فضيلة الشيخ العلامة المفتي أنيس الرحمن الأعظمي العمري المدني حفظه الله تعالى
خريج كلية الدعوة وأصول الدين وكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
الأمين العام لجمعية أهل الحديث المركزية سابقا وشيخ الجامعة المحمدية المنصورة ماليغاون سابقا
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد:
فإن علماء المسلمين قديما وحديثا اهتموا باللغة العربية تعلما وتعليما، لأن مدار فهم الدين في فهم، تعلم اللغة العربية، ولأن المصدرين الأصليين لتلقي العلوم الشرعية اللغة العربية.
والعرب المسلمون حيثما نزلوا وفتحوا البلاد، وأقاموا فيها مدة علموا أهلها العربية حتى صارت اللغة العربية لغة أهلها، ونسي أولئك لغتهم الأصلية كما نرى في بلاد شمال إفريقيا من السودان إلى المغرب وبلاد الشنقيط.
أما الهند فقد حكم المسلمون هذه البلاد قرونا متطاولة من غير العرب، ولم يقم العرب في هذه البلاد مدة طويلة فلم تحظ اللغة العربية بنصيبها من أهلها، ولكن كان في القديم في هذه البلاد علماء متضلعون باللغة العربية حتى أصبح قاموس اللغة المؤلفة من علماء الهند للعرب سندا لفهم المدلولات اللفظية أيضا، واستمرت هذه الجهود المباركة ولم تتوقف وان كانت الحركة أحيانا بطيئة وأحيانا حثيثة، نظرا إلى الظروف والحكام.
و في الماضي القريب ألف بعض علماء الهند كتيبات لتعليم اللغة العربية مثل "دروس الأدب” للفاضل سيد سليمان الندوي رحمه الله وكذلك ألف كتيب من أحد علماء بنغال الغربية باسم "باكورة الأدب” ووجد هذا الكتاب قبولا في مدارس ومعاهد العلوم الشرعية، وكان هذا العالم موفقا في تأليف هذا الكتاب وجمع الكلمات والألفاظ التي يحتاجها الإنسان في حياته اليومية فإنه ذكر المفردات جمعا وإفرادا وتذكيرا وتأنيثا وكذلك الأفعال ثم ركب هذه الألفاظ من كلمتين وثلاث وأكثر.
ولما فتحت في الهند معاهد إسلامية دينية منذ ربع قرن تقريبا أراد المسؤولون كتابا مناسبا لإدخاله في المناهج الدراسية لتعليم اللغة العربية، فلم يجدوا ما يساوي كتب المواد الأخرى واللغات الأخرى من جميل المظهر والمنظر، حتى قام بعض المخلصين من الأفاضل الذين كانت عندهم خبرة وتجربة في هذا الميدان، فإنهم قاموا بتدريس مادة اللغة العربية في هذه المدارس فبدأوا سلسلة ذهبية لتعيلم اللغة العربية وطبعوا هذه الكتب في غاية الروعة والجمال بحيث يرغب الطلاب في القراءة فيها وإن لم يقرؤوا يقرون عيونهم بإلقاء النظر في هذه الكتب لروعة طباعتها وجمالها.
وإن الأخوين الكرمين الفاضلين الشيخ شميم أحمد عبد الغفار و الشيخ محفوظ الرحمن حفيظ الله – حفظهما الله – قد وفقا لإخراج هذه السلسلة الذهبية وأخرجا بعض السلسلات ولا يزالان متواصلين في جهودهما؛ – وفقهما الله – لإكمال هذه السلسلة الذهبية.
وألقيت نظرة في كتاب "تعلم المفردات” المؤلف منهما الجزء الأول، فوجدته مفيدا جدا لتعلم اللغة العربية إذا وفق المدرس لتدريس هذا الكتاب واتباع الإرشادات من المؤلفين. فإن الكتاب فيه درس في صفحة واحدة، أما التمارين في صفحتين أوأكثر ويبدو أن المولفين بذلا جهودا كبيرة في إعداد التمارين أكثر من جهودهما لإعداد الدروس. وإنني أرجو من مسؤولي المعاهد الدينية والعصرية أن يهتموا بهذا الكتاب وإدخاله في مادة تعليم اللغة العربية، فإنه مفيد جدا وقد حوى هذا الكتاب جوانب عديدة من تعليم اللغة.
وإنني أهنئ هذين الفاضلين الكريمين لإعداد هذه السلسلة المفيدة، فإن المعاهد كانت بحاجة ماسة لمثل هذه الكتب، وكان هناك فراغ.
وإن جهود العلماء إذا وجدت تشجيعا من أهل العلم تزداد هممهم، ويتقدمون أمام في استمرار عملهم واختراعاتهم، والعكس بالعكس، فالرجاء من أهل العلم تشجيع عملهم.
وإن الأخوين الفاضلين الكريمين قد وجدا رجلا صالحا لتشجيعهما ومساندتهما بجميع الوسائل بالقيام معهما في إنْجاح الْمهمة – جزاه الله خيرا – ألا! وهو الرجل المبارك يس أحمد ميران الذي هداه الله لنشر التعليم والدين في أوساط المسلمين، وبذل كل غال ورخيص، وإن كان هو تاجرا مشغولا في تجارته، ولكنه لايألو جهدا في الإمور الخيرية.
تقبل الله منه سائر أعماله وجعلها في ميزان حسناته يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
هذا وصلى الله وسلم وبارك على محمد النبي الأمي الكريم وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين
كتبه
خادم العلماء و الدين
أنيس الرحمن الأعظمي العمري المدني
في 23/05/1439هـ
يوافق 10/02/2018م
Leave a Reply