مهما تكثف الظلام لن نيأس أبدا بإذن الله فإننا نرى تباشير صبح وضاء يكاد يكسر أغلال الظلمات. فيا من يئسوا وغرقوا في العطل لاجئين إلى كوخ الاستسلام، قفوا على أقدامكم وانفضوا غبار التعب والملل من وجوهكم، وتوضؤوا بالنشاط والحيوية والتفاؤل، وابتسموا في وجوه الانهزام فإن الانهزام نفسي قبل أن يكون جسديا. اعلموا أن القوات الخبيثة التي ترونها تمدد ظلالها الشيطانية كل حين لاتستقوي إلا بضعفكم لأنها لا تستقل بقوة، وتتوسع أو تنكمش قدر ما تجد قُوْتها من ضعفكم أو قوتكم. هذه العدة الغربية النجسة التي ترونها حصينة ومانعة وقاهرة وتتركون السبيل لها لتدخل في أحشائكم، وفي خلايا أبنائكم وبناتكم، وفي أعماق مجتمعكم، والله ماهي إلا کبيت العنكبوت بل أوهن ولا تستطيع الوقوف أمام نفخة ينفخها إيمان متين وعمل صالح مخطط هادف. فيا قادة المسلمين، تغلبوا على عقدتكم الدونية قبل أن تهموا بقيادة الأمة أو تقوموا بها، وأضيئوا باطنكم بنور الإيمان بالفوز النهائي واليقين في مستقبل زاهر قبل أن يتغلغل فيكم طموح إنارة ظاهر غيركم، وتسلحوا بكل مايلزم سلاحا في هذا الغزو الذي لا يصادف ضعيفا إلا يجتاحه. اسمعوا وبكل صراحة أن الضعف فينا وهذا عملنا الذي هو سبب هذا التخلف والذل الذي يهطل على رؤوسنا هطول المطر الغزير. إن حاسبنا أنفسنا لوجدنا أننا من أردأ الناس نفسا وبدنا، علما وعملا، تخطيطا وتنفيذا، دفاعا وهجوما ثم ندعي بأننا قادة الأمة الإسلامية، ونتزاحم ونتقاتل لقيادتها، ونحلم باسترداد مجدها وشوكتها وقوتها. سلام على بلاهتنا، وصلاة على حماقتنا! ارجعوا والتمسوا نورا…