كتب السنة.
الشبهة الثانية: قال بعض أهل العلم أن المراد بـ أم المساكين زينب بنت جحش رضي الله عنها، فقد كتب الأستاذ الشيخ محمد المدني مقالا في مجلة «الرسالة» (1103 تاريخ: 4/3/965)، فيه ما نصه:
«وكانت زينب بنت جحش رضي الله عنها هي أجودهن ـ يعني أزوج النبي صلى الله عليه وسلم ـ وأبرهن باليتامى والمساكين … حتى كانت تعرف بأم المساكين».
لا ندرى كيف أتى الأستاذ بهذا التحقيق، ولعله عول على ما أشار إليه ابن الأثير، لكن الراحج الصحيح هو ما أوردناه، أن المراد بهذا اللقب هي زينب بنت خزيمة رضي الله عنها، وكل المصادر الموثوقة القديمة من السير والتراجم والتاريخ مجمعة على أن لقب أم المساكين إنما كان لزينب بنت خزيمة كما بيناه. فليراجع لبعض التفاصيل إلى كتاب تراجم سيدات بيت النبوة.
الشبهة الثالثة: قال بعض الناس أن المراد في قوله تعالى: {وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} [سورة الأحزاب:36] زينب بنت خزيمة، لكن قولهم هذا خطأ على القطع، وتجد التفاصيل في كتب التفاسير.
قال ابن الجوزي (ت:597هـ) في تفسير الآية: في سبب نزولها قولان:
أحدهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم انطلق يخطب زينب بنت جحش لزيد بن حارثة، فقالت: لا أرضاه، ولستُ بِنَاكِحَتِه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: «بلى فانكحيه، فانِّي قد رضيتُه لك» ، فأبت. فنـزلت هذه الآية. وهذا المعنى مرويّ عن ابن عباس ومجاهد وقتادة والجمهور. وذكر بعض المفسرين أن عبد الله بن جحش أخا زينب كره ذلك كما كرهته زينب، فلمَّا نزلت الآيةُ رضيا وسلَّما. قال مقاتل: والمراد بالمؤمن عبد الله بن جحش، والمؤمنة زينب بنت جحش.
والثاني: أنها نزلت في أُمِّ كُلثوم بنت عُقْبة بن أبي مُعَيط، وكانت أوَّل امرأة هاجرت، فوهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلّم، فقال: «قد قَبلْتُكِ» ، وزوَّجها زيدَ بن حارثة، فسخطت هي وأخوها، وقالا: إِنَّما أردنا رسولَ الله، فزوَّجها عبدَه؟! فنزلت هذه الآية، قاله ابن زيد. والأول عند المفسرين أصح.
[زاد المسير في علم التفسير (3/465)، وكذا قال القرطبي (ت:671هـ) في الجامع لأحكام القرآن (14/186)، وابن كثير (ت:774هـ) في تفسيره (6/421) والشوكاني (ت:1250هـ) في فتح القدير (4/326)، والنواب صديق حسن خان (ت:1307هـ) في فتح البيان (11/93)، والشنقيطي (ت:1393هـ) في أضواء البيان (6/240)].

المراجع والمصادر:

1- الاستيعاب في معرفة الأصحاب لأبي عمر يوسف المعروف بابن عبد البر بن عاصم النمري القرطبي (المتوفى: 463هـ)، ت: علي محمد البجاوي، ط/1: دار الجيل، بيروت، عام: 1412 هـ – 1992م.
2- أسد الغابة في معرفة الصحابة لأبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد الشيباني الجزري، عز الدين المعروف بابن الأثير (المتوفى: 630هـ)، ت: علي محمد معوض وعادل أحمد عبد الموجود، ط/1: دار الكتب العلمية، بيروت، سنة: 1415هـ – 1994م.
3- الإصابة في تمييز الصحابة لأبي الفضل أحمد بن علي بن محمد بن أحمد بن حجر العسقلاني (المتوفى: 852هـ)، ت: عادل أحمد عبد الموجود وعلى محمد معوض، ط/1: دار الكتب العلمية – بيروت، 1415هـ.
4- أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن لمحمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي (المتوفى : 1393هـ)، ط: دار الفكر للطباعة و النشر و التوزيع بيروت – لبنان، سنة: 1415 هـ =1995 م.
5- تاريخ الطبري = تاريخ الرسل والملوك لمحمد بن جرير الآملي، المعروف بأبي جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)، ط/2: دار التراث، بيروت، سنة: 1387 هـ
6- تراجم سيدات بيت النبوة عائشة عبد الرحمن بنت الشاطئ، ط: دار الريان للتراث بالقاهرة، عام: 1407هـ = 1987م.
7- تفسير القرآن العظيم لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)، ت: سامي بن محمد سلامة، ط/2: دار طيبة للنشر والتوزيع، سنة: 1420هـ =1999م.
8- الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي لأبي عبد الله محمد بن أحمد الأنصاري الخزرجي المعروف ب”شمس الدين القرطبي” (المتوفى: 671هـ)، ت: أحمد البردوني وإبراهيم أطفيش، ط/2: دار الكتب المصرية – القاهرة، عام: 1384هـ = 1964م.
9- خلاصة سير سيد البشر لأبي العباس، أحمد بن عبد الله، محب الدين الطبري (المتوفى: 694هـ)، ت: طلال بن جميل الرفاعي، ط/1: مكتبة نزار مصطفى الباز – مكة المكرمة – السعودية، سنة: 1418هـ – 1997م.
10- الرحيق المختوم (في سيرة النبي المعصوم) لصفي الرحمن المباركفوري (الجامعة السلفية بنارس) (المتوفى: 1427هـ)، ط/1: دار الهلال – بيروت.
11- زاد المسير في علم التفسير لجمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن الجوزي (المتوفى: 597هـ)، ت: عبد الرزاق المهدي، ط/1: دار الكتاب العربي، بيروت، سنة: 1422 هـ.
12- السنن الكبرى لأحمد بن الحسين الخُسْرَوْجِردي الخراساني، أبو بكر البيهقي (المتوفى: 458هـ)، ت: محمد عبد القادر عطا، ط/2: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة: 1424 هـ = 2003 م.
13- سير أعلام النبلاء لشمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد الذهبي (المتوفى: 748هـ)، ط: دار الحديث- القاهرة، سنة: 1427هـ-2006م.
14- سيرة ابن إسحاق (كتاب السير والمغازي) لمحمد بن إسحاق بن يسار المطلبي بالولاء، المدني (المتوفى: 151هـ)، ت: سهيل زكار، ط/1: دار الفكر – بيروت، سنة: الأولى 1398هـ /1978م.
15- السيرة النبوية (من البداية والنهاية لابن كثير) لأبي الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (المتوفى: 774هـ)، ت: مصطفى عبد الواحد، ط: دار المعرفة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت – لبنان، سنة: 1395 هـ = 1976م.
16- السيرة النبوية لعبد الملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري،المعروف بابن هشام (المتوفى: 213هـ)، ت: مصطفى السقا وإبراهيم الأبياري وعبد الحفيظ الشلبي، ط/2: شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، سنة: 1375هـ – 1955م.
17- السيرة النبوية وأخبار الخلفاء لمحمد بن حبان بن أحمد، التميمي، أبو حاتم، الدارمي، البُستي (المتوفى: 354هـ)، ت: الحافظ السيد عزيز بك وجماعة من العلماء، ط/2: الكتب الثقافية – بيروت، سنة: 1417 هـ.
18- الطبقات الكبرى لأبي عبد الله محمد بن سعد الهاشمي بالولاء، البصري، البغدادي المعروف بابن سعد (المتوفى: 230هـ)، ت: محمد عبد القادر عطا، ط/1: دار الكتب العلمية – بيروت، عام:1410 هـ – 1990 م.
19- عيون الأثر في فنون المغازي والشمائل والسير لمحمد بن محمد، المعروف بابن سيد الناس، اليعمري الربعي (المتوفى: 734هـ)، تع: إبراهيم محمد رمضان، ط/1: دار القلم – بيروت، عام: 1414/1993.
20- فتحُ البيان في مقاصد القرآن لأبي الطيب محمد صديق خان الحسيني البخاري القِنَّوجي (المتوفى: 1307هـ)، ط: المَكتبة العصريَّة للطبَاعة والنّشْر، صَيدَا – بَيروت، سنة: 1412 هـ =1992 م.
21- فتح القدير لمحمد بن علي الشوكاني اليمني (المتوفى: 1250هـ) ط/1: دار ابن كثير، دار الكلم الطيب – دمشق، بيروت، سنة: 1414 هـ.
22- كتاب الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين رحمة الله عليهن أجمعين لعبد الرحمن بن محمد بن الحسن، ابن منصور ابن عساكر الدمشقيّ الشافعي (المتوفى: 620هـ)، ت: محمد مطيع الحافظ، غزوة بدير، ط/1406هـ: دار الفكر – دمشق.
23- الكتاب المصنف في الأحاديث والآثار لأبي بكر بن أبي شيبة، عبد الله بن محمد خواستي العبسي (المتوفى: 235هـ)، ت: كمال يوسف الحوت، ط/1: مكتبة الرشد، الرياض، 1409هـ.
24- مجمع الزوائد ومنبع الفوائد لأبي الحسن نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي (المتوفى: 807هـ)، ت: حسام الدين القدسي، ط: مكتبة القدسي، القاهرة، سنة: 1414 هـ، 1994م.
25- المحبر لمحمد بن حبيب الهاشمي، بالولاء، المعروف بأبي جعفر البغدادي (المتوفى: 245هـ)، ت: إيلزة ليختن شتيتر، ط: دار الآفاق الجديدة، بيروت.
26- المستدرك على الصحيحين لأبي عبد الله الحاكم محمد بن عبد الله النيسابوري المعروف بابن البيع (المتوفى: 405هـ)، ت: مصطفى عبد القادر عطا، ط/: دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، سنة: 1411هـ =1990م.
27- المصنف لأبي بكر عبد الرزاق بن همام الحميري اليماني الصنعاني (المتوفى: 211هـ)، ت: حبيب الرحمن الأعظمي، ط/2: المجلس العلمي، الهند، والمكتب الإسلامي، بيروت، 1403هـ.
28- المعجم الكبير لسليمان بن أحمد اللخمي الشامي، أبو القاسم الطبراني (المتوفى: 360هـ)، ت: حمدي بن عبد المجيد السلفي، ط/2: مكتبة ابن تيمية – القاهرة.
29- معرفة الصحابة لابن منده لأبي عبد الله محمد بن إسحاق المعروف بابن مَنْدَه العبدي (المتوفى: 395هـ)، ت: الأستاذ الدكتور عامر حسن صبري، ط/1: جامعة الإمارات العربية المتحدة، عام: 1426 هـ = 2005 م.

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of