لن يكون عمرك كله ربيعًا

ثاقب حسين ثناء الله التعليم والتربية

[إننا خصَّصْنا هذه الصفحة لطلبة المعاهد والمدارس والجامعات وطالباتها، بُغيـةَ أداء بعض ما يجب علينا من حقوق نحو تدريبهم على الكتابة العربية وإتاحة الفرصة لإبداء خواطرهم، ننشـر مقالاتهم بعد تصحيحات يسيـرة للأخطاء دون التعرُّض لبِنيتها وهيكلها، لنشجعهم على الكتابة المتواصلة، وهكذا سوف نظفر بأن نرى ـ إن شاء الله ـ طائرة الحلم تتحلق في سماء الواقع، حلم إطلاق المجلة وتحقيق أهدافها. هذا، ونشجِّع الأخ ثاقب حسين الطالب في الجامعة السلفية ببنارس الهند على كتابة هذا المقال، ونرجو له ولنا الحيوية والنَّشاط، والتوفيق والسَّداد، آمين (المباركفوري)].

مالي أراك حزينًا يا طالب العلم والعرفان، ألست أنت من عباد الرحيم والرحمان، ستتناوب عليك من الفصول والزمان، وكل فصل ستأتي بالمشاكل والمصائب مع الخسـران، فعليك بالصبـر والاستقامة في حال الهمِّ والغمِّ والحزن، ولاتنس أنك تنتمي إلى جماعة الحديث والقرآن، التى انتشـرت سمعتها في العالم لقيام الأمن والأمان، وامتازت على سائر الفرق والأديان لهزم الكفر والبطلان، فمن طائفتك مَن قد بلغ قمة المكان، إمامان جليلان، في العلم ماهران، البخاري ومسلم صاحبا الصحيحين بعد الفرقان، جبلان في العلم والحفظ والإتقان، مقبولان عندالنوعين الجن والإنسان، متبحران في العلوم والأفكار والأفهام، والأذهان، في حفظ السنة ونشـرها وإشاعتها يجتمعان، وإلى سبيل الهدى سببان، للضارب مثلان، هذا يشهد الجان مع الإنسان، بالجمع والوحدان، ومن على شاكلتهما عبدان، فاسمع يا من له أذنان، أحدهما محمد بن عبدالوهاب المؤلف لكتاب أصول الإيمان، والآخر محدث العصـر محمد ناصـر الدين الألباني المحقق لكتب السنن مع التعليقات الحسان، في الفقه مجتهدان، متمسكان بالسنة مع القرآن، فقد أقر بمآثرهما ومفاخرهما ومحاسنهما أولو العدوان مع أهل الإيمان، وخلد اسمهما كل مكان في ظاهر الأثمان، وغيرهم من الجهابذة الأخشبان، الذين تطرقوا إلى قلوب الجآن مع الإنسان، فالدعاء إلى الله المستعان، أن يجعل لهم المقام في دار الحيوان.
فهؤلا الكرام الأماثل مروا بمرور الأيام والقرون، وقضوا كل ما عليهم من الديون، والله أبقاك لقيام بكثير من الشؤون، اشتغل بالقراءة والكتابة، فإنهما زاد العقل وكنـز المعرفة، إذا تسلحت بهما رفعت مقامك، وشحذت ذكاءك، وهذبت خلقك، وهما الطريق الذي يزود سالكه بمعين لا ينضب من فنون العلم والمعرفة والثقافة، فمن تسلح بهما ساد وغنم وانتصـر، ومن أغفلهما ضعُف وهزم وافتقر، فقم بعمل جديد، ولا تخف لومة لائم، ستظهر عليك الأيام والفصول مرات، وتساقط أحلامك كرات.

واعلم! لا يدرك العلى بالمنى، ولاتفهم أنه لا يعرف إلا بالكنى، فهو لا يصتاد بالسهام، ولا يضبط باللجام، ولا يرى في المنام، ولايورث من الأعمام، ولا يستعار من الكرام، ولا صعبة مشكلة، ولا أمنية بعيدة، وإن ضاعت منك فرصة فأمامك فرص عديدة، وما من شيء مستحيل، إلا الله تعالى عليه الوكيل، وقل ما قال المتوكل:

لسنا وإن أحسابُنا كرُمتْ
يومًا على الأحساب نتكلُ
نبنيْ كما كانت أوائلُنا
تبني، ونفعلُ مثلَ ما فعـلوا

واستمع إلى ما أنشد الإمام الشافعي:

دع الأيام تفعل ما تشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ولا تجزع لحــادثة الليالي
فما لحـوادث الدنيا بقــــاء
وكن رجلا على الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة والوفـاء
ولا حزن يدوم، ولا سـرور
ولا بؤس عليك ولا رخاء

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of