جهود المملكة العربیة السعودیة في الدعوة إلی الله المستمدة من الكتاب والسنة (الخیر من معدنه لایستغرب)
بدأت المملكة العربیة السعودیة بدایة ناجحة موفّقة في الدعوة إلی الله تعالی علی منھج السلف الصالح، البعید من شوائب الشرك والوثنیة والإلحاد، و دُكّ أساسھا دكا متینًا علی الالتزام بالكتاب والسنة بفضل الله تعالی و منِّه وكرمه. وذلك فی عھد الأمیر الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- (-1179ھ) بتوجیه من الإمام محمد بن عبدالوھاب رحمه الله (1115-1206ھ).
• تمت تلك البیعة المباركة التي تعود بالأمة إلی عھد الرعیل الأول في العقائد والعبادات والأحكام والمسائل والتعلیم والتربیة والحكم و السیاسة و المعيشة والاقتصاد وغیرھا من أمور المعاش و المعاد.
تمت تلك البیعة المباركة بين الإمامين: الإمام محمد بن سعود والإمام محمد بن عبدالوھاب علی نصرة الدعوة إلی الله تعالی علی الرغم من كثرة أعدائھا و شدة دھائھم و مكرھم، و كثرة عُدّتھم و عتادھم.
تمت تلك البيعة المباركة فی قریة الدرعیة بنجد التي تعد بیوتھاحینذاك من أربعین إلی سبعین بیتًا؛ وكانت المنطقة معروفة بالنزاعات والخصومات والحروب بین القبائل ولكن انطلق منھا الحكم الذي وحَّد الجزیرة العربیة كلھا تحت قیادة واحدة بتوفیق الله تعالى.
• كانت الشركيات والوثنیات والبدع والخرافات والأوھام والخزعبلات باسم الدین تتحكم المجتمعات المسلمة في ذلك العصر لأجل جھلھا بحقیقة التوحید الذي ھو حق الله علی العبید، وإفراده لعبودیته و ربوبیة وأسمائه وصفاته وتتسكع في الجھالات والضلالات، وتتخبط خبط عشواء:
كبھیمة عمیاء قاد زمامھا
أعمی علی عوج الطریق الحائر
ھكذا صار المعروف منكرا والمنكر معروفا في تلك الفترة الدقیقة من الزمن.
• وانطلقت هذه الدعوة في ذلك العصر من تلك القریة انطلاقة یسمع دویھا الآن في القارات الخمس. تلك الدعوة إلی التوحید الخالص و نشر العقیدة الصحیحة والاعتصام بالكتاب والسنة.
• وكذلك لایعرف فی تأریخ العالم دولة في نظري سقطت مرتین و قامت ثلاث مرات، راحت ضحیة الحروب والأرواح والأملاك وقتل العلماء والأمراء، و لقی الناس من أذی التھجیر والتشرید ما الله به علیم.
وفي تلك الفترة العصیبة من الزمن تغیرت معالم الحكم والسلطة وتبدلت الأمور والأحوال ولكن الذي لم یتغیر في أي عھد من عھود المملكة ھو أمر الدعوة إلی التوحید الذي ھو حق الله تعالی علی العبید، وإفراد الله تعالی بالعبادة والبعد عن الشركیات والوثنیات والبدع والخرافات التي سادت العالم في ذلك العصر.
وقد تحمل ھذه الدعوة المباركة ملوكھا وأمراؤھا وعلماؤھا ودعاتھا وشعبھا سواء بسواء بكل ھمة وإرادة وصراحة و صرامة.
لا أكون مبالغا إن قلت: لم أر في التأریخ الإسلامي الطویل بعد القرون المشھود لھا بالخیر دولة اجتمع فیھا حكامھا و علماؤھا علی عقیدة واحدة مبنیة علی أدلة الكتاب والسنة غیر الممملكة العربیة السعودیة -حرسھا الله تعالی-.
ولاتخفی علی طالب التأریخ تلك الفتن التي نشأت في تأریخ الأمة كالقدر والخروج والتجھم والاعتزال والرفض وغیرھا، و ما عنكم فتنة خلق القرآن ببعیدة، التی استعذب مرارتھا إمام السنة أحمد بن حنبل الشیبانی رحمه الله (-241ھ)، وقد كان فیھا الحكام في واد والعلماء في واد و عامة الناس في أودية أخرى، وذلك لأجل عدم الوضوح في أمور العقائد والثوابت الواردة في الكتاب والسنة.
ھذا الوضوح في العقیدة والعمل یضمن توحید الكلمة وأساسه كلمة التوحید والإخلاص و من وسائله توحید المناھج الدراسیة التي تعتز بالشریعة الإسلامیة.
ھذاالوضوح ھو سبب المرجعیة العلیا التي یحتلھا علماؤنا في الممملكة وغیرھا من بلاد العالم.
وھذا الوضوح في المنھج یعتز به حكام المملكة العربیة –ولایزالون- فضلا عن علمائھا الثقات الأثبات.
یشرفني في هذا المقام أن أذكر بعض كلام حكام الممملكة في الاعتزاز بهذا المنهج الرباني في الدعوة إلي الله تعالی:
قال الملك عبدالعزيز -رحمه الله- في الخطاب الذي ألقاه في "منى” يوم عيد الأضحى حج عام 1365هـ:
«إنني رجلٌ سلفي، وعقيدتي هي السلفية التي أمشي بمقتضاها على الكتاب والسنة».
وقال في الخطاب نفسه:«يقولون إننا (وهابية) والحقيقة أننا سلفيون محافظون على ديننا، ونتبع كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم«.
وقال الملك سعود -رحمه الله- بمناسبة افتتاح الدورة الأولى لمجلس الوزراء في الرياض:
«لقد كان همنا، منذ تولينا مقاليد الأمور، أن نعتصم بكتاب الله ونھتدي بھدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسنة خلفه من السلف الصالحين«.
وقال الملك فيصل بن عبدالعزیز –رحمه الله- في الحفل الذي أقامته الملكة إليزابيث الثانية بلندن في 9-5-1967م:
«إننا يجب علينا – جميعًا – أن نتمسك بعقيدتنا الإسلامية، وأن نوحد صفوفنا؛ لخدمة ديننا وأمتنا ووطننا، لأن شريعتنا الإسلامية فيها – ولله الحمد – من مقومات العدل والدفاع عن الحق، وإثبات الحقوق، والحرية، والتقدم، والبناء في جميع المجالات، ما يُغنينا عن التلقي أو الاستماع إلى أي تيارات تتجاذب العالم«.
وقال الملك خالد بن عبدالعزيز -رحمه الله- في كلام عظيم جليل له:
«من نعم الله على هذا البلد وأبنائه: أن مَكَّنَ لھم دينھم الذي ارتضى لھم، وبدّلھم من بعد خوفھم أمنًا، وعبدوه وحده لا يشركون به شيئًا، ولذلك كان القرآن الكريم، وكانت السنة النبوية المطهرة، ما زالا مصدر الحكم والتشريع في هذه البلاد، حتى يرث الله الأرض ومن عليھا؛ لإيماننا الكامل بأن في التمسك بھما قولًا وعملًا؛ نجاحنا وفلاحنا ورقينا وتقدمنا وتطورنا وازدهارنا«.
وقال الملك فهد بن عبدالعزیز -رحمه الله- في كلمة ألقاها في جامعة الملك سعود يوم الخميس من شعبان 1403هـ:
«نحن في هذه البلاد، نفتخر ونعتز أننا متمسكون بعقيدتنا الإسلامية، وسوف ندافع عنھا بالنفس والنفيس، وسوف نجعلها هي القدوة، سواء كان في شريعتنا أو تنظيماتنا في مختلف حاجاتنا للتنظيم، أو في حياتنا اليومية أو الشھرية أو السنوية«.
وقال الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- في كلمته التي ألقاها في افتتاح دورة مجلس الشورى:
«لقد أعز الله هذه الدولة؛ لأنها أعزت دين الله، وسارت على نهج ثابت، يتوارثه خلف عن سلف، وسوف تبقى عزيزة لا يضرها من عاداها: ما دامت ترفع رأية التوحيد، وتحكم شرع الله«.
وقال الأمير سلطان بن عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- في كلمة ألقاها أمام قادة القوات المسلحة:
«نحن محسودون ومحاربون على نعمة الله التي أعطاها لنا وكل ذي نعمة محسود».
وأوضح الأمير سلطان أن بلاده تواجه الآن حربًا في دينھا، وتتھم فيما تعده شرفاً لھا وهي السلفية. وقال مدافعًا: «السلف الصالح هم القدوة، إذا كنا سلفيين فنحن نتبع السلف الصالح«.
وقال الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله-:
«إنَّ الله شرفنا في هذه البلاد بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلّم، وقامت على ذلك دولةٌ سلفيةٌ صحيحةٌ. ولكن أعداءنا لا يريدون لهذه الدولة أن تقوم أو أن يكون لها وجود، وإسلامنا يدعو دائمًا إلى القوة والتماسك، ونحن في وسط هذا العالم بخيره وشره«.
ويقول الملك سلمان بن عبدالعزيز –حفظه الله- في افتتاحه للحفل السنوي للجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم:
«تقوَّل متقولون عن دعوة تسمى الوهابية«.
من قال أو من أتى بكلمة واحدة فليطلعني عليھا أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قال كلمة واحدة تخالف كتاب الله أو سنة رسوله أو نهج السلف الصالح؟
إلى أن قال: «بل هي دعوة والحمد لله -على نهج السلف الصالح- وهذا كل من يتبع هذه الدعوة ومناهجها يعرف ذلك إلا مكابر أو مغالط«.
الدعوة إلی الله المتستمدة من الكتاب والسنة:
نشات دعوات كثیرة منذ القدم في بلاد الإسلام فی مشارق الأرض و مغاربھا، وانتشرت بین شعوبھا علی أنھا دعوة إلی الله، و لكن الدعوة إلی الله لا تكون حقا إلا باستمدادھا من الكتاب والسنة علی فھم السلف الصالح.
ولا بد من توفیر ھذین الشرطین في الدعوة إلی الله تعالى حتی تكون وفق منھج السلف الصالح الذي یضمن السلوك علی المحجة البیضاء لیلھا كنھار لا یزیغ عنھا إلا ھالك، ويجنب أھلھا من الوقوع في زلل القدر والخروج والتجھم والاعتزال والرفض وغیرھا من الفتن التي لاتزال شظایاھا تصل بین حین لآخر إلی المجتمعات الإسلامیة في مشارق الأرض و مغاربھا.
وھذه الدعوة المباركة التي تبنتھا المملكة العربیة السعودیة بتوفیق الله سبحانه و تعالی من بدایتھا، ولاتزال ولن تزال بإذن الله تعالی؛ لأن مصیرھا ترتبط بمصیر أھلھا الصادقین الذین ورد ذكرھم في حدیث النبي صلی الله علیه وسلم:
”عن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك» (متفق عليه).
وقد وضح ملامح ھذه الدعوة المباركة بعد القرون المشھود لھا بالخیر: الأئمة الأعلام من أصحاب دواوین السنة و كتب الحدیث والأثر، و ماقام به إمام السنة أحمد بن حنبل الشیباني (-241ه) في عصره و شیخ الإسلام ابن تیمیة (-728ھ) و تلمیذه الإمام ابن قیم الجوزیة (-1350ھ) في عصرھما، وماكتبه الإمام محمد بن عبدالوھاب (-1206ھ) و أنجاله وأحفاده وعلماء المملكة الآخرون في عصورھم، والإمام محمد بن علي الشوكاني (-1250ه) في الیمن، والأمیر صدیق حسن خان (-1307ھ) السید محمد نذیر حسین المحدث الدھلوي (-1320ھ) في الھند وغیرھا من بلاد العالم، من توضیح المنھج السلفي في الدعوة إلى الله لھو نبراس یستضاء به في المستقبل إلی ماشاء الله تعالی.
و علی سبیل المثال: ”كتاب التوحید الذي ھو حق الله علی العبید” للإمام المجدد محمد بن عبدالوھاب رحمه الله (1206ھ) لیس ھو إلا مجموع آیات من كتاب الله تعالی و أحادیث النبی صلی الله علیه وسلم، فھو علی سھولته وبساطته عالج أدواء الأمة المستشرية في جسمھا من قرون طويلة من شركیات ووثينات و بدع و خرا فات باسم الدین، وقد وصل صدى ھذه الدعوة بواسطة ھذالكتاب (كتاب التوحید) مع كثرة مخالفیھا و شدتھم، إلی القارات الخمس وقامت الجماعات والجمعیات في العالم تستمد قوتھا منھا وتنھل من منھلھا الصافي من الأكدار ولیست جماعة أنصار السنة المحمدیة في مصر والسودان، و أھل السنة في الیمن والجماعة السلفیة في بلاد العالم، و أھل الحدیث في شبه القارة الھندیة عنكم ببعیدة.
وسائل الدعوة إلی الله تعالی:
سخرت المملكة العربیة السعودیة إمكاناتھا و وسائلھا ضمن ھذا النھج القویم الذي رسمه قادتھا منذ عھد الملك عبدالعزیز -رحمه الله- إلی وقتنا الحالي، مما له الأثر البالغ في قلوب الناس في أنحاء المعمورة. وقد ساعدت ھذه الوسائل علی نشر التوحید الخالص والعقیدة الصحیحة والاعتصام بالكتاب السنة، والدین الصحیح المتسم بالوسطیة والاعتدال والاتزان، البعید عن الانحراف المنھجي من الخروج والتطرّف والإرھاب وغیره، الذي یأتی علی الیابس والأخضر فی المجتمعات الآمنة المسالمة.
من هذه الوسائل لإیصال الدعوة إلی الله إلی أقصی مایمكن من البلاد:
• توزیع المصاحف والكتب والرسائل خلال موسم الحج وھی أیام معدودات، یصل فيھا إلی ملایین نسخة.
• دعم المراكز الإسلامیة في الخارج بالدعاة والأئمة لتعلیم المسلمین أمور دیھنم.
• إقامة المشاریع الخیریة والتعلیمیة، مما له الأثر البالغ في نشر الدین الصحیح و نشر منھج الوسطیة في أرجاء العالم.
• نصرة قضایا المسلمین في أنحاء المعمورة.
• تقدیم المساعدات المادیة والعینیة والإغاثة عندالكوارث وغیرھا لجمیع الشعوب.
• تقدیم المنح الدراسیة لأبناء المسلمین في مشارق الأرض و مغاربھا للدراسة فی الجامعات والمعاھد السعودیة.
و كل ھذا یتم بتوجیه سلیم من المسئولین الأمناء، والعلماء الراسخین والدعاة البارزین في المملكة لتكلل ھذه الجھود التعلیمیة والتوعویة والتعاونیة والإغاثیة وغیرھا بالنجاح في مجال الدعوة والسیاسة علی السواء، ودور وزارة الشئون الإسلامیة والأوقاف والدعوة والإرشاد، والجامعة الإسلامیة و جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، و جامعة الملك سعود، و جامعة أم القرى وغیرھا من الجامعات والكلیات والمعاھد لاینسی أبدا في نشر التعلیم والتربیة بین المسلمین في أنحاء العالم.
ويستبعد أن المملكة التي استمدت دستورھا من الكتاب والسنة تغضّ الطرف عن الدعوة إلی الله تعالى في القیام بأی مھمة من المھمّات في هذه المجالات. ھذه ھی المیزة التی لاتوجد فی غیرھا من بلاد العالم.
• وكذلك خدمة الحرمین الشریفین أكسبت المملكة العربیة السعودیة نبلا و شرفا وعزة و كرامة لاتوجد لغیرھا من البلاد. لقب ”خادم الحرمین الشریفین”، ما أحلی ھذه الخدمة! وما أشرف ھذا اللقب!
• وقد كانت ھذه البلاد قبل حكم آل سعود غیر آمنة حتی لحجاج بیت الله الحرام لأجل بعد حكامھا عن تحكیم شرع الله تعالی، وعرف فضل المملكة في نشر الأمن والأمان عندالعامة من الناس فضلا عن الخاصة. وقد ذكر الشیخ محب الدین الخطیب قصة تبین الفرق بین حكم آل سعود و حكم غیرھم فقال:
((حدثني شاب فلسطيني متعلم قال:
"ركبتُ مع بدوي من قبيلة (حرب) بعيرا، سافرتُ عليه من مكة إلى المدينة، وفيما كنا نسري في الليل أخذتُ أغنّي!!
فقال له الجمّال: أليس خيرا لك لو أنك سبّحتَ الله، بدﻻ من هذا الغناء؟
قلت: بلى، ولكن النفس تشتھي أن يكون ذلك تارة وتارة.
فقال: ﻻ تعط النفس هواها.
فقلت: من أي القبائل أنت؟
قال: من حرب، ومنازلنا هاهنا بين الحرمين الشريفين.
قلتُ: منذ كم صرت تؤثر التسبيحَ على الغناء؟
قال: منذ تعلمنا الخوفَ من الله، وصرنا نؤدي فرائض الله.
قلت: ومتى كان ذلك؟
قال: منذ جاء (ابن سعود) إلى مكّة.
وكنا قبل ذلك نقتل الرجل إذا ظننا أن في جيبه رياﻻ، وقد نقتله ثم ﻻ نجد الريال .
أما اﻵن فإننا نبصر الذهب ملقى على قارعة الطريق فلا يمسه أحد منا إﻻ أن يكون هو صاحبه)).
(المقاﻻت السلفية للشيخ محب الدين الخطيب. ص32).
• وماتقدم المملكة العربیة السعودیة من خدمات و تسھیلات في مكة المكرمة والمدینة والمنورة للحجاج والمعتمرین یفوق عن الوصف، ویغیر نظرة المخالفین لھا، المتاثرین بالدعایات الكاذبة ضدھا.
و إلیكم واقعة تكفي للاستدلال بھا علی ماقلت، ذكرھا أحد المقيمین في المدینة المنورة فقال:
"قريبٌ لي مقيم في باريس منذ سنوات طويلة لا يحب السعودية ولا يفكر في الحج حتى أنّه تجرّأ ذات مرة وقال: (لو كان الحج في غير السعودية لذهبت، أمّا في السعودية فلا!!).
ولكن مع تقدّمه في السنّ وإلحاح المقرّبين منه، تخلَّى عن هذا الرأي الشاذ وحضر هذه السنة للحج التقيتُه هذا الأسبوع في المدينة المنورة:
– سألته: كيف كان الحج؟ فقال بالفرنسي: extraordinaire, formidable يعني شيء مثالي، خارق للعادة.
– سألته عن التنظيم فقال: لو اجتمع الفرنسيون والألمان والأمريكان لما تمكنوا من تنظيم الحج بھذا الشكل الرائع.
– سألته عن أفراد الشرطة والحماية والمشرفين، فقال: لم تكن الابتسامة تفارق مُحيّاهم، وكانوا يبادرون بالمساعدة حتى لو لم تطلبھا منھم.
– سألته عن السعودية بصفة عامة، فقال: دخلتھا وهي أبغض بلدان العالم إليّ، وأغادرها وهي أقرب البلدان إلى قلبي.
وعندما سألته عن سبب تغيير رأيه قال: ما رأيته في السعودية يختلف تماما عمّا سمعته وقرأته في وسائل الإعلام!!!”
أيھا السعوديون، أيھا الإعلاميون، أيھا الدبلوماسيون، أيھا المبتعثون، أيھا المغرّدون: أظھروا خيركم حتى لايُنسب إليكم شرّ غيركم فلو يعلم الموحّدون من جاكرتا شرقا إلى المغرب غربا ما يُحاك لقبلة صلاتھم من مؤامرات لشكروا السعودية حكومة وشعبا على ما يبذلونه من غال ونفيس للحفاظ على مقدساتھم، فالمسؤولية إذن يتحمّلھا كل موحّد حريص على دينه ومواطن غيور على وطنه.
وكم هو جميل أن يموت الإنسان من أجل دينه ووطنه، وكم هو أجمل أن يحيا من أجل نشر هذا الدين وعزّة هذا الوطن.” (كتبه جوهر محمد الربيع، المدينة المنورة في ٢٥-١٢-١٤٣٨هـ، على ساكنھا أفضل الصلاة والسلام)
خصوم هذه الدعوة:
أوجد الإنجلیزوالأتراك لقب ”الوھابیة” كسبّ دیني لھذه الدعوة المباركة لمصالحھم السیاسیة، ثم تلفقھا منھم أھل البدع والأھواء في أنحاء المعمورة، وزادت افتراءات الشیخ زیني دحلان (-1304ھ) في مكة المكرمة، والمولوي فضل رسول (-1297ھ) و أتباعه في الھند علی ھذه الدعوة الطین بلة والقلب علة، ومازال الجھلة من عامة الناس بل من خاصتھم كذلك متأثرین بتلك الدعات الكاذبة والإقتراءات الباطلة حتی الآن، لأنھم یرون في ھذه الدعوة قضاء علی بدعھم وضلالاتھم وأباطیلھم وخزعبلاتھم التي بھا یتصیدون سفھاء الأحلام، ثم یستغلونھم لتحقیق مآربھم الشخصیة في أوساطھم الجاھلیة بحقائق الأمور.
ومانشأ من الحركات المعاصرة علی غیرمنھج السلف الصالح أیضا يری ھذه الدعوة أكبر عائق في سبیل تحقیق أھدافه المشبوھة باسم الإسلام، فوقعت في ھوّة الخروج والاعتزال وغیرھما من الفتن، وصارت بوقًا لاؤلئك ”المجدّدینات” الذین ینعقون وراء كل ناعق في مشارق الأرض و مغاریھا.
ولإزالة ھذا الغبش حول ھذه الدعوة، والقضاء على ھذه الخصومة الفاجرة ضدھا یتحتم علی الدعاة أن لایتوانوا في توضیح الحق في أي حال من الأحوال ولاتزول ھذه الاقتراءات إلا باستغلال الإعلام المعاصر وتوظیفه في صالح الدعوة إلی الله.
وجدیر بالذكر أنه كما كان ھناك مخالفون لھذه الدعوة المباركة، كذلك كان ھناك موافقون لھا من أول أمرھا في البلاد الأخری أیضا، وأیدوھا في أصعب الأحوال والظروف، وبھذه المناسبة أذكر أھل الحدیث في شبه القارة الھندیة نموذجا لیری كم كان بینھم و بین الملكة العربیة السعودیة من علاقة لوحدة المنھج والعقیدة. وبالله التوفیق.
علاقة أهل الحدیث في شبه القارة الهندیة بالمملكة العربیة السعودیة
(نموذجا)
كانت الھند – ولا تزال- أحوج بلاد الله تعالی إلی التوحید الخالص، لما فیھا من مظاھر الكفر من عبادة الأوثان و الأصنام وغیرھا من جھة، و من مظاھر الشرك من الأضرحة والمقامات التي یعبد أصحابھا من دون الله تعالی من جھة أخری.
في خضم ھذه الظروف المؤسفة الخطیرة، و في ھذه الأوساط البعیدة عن روح الدین الإسلامي، قام أھل الحدیث والسنة والأثر (السلفیون) فی شبه القارة الھندیة بالدعوة إلی التوحید الخالص علی منھاج النبوة، ونادوا للعودة بالأمة إلی الكتاب والسنة علی فھم السلف الصالح فی العقائد والعبادات، والأحكام والمعاملات، والأخلاق والآداب، والسیاسیات والاقتصادیات وغیرھا من أمور المعاش والمعاد، فوجدوا معارضة شدیدة من قبل الخصوم في داخل صفوف المسلمین وخارجھا.
و في ھذه الفترة الدقیقة من الزمن قیّض الله عزّوجلّ الملك عبدالعزیز بن عبدالرحمن الفیصل آل سعود -رحمه الله- (1297-1373ھ) لإعادة كیان دولتھم السعودیة في طورھا الثالث –حرسھا الله تعالی- علی أساس الكتاب والسنة، فتبنّت الدعوة إلی التوحید الخالص، والبعد عن جمیع مظاھر الشرك والوثنیة، والرفض والتصوف، والإلحاد والزندقة التي تكدر نقاوة الإسلام، وتشوه جماله.(1)
ھذه المبادئ وافقت مبادئ أھل الحدیث في شبه القارة الھندیة، التي دعت إلی إعادة الإسلام إلی نقاوته الأولی، و إزالة أنقاض البدع والخرافات التي غشت العقیدة الصحیحة، فواقفوا الملك عبدالعزیز -رحمه الله- لوحدة المنھج والعقیدة، و أیدوه تأییدا تاما في حكمه علی الحجاز حین خالفه الناس من أقطار مختلفة، فتوطدت الصلة بینه و بین أھل الحدیث في الھند.
• وجدید بالذكر أن جذور ھذه العلاقة تمتد إلی ماقبل (فتح الریاض) سنة 1319ھ، حین كان ھو ووالده الأمیر عبدالرحمن بن فیصل آل سعود (1268-1346ھ) في دولة الكویت.
كان للسید عبدالله الغزنوي (2)(1230-1298ھ) (تلمیذ رئیس أھل الحدیث في الھند: السید محمد نذیر حسین المحدث الدھلوي) (3)(1220-1320ھ) اثنا عشر ابنا، كلھم دعاة إلی الله علی منھج السلف الصالح، وكان بینھم العلامة عبدالواحد الغزنوي (4) (-1342ھ)، والعلامة عبدالرحیم الغزنوي یشتغلان بالتجارة، لیستعینا بھا علی الطاعة والعبادة والدعوة، وكانا یجوبان الأقطار في ھذا الشأن، حتی وصلا إلی بعض البلدان العربیة، وقدّر الله أن حصل لھما اجتماع أثناء سفرھما إلی الكویت بالملك عبدالعزیز ووالده الأمیر عبدالرحمن الفیصل آل سعود –رحمھماالله- وتأثر الأمیران بھذین العالمین السلفیین من أھل الحدیث في الھند جدًا، ودرسا علیھما بعض العلوم۔ وقامت بینھم علاقة ودّیة خالصة علی أساس وحدة العقیدة والمنھج.
ولما فتح الملك عبدالعزیز الریاض عاصمة نجد، و جھت إلیھما الدعوة للإقامة في الریاض، فجاءا وبقیا خمس سنوات في نجد، و استفاد منھما في ھذه المدة بعض الأشخاص من آل سعود وغیرھم من أھل نجد(5).
ولما فتح الملك عبدالعزیز الحجاز، و دعا المؤتمر الإسلامي حول الحرمین الشریفین سنة 1926م، فشارك فیه علی دعوة منه من أھل الحدیث السلفیین(6) كل من:
– السید عبدالواحد الغزنوي (7)(-1930م)
– والسید إسماعیل بن عبدالواحد الغزنوي (8) (-1960م)
– والسید داود بن عبدالجبار الغزنوي (9) (-1963م)
– والشیخ عبدالقادر القصوري (10) (-1942م)
– والشیخ أبوالوفاء ثناء الله الأمرتسري (11) (-1948م)
– والحافظ حمیدالله الدھلوي (12) (-1950م) وغیرھم من كبار أھل الحدیث في شبه القارة الھندیة.
و ھؤلاء أیّدوا الملك عبدالعزیز في المؤتمر في كل ماقام به من إصلاحات و تغییرات وھدم للقباب المبنیة علی القبور وغیرھا من المخالفات، في صالح الإسلام والمسلمین، وخاصة في صالح حجاج بیت الله الحرام، و كل ذلك رغم المعارضة الشدیدة من قبل بعض الوفود المشاركة في المؤتمر من الھند وغیرھا من البلاد الإسلامیة. و بھذه المناسبة سخروا جرائدھم و مجلاتھم و خطبھم و محاضراتھم في الھند للتنویة بإصلاحات الملك في الحجاز، و ردّ التُھم التی ألصقت به من قبل الحاقدین من أھل البدع والأھواء.
ولاشك أن الملك -رحمه الله- تأثر كثیرا بموقف أھل الحدیث الحازم المؤید لإصلاحاته في بلاد الحرمین، و بدا ذلك واضحا في معاملته مع أعضاء الوفد. فقد استنصح الشیخ عبدالقادر القصوري (و كان عالما عاملا وقورا مھیبا قوّالا بالحق)، فنصحه نصیحة جامعة في أمور الملك والرعیة والإھتمام بشئون الحرمین، حتی أعجبه صدعه بالحق بكل شجاعة، فطلب منه أن یقیم داعیة و مستشارا له في بلاد الحرمین، أو یأذن أحد ابنیه (محي الدین و محمد علي) أن یقیم ھاھنا، ولكن الشیخ لزھده وتقواه لم یُرد أن یدخل ھو أو أبناؤه في أمور الحكم، فلم یوافق علی ذلك قائلا: إن الھند في أشد حاجة إلینا.
وبما أن عدد المسلمین في شبه القارة الھندیة، كان أكثر من أي منطقة أخری، وكذلك كان عدد حجاجھم إلی بیت الله الحرام في ذلك الوقت. فنظرا إلی أھمیة ھذا الجانب عیّن الملك عبدالعزیز رحمه الله السید إسماعیل بن عبدالواحد الغزنوي سنة 1927م مندوب السعودیة لحجاج الھند، واستمر علی منصبه ھذا نحو ثلاثین سنة، وكان یحج كل عام حتی توفاه الله تعالی سنة 1960م.
ھذه ھي الخطوط العریضة لعلاقة أھل الحدیث في الھند بأسد الجزیرة و موحدھا الملك عبدالعزیز بن عبدالرحمن الفیصل رحمه الله، وقد تجسدت ھذه العلاقة علی أرض الواقع وھي تتلخص في أمور آتیة:
– تأییدھم لحكومة الملك تأییدا تاما حین خالفھا الناس.
– تبادل الرسائل والخطابات لصالح الطرفین.
– تدخل الملك شخصیا في الإصلاح بین جماعة أھل الحدیث عند نشوب الخلاف بینھم.
– إقامة المشاریع الخیریة في بلاد لحرمین.
– لا تزال توجد الوثائق بھذا الصدد، التي ھي محفوظة في طیات جرائد و مجلات أھل الحدیث في شبه القارة الھندیة:
تھنئة أھل الحدیث للملك بمناسبة فتحه الحجاز: بلاد الحرمین
لما رأی الملك عبدالعزیز -رحمه الله- أن حكومة الشریف بمكة المكرمة بلغت في عدوانھا علی الشعب وعلی حجاج بیت الله الحرام علی سواء بسواء، مبلغا لا ینبغی السكوت علیه: فتح الحجاز، لیزیل تلك المخالفات الموجودة في بلاد الحرمین، ویقوم بإصلاحات وتغییرات في صالح الشعب عامة، وفي صالح ضیوف الرحمن خاصة.
وبھذه المناسبة المباركة قدّم أھل الحدیث التھاني القلبیة إلی الملك -رحمه الله-، وھي منشورة في صحیفة ”أھل الحدیث”۔ (الصادرة في 24/ ربیع الأول سنة 1343ھ، الموافق 24/أكتوبر 1924م، ص11)(أھل الحدیث و علاقاتھم بالمملكة: 48-49)
مساعدة أهل الحدیث مادیا ومعنویا:
• ومما یذكر بھذه المناسبة أن الأمیر عبدالله بن عبدالرحمن -رحمه الله- ذكر للشیخ مختار أحمد الندوي (أمیر جمعیة أھل الحدیث سابقا)، والشیخ عبدالصمد شرف الدین الكتبي (خال معالي الدكتور عبدالله بن عمر بن محمد نصیف وجیه جدة)، و كانا قد قدما إلی الریاض في الستینات الماضیة:
"أن باخرتین من الھند وصلتنا إلی میناء جدة بعد أن ولیھا الملك عبدالعزیز، فأمر الملك أخاه عبدالله بن عبدالرحمن –رحمھم الله- باستقبال من فیھا من الرجال وإكرامھم.
قال الأمیر عبدالله: حملت الباخرتان المواد الغذائیة، والنقود الذھبیة، وھي أول مساعدة وصلت من الخارج، بعد دخولنا الحجاز، وعلی ظھر الباخرتین رجال من علماء أھل الحدیث، من ”دلھي” و ”أمرتسر” و ”مُلتان” وغیرھا، وھم مابین الثلاثین و الأربعین، فلما قابلوا الملك عبدالعزیز رحّب بھم وأكرمھم، وقد بایعوه علی السمع والطاعة، وأن الملك ھو إمامھم وأمیرھم”(13).
• وقد ذكر أبوالمكرم السلفي في مخطوطة كتابه: "جھود الملك عبدالعزیز في إقامة دولة التوحید، و ماقام به مؤیدوه من أھل الحدیث في القارة الھندیة” قائلا:
”كانت علاقة أھل الحدیث بالمملك عبدالعزیز آل سعود(ناصر دعوة الشیخ محمد بن عبدالوھاب في العقائد و أصول الدین) وطیدة، و تصدوا للرد علی المطاعن والتھم، والأقاویل المكذوبة علی الدعوة والدولة السعودیة، فلامھم الناس، ورموھم بأنھم عملاء للوھابین، وللملك عبدالعزیز آل سعود، وعلی الرغم من ذلك، مازال أھل الحدیث قائمین علی مارأوه حقا یؤیدونه، و یفندون الدعایات الشائعة ضد الدعوة و صاحبھا، و دولة آل سعود، وتحملوا من أجل ذلك الأذی الذی أصابھم، من بعض المسلمین والمنتسبین إلی الإسلام، الذین یتمیزون من الغیظ والحقد، علی الدولة والدعوة، والتعصب ضدھما(14).
وما كان ھذا الارتباط في العقیدة والدین، من جانب واحد فحسب، وإنما كان لمسئولي الدولة السعودیة، ولأتباع الشیخ محمد بن عبدالوھاب، اھتمام كبیر بجماعة أھل الحدیث، في شئون دینھم و دنیاھم، یدل علی ذلك الوثائق والرسائل التي دارت بین الملك عبدالعزیز و بین جمعیة أھل الحدیث لعموم الھند، والتي قد حفظتھا في أوراقھا صحیفة ”أھل الحدیث” الأسبوعیة الصادرة في ”أمرتسر” و جریدة ”أخبار محمدی” نصف الشھریة الصادرة في ”دلھي”(15).
تبادل الرسائل والخطابات:
ومن الرسائل التي بعثھا الملك عبدالعزیز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- إلی أعیان جماعة أھل الحدیث، ماكتبه إلی الحاج: محمد الدین الدھلوي قائلا:
• ”شفقة إخواننا أھل الحدیث، ھذا مما لاشك فیه، وفّقنا الله وإیاھم لما فیه خیر الدنیا والدین، والثبات علی الحق، ونصر أھله، والرجاء إبلاغھم أزكی تحیاتنا” (16).
• وكتب إلی الشیخ ثناء الله الأمرتسری لشأن رفع الخلاف بینه وبین علماء الغزنویة.
• وقد كانت مصر ترسل كسوة الكعبة المشرفة إلی مكة المكرمة كل سنة، و في سنة 1928م، لم ترسلھا حسب العادة، و ذلك لأجل المضض بین الحكومتین. وفي ھذه السنة بسماح من الملك عبدالعزیز آل سعود -رحمه الله- أعدت الكسوة في الھند، تحت إشراف الشیخ إسماعیل بن عبدالواحد الغزنوي (-1960ه)، والشیخ داود بن عبدالجبار الغزنوي (-1962ه) (من علماء أھل الحدیث من الأسرة الغزنویة –رحمھم الله تعالی-).
• والخطاب موجه من السید عبدالواحد الغزنوي إلی میان عبدالله (17):
وھو یدل علی أن الملك عبدالعزیز -رحمه الله- كان یثق به كثیرا، و یكل إلیه بعض المھمات لأدائھا. و مفاده فیما یلي:
(….إسماعیل (ابن عبدالواحد الغزنوي) ذھب إلی كشمیر لمھمة رسمیة، تعني جمع العمال لنسج كسوة بیت الله.
واسمع أن الملك –أیده الله- یرید أن یقیم مصنع كسوة الكعبة بمكة المكرمة حتی ینتھي انتظار مجیئھا من الخارج كل عام ھذا، والسلام).
(راجع التفصیل عن إقامة مصنع الكسوة في كتاب: صناعة كسوة الكعبة المشرفة في عھد الملك عبدالعزیز: للدكتور ناصر بن علي الحارثي (132-139).
• وكذلك كتب الملك -رحمه الله- الخطاب إلی كافة أھل الحدیث بالھند، لما رأی شیئا من الخلاف فیما بین أعیانھم، یوصیھم و یدعوھم لرفع خلاف بینھم و توحید كلمتھم.
ونصه ما یلي:
بسم الله الرحمن الرحیم
من عبدالعزیز بن عبدالرحمن آل فیصل السعود إلی كافة إخواننا أهل الحدیث –حفظهم الله تعالی-.
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته- وبعد:
فإنی أحمد إلیكم الله الذي لاإله إلا ھو، وأصلي وأسلّم علی خیر أنبیائه، و أساله تعالی لنا ولكم التوفیق لما یحبه ویرضاه.
تعلمون -حفظكم الله- أن التواصي بالحق والصبر من خصائص المؤمنین، وتعلمون أن الله سبحانه وصف المؤمنین بأنھم رحماء بینھم، ومن حرصنا علی جمع كلمتكم لإعلاء شان التوحید في سائر الآفاق ھو الذي یدعونا للكتابة لكم وإنه لیؤلمنا أن نری في جماعتكم أي خور أو ضعف، كما أنه یؤلمنا أن یصيكم أي أذی بأي سبب من الأسباب. وقد رأینا من تتبع أخباركم أن غیركم من الفرق جمعوا كلمتھم ونظّموا صفوفھم للذود عن مصالحھم، وأنتم غیر مبالین في جمع كلمتكم لحفظ شأن جماعتكم، لذا أدعوكم لله، لشمل جماعتكم، وأدعوا قادة الرأي منكم للاجتماع، والعمل لما فیه نشر التوحید والمثابرة علی العمل في ھذا السبیل الذي یعظم الله فیه الأجر، لیكون بذلك الحسنی من صلاح الدین والدنيا، وإن اجتماع كلمة الناس، وتفرق كلمتكم فیه الوھن لصفوفكم والحط من مقام جماعتكم، وھذا مانرجو أن لایكون بینكم، وأسال الله لكم التوفیق في كل ما یُعلي شأنه ویُرضي وجھه الكریم.
حرر في 4/رجب الفرد سنة 1350ھ” (18).
وعقب تلقي ھذه الرسالة الملكیة السامیة قام العلامة ثناء الله الأمرتسري (الأمین العام لجمعیة أھل الحدیث لعموم الھند)، بعقد مؤتمر كبیر في دلھي، حضره كثیر من أھل العلم و أصحاب الفضیلة من شتی الجھات، وأخذوا المرسوم الملكي بغایة الاحترام والتقدیر، وبناء علیه فقد اتفقوا علی أنشاء جمعیات محلیة لأھل الحدیث في كافة أصقاع الھند وإلحاقھا بجمعیة أھل الحدیث لعموم الھند بدلھي المعروفة آنذاك بـ” مؤتمر اھل الحدیث لعموم الھند”
(All India Ahle Hadees Conference).
قصيدة في مدح ابن سعود و خلع شريف مكة للشيخ إعجاز احمد السهسواني(19)
تأبى قبول الھدی من أھل معرفة
وتستمر علی غيّ وتسعدي
زاغت قلوبھم عن منھج وسطٍ
وشنعوا كل حامي الحق من حقدِ
و أحدثوا بدعا في الدین واھیة
وعاندوا كل من یدعو إلی الرشدِ
دعوا ھواھم إلھا یخضعون لھا
كانھم أعرضوا عن واحد فردِ
یدعون أھل قبورٍ في حوائجھم
فیجعلون لرب الناسِ من ندِ
یبنون فوق قبورالناس أبنیة
ویشھدون لھا كالعید بالقصدِ
مقابر جعلوھا كعبة لھم
أھل الھوی فھي كالأوثان والبدِّ(20)
أضحت معالم دین الله طامسة
فلا یرون لھا حقّا علی العبدِ
لما فشت عند بیت الله فتنته
فجاء مكة سلطان من النجدِ
لله آل سعود جدّ جدّھم
كواكب طلعت من مطلع سعدِ
منھم أمیرھم عبدالعزیز بدت
جیوشه في زحام الحرب كالأسدِ
فتی حمی حوزة الإسلام صارمه
وذبّ عن حرم البطحاء بالجندِ
جھادھم في سبیل الله دینھم
والموت عندھم أحلی من الشھدِ
قوّمت یا ابن سعود كلّ ذي عوج
بالرمح والسیف ماضي النصل والحدِّ
ھزمت جمعھم في كل معركة
من بعد ماكان سیف الحق في الغمدِ
یاحجة الله في الأرضین قاطبة
أحییتَ دینا فأنت القائمُ المھدي
أطفأت في الحرمین الأكرمین لظی
نار الفساد بماء الصارم الھندي
الترحيب بسفير المملكة العربية يوسف الفوزان و بيان عظمة جلالة الملك سعود الاول ادام الله دولته وبيان شجاعة عساكره وتبدينهم.
یالیتني رحت من داری إلی الحرمِ
فطفت بالبیت بیت الله ذي الكرمِ
اجتاب حزنا سھلا في مسالكه
ماعاقني عنه منع المانع الخصمِ
بیت بناه خلیل الله ذوشرف
أعزّ كل مكان العُرب والعجمِ
مطاف سید كل الناس قاطبة
ومقصد الناس من حلّ و من حرمِ
إذا دعاالله داع یستجاب له
ھنا و یغفرذنب الآثم الندمِ
بشرى لنا إذ أتانا من ھنا رجل
بطیب عھد رسول الله ذي الحرمِ
قلنا له مرحبا فأنزل بمنزلنا
یاراكب الناقة الوخّادة الرُسُمِ
أعزنا یوسف الفوزان مكرمة
إذ جاء مجلسنا والناس في غممِ
أھلا و سھلا به من قادم ندس
مدبر سائس بالحزم والحِكمِ
مع اشتغال أمور الناس مشتغلٌ
بطاعة الرب في الأنوار والظلمِ
سفیر آل سعود في سیاستھم
یأتي بمرضاتھم في كل أمرھمِ
حب النبي وحب الله مذھبه
سوا ھما عنده ممجوج كل فمِ
راعی الحجاز علیه امتنّ مرحمة
برفع رتبته فالیوم ذا لسمي
ملیك نجد إمام عادل رؤف
ولیس من دأبه جور علی الأممِ
ھوالذی لم یخف في الله لائمه
ولاعدوا حقودًا ضارب القممِ
له عساكر ماخافوا الممات إذا
لاقوا عدوًا فخاضوا كل مقتحمِ
ھم الأسود غضابا عند صولتھم
علی العدوّ مع المصقولة الخدمِ
وھم صعالیك إذ یُحیون لیلتھم
یدعون ربّھم في شدّة الظلمِ
تراھم یذكرون الله أنھم
یخشون ربّھم مع كل عجزھمِ
أیاملیك أیاحزب الإله لكم
حظ عظیم من الرحمن ذي النعمِ
صنتم دیار نبي الله من فتن
كانت بدت من لصوص أو حریق دمِ
جزاكم الله خیرا عن جماعتنا
وصنتم من جمیع الشرّ إن یرمِ
عموا صباحا وكونوا في العلا شرفا
یاعصبة الحق في حلّ و في حرمِ
عبدالغفور المقلب بملا فاضل بسكوهر ضلع بستي، يوبي الهند.
خاتمة:
تبین من ھذا السرد التأریخي المدعوم بالوثائق المنشورة في الجرائد والمجلات في ذلك الوقت، مدی علاقة أھل الحدیث في شبه القارة الھندیة بالدولة السعودیة الثالثة التي شیدھا موحد الجزیرة الإمام الملك عبدالعزیز بن عبدالرحمن الفیصل آل سعود -رحمه الله- قبل أكثر من قرن، وقامت ھذه العلاقة علی أساس وحدة العقیدة والمنھج، والتمسك بالتكاب والسنة علی منھج السلف الصالح، وتنفیذ شرع الله تعالی في الدولة.
ولكن المرجفین من أھل البدع والأھواء في القارة الھندیة یقلّلون أھمیة ھذه العلاقة الوطية الصادقة الآن، بربطھا بالمصالح الدنیویة والأغراض المادیة، ویتغاضون عن ھذا التأریخ المشرق الممتد إلی قرن كامل، وھو بمثابة صفعة مدویة علی وجوھھم۔ فھل من معتبر!
وقد استمرت ھذه العلاقة الوطیدة بعد رحیل الملك عبدالعزیز -رحمه الله-، ولم تتأثر بتغیرات الظروف المحلیة والدولیة، ولم یعكر صفوفھا الأزمات والنكبات، التي مني بھا أھل الحدیث في داخل القارة الھندیة وخارجھا، بل زادت صفاء وإشراقا بمرور الزمن، لأنھا كانت لله وفي الله. وماكان لله دام واتصل وما كان لغیره انقطع وانفصل.(علاقة أھل الحدیث في شبه القارة الھندیة بالمملكة العربیة السعودیة وغیرھا من الدول العربیة، لصلاح الدین مقبول أحمد- عارف جاوید المحمدي)
الحواشي:
(1) إن الدعوة السلفیة التي جدّدھا الإمام محمد بن عبدالوھّاب (1115-1206ھ) رماھا خصومھا بالوھابیة، و قد رد الملك عبدالعزیز علی ھذه النسبة وھو یخطب بالحجیج سنة 1347ھ الموافق 11/5/1929م، یقول: ((یسمّوننا الوھابیة، ویسمون مذھبنا الوھّابي باعتبار أنه مذھب خاص، نحن لسنا أصحاب مذھب جدید أو عقیدة جدیدة، ولم یأت محمد بن عبدالوھاب بالجدید، فعقیدتنا ھي (عقیدة السلف الصالح) التي جاءت في كتاب الله و سنة رسوله، نحن نحترم الأئمة الأربعة……كلھم محترمون في نظرنا، إننا لانبغی التجدید الذي یفقدنا و عقیدتنا)) دعوة شیخ الإسلام ابن تیمیة و أثرھا في الحركات الإسلامیة المعاصرة: لصلاح الدین مقبول أحمد:1/133- ط. ابن الأثیر- الكویت)
حتی غولتسیھر المستشرق المجري الیھودي اضطر أن یقول في كتابه (العقیدة والشریعة): ((…..فغایة الوھابیة ھي إعادة الإسلام كما كان)) وجاء في (دائرة المعارف البریطانیة): ((الوھابیة اسم لحركة التطھیر في الإسلام، والوھابیون یتبعون تعالیم الرسول وحده، و یھملون كل ما سواھا، و أعداء الوھابیة، ھم أعداء الإسلام الصحیح)) (المصدر المذكور). ((والفضل ماشھدت به الأعداء)).
(2) ((ھو العلامة الزاھد الساعي في مرضاة الله، المؤثر لرضوانه علی نفسه وأھله وماله. و قد نصر السنة المحضة في أفغانستان، فأجلی إلی الھند، واستوطن في أمرتسر في ولایة فنجاب الھندیة. وترك أولادا وتلامیذ كانوا علی خطاه في العلم والزھد، ومن المشتغلین بالتدریس والإفادة، والتصنیف والإفتاء، والدعوة إلی الكتاب والسنة، ونشرالتوحید الخالص، ونصرالسنة النبویة. وكان لھم فضل السبق في التعریف بكتب شیخ الإسلام ابن تیمیة، وتلمیذه الإمام ابن قیم الجوزیة، وإمام الدعوة محمد بن عبدالوه_اب –رحمھم الله تعالی- في الھند، وكذلك فی تأیید حكومة الملك عبدالعزیز -رحمه الله- من حین فتحه الریاض إلی فتحه الحجاز (تأریخ أھل الحدیث للسیالكوتي: ص445))
(3) ھو العلامة المحدث الذي درّس الحدیث في دھلي أكثر من سبعین سنة، وانتشر سنده في نجد والحجاز بواسطة تلامذته، منھم:
1- الشیخ إسحاق بن عبدالرحمن حسن بن الشیخ المجدد محمد بن عبدالوھاب (1276-1319ھ).
2- الشیخ سعد بن العلامة حمد بن عتیق (1279-1349ھ).
3- وأخوه الشیخ عبدالعزیز بن حمد بن علی بن عتیق (1277-1359ھ).
4- الشیخ المعمر علی بن ناصر بن وادي (1273-1361ھ).
5- الشیخ فوزان بن سابق بن فوزان (1275-1373ھ).
6- الشیخ علي بن ماضي (نجد).
7- الشیخ عبدالله بن سعد من علماء (نجد).
8- القاضي محمد بن ناصر بن مبارك من علماء نجد.
9- الشیخ عبدالرحمن بن محمد بن عون النعماني الحجازي.
10- والشیخ عبدالله بن إدریس الحسیني المغربي – وغیرھم – رحمھم الله تعالی- (جھود مخلصة في خدمة السنة المطھرة” للدكتور عبدالرحمن الفریوائي (165-171).
(4) راجع ترجمتھما المختصرة في ”جھود مخلصة”: (ص109).
(5) دعوة شیخ الإسلام (تقدیم الشیخ عبدالحمید الرحماني): (1/38)، تأریخ أھل الحدیث، للسیالكوتي، ص:448)
(6) راجع تراجم ھؤلاء الأعلام في ”جھود مخلصة” للدكتور الفریوائی.
(7) تقدم ذكره آنفا بأنه مع أخیه لقي الملك عبدالعزیز في الكویت قبل فتح الریاض.
(8) عینه الملك عبدالعزیز مندوب السعودیة لحجاج الھندك؛ فقام به أكثر من ثلاثین سنة، وكان یحج كل عام ویلتقي مشایخ نجد والحجاز. وله رسائل موفقة في التعریف بدعوة الإمام محمد بن عبدالوھاب، والإشادة بإصلاحات الملك عبدالعزیز في الحجاز، والدفاع عن حكومته. منھا: ”استقلال الحجاز”، و ”إصلاحات الحجاز” و ”الملك عبدالعزیز و خدمة الحرمین الشریفین”، و ”التحفة الوھابیة” وھي ترجمة أردیة لكتاب ”الھدیة السنیة” للشیخ سلیمان بن سحمان رحمه الله، نشرھا سنة 1927م.
(9) السید داود ھو ابن أخی السید عبدالواحد، وقد اكتسب شھرة عظیمة في الأوساط العلمیة والسیاسیة في شبه القارة الھندیة، بجھوده المتضافرة لنشر السنة والسلفیة، و تنظیم صفوف السلفین، والمساھمة في حركة تحریر الھند من براثن الاستعمار البریطاني، وكانت له مواقف مشرفة لنصرة دعوة التوحید في المملكة عن طریق ”جمعیة أھل الحدیث” ومجلة ”التوحید” الأسبوعیة التي كانت تصدر تحت إشرافه، وألّف رسالة ”تحفة نجد” قال في مقدمتھا: ”إن ماقام به الملك عبدالعزیز في الحجاز من الإصلاحات والتعدیلات لیس لھا نظیر في العصور الماضیة علی الأقل، والتي لاینساھا المسلمون أبدا”.
(10) كان من قادة أھل الحدیث في الھند، وله دور بارز في تحریر الھند من الاستعمار البریطاني، كان شجاعا ذا ھیبة ووقار ودین، وله مواقف مشرفة في تأیید الملك عبدالعزیز رحمه الله.
(11) الشیخ ثناء الله -رحمه الله- عین أول أمین عام لجمعیة أھل الحدیث لعموم الھند، بعد إنشائھا في دیسمبر سنة 1906م. و أصدر جریدة ”أھل الحدیث” الأسبوعیة في نوفمبر سنة 1903م، وھي لاتزال تصدر في دلھي في ذكراه. كان خطیبا مصقعا و مناظرا قدیرا، و كاتبا جریئا. و قد ضیق الخناق علی المیرزا غلام أحمد القادیاني، فباھله القادیاني سنة 1907م، بورقة مكتوبة بأن یموت الكاذب منھما في حیاة الصادق منھما، فوقّع علیھا الشیخ موافقا؛ فمات القادیاني في مایو سنة 1908، و عاش الشیخ الأمرترسری -رحمه الله- بعده بنحو إحدی و أربعین سنة.
وفي المؤتمر الإسلامي بالحجاز الذي شارك فیه كمندوب خاص لجمعیة أھل الحدیث بالھند، قدم اقتراحا لإنشاء مصلحة مستقلة للحج، فوافق الحضور علی ذلك إجماعا. أما دفاعه عن دعوة التوحید في المملكة وعن ملكھا فلایحتاج إلی بیان، و صفحات جریدته الأسبوعیة ”أھل الحدیث” أكبر شاھد علی ذلك. و من الرسائل التي قام بتألیفھا في ھذا الباب: ”نظرة علی الحركة الوھابیة” و ”نظرة علی مسائل الحجاز”، و ”التحفة النجدیة”، و ”موقف علي و إخوانه و مؤتمر الخلافة من الملك عبدلعزیز”، و ”رسالة نجد”، و ”إصلاح الإخوان علی ید السلطان” وغیرھا -فرحمه الله رحمة واسعة-.
(12) الحافظ حمیدالله (والد الحافظ محمد یحیی الأمیر السابق لجمیعة أھل الحدیث بالھند) كان من الأثریاء الأجواد المنفقین في سبیل الله عزوجل، له أیاد بیضاء في مساعدة جماعة أھل الحدیث، و كان أمین الصندوق للجمعیة، و كان له دور فعّال في إنشاء دارالحدیث المدنیة والمكیة، و یروي ابنه المذكور بأن والده مول مشروع كسوة الكعبة التي أرسلت من الھند فی سنة من السنوات بسماح من الملك عبدالعزیز -رحمه الله- وقدم إلیه الملك مصحفا مخطوطا بخط الید، وهو محفوظ عند ابنه الحافظ محمد یحیی حتى الآن.
(13) مجلة ”البلاغ” الاردیة (مارس 1996م ص38) مقال الشیخ مختار أحمد الندوي رحمه الله.
(14) یراجع ھذا الكتاب بعد طبعة المسودة ص 20.
(15) كتاب جھود الملك عبدالعزیز –المسودة- ص 23-29.
(16) رابطة ظفر علی خان و مسلمي الھند مع الملك عبدالعزیز (ص28-29).
(17) كان میان عبدالله بن میان محمد صدیق (كوندلانواله –كوجرانواله-باكستان) من تلامذة الإمام عبدالجبار الغزنوي، ذا ثروة وسیرة عطرة، وكانت له صلة قویة بجماعة المجاھدین من أھل الحدیث الذین كانوا یحاربون السیخ والإنجلیز علی الحدود.
وبما أنه تتلمذ علی الإمام عبدالجبار الغزنوي كان علی صلة بعلماء الأسرة الغزنویة ومنھم الشیخ عبدالواحد الغزنوي الذی وجه إلیه ھذا الخطاب، و خاطبه بالأخ المكرم.
وقد تربى العلامة المحدث الحافظ محمد الغوندلوي بعد وفاة أبیه في كنف میان عبدالله۔ وھو بدوره ھیأ للحافظ أن یدرس عندالإمام عبدالجبار الغزنوي، و بعد ماتخرج بدأ یدرس في المدرسة التي أنشاھا میان عبدالله. و في ھذه المدرسة تتلمذ علی الشیخ الحافظ محمد الغوندلوي بعض علماء أھل الحدیث المعروفین، و منھم:
– العلامة محمد عطاء الله حنیف الفوجیانی (صاحب التعلیقات السلفیة علی سنن النسائي).
– الحافظ عبدالله البدھیمالوي.
– الحافظ محمد إسحاق وغیرھم –رحمه الله تعالی-.
(18) انظر صحیفة ”أھل حدیث” الصادرة في أمرتسر، لعددھا 18/دیسمبر1931م.
(19) ”أخبار محمدي” الصادرة من دلھي ص(1) ج(7) عدد(2)- 26/ربیع الثانی 1348ھ 1/اكتوبر 1929م
(20) بودھا (بوذا) صنم لأھل الھند یعبدونه.
Leave a Reply