[إننا أضفنا هذا القسم لنشر الخطب ولاسيما خطب الجمعة، وننشرها إن شاء الله بين فَينة وأخرى حول مواضيع هامة مختلفة بمناسبة ودون مناسبة، تعميمًا للفائدة وتيسيرًا للمشتغلين بمضمار الدعوة والإرشاد. ألقيتْ هذه الخطبةُ في الجمعة السابقة في مسجد الملحقية الثقافية بسفارة المملكة العربية السعودية، بنيو دلهي، لما يوجد في الهند من سبِّ الصحابة الكرام والطعن فيهم، والنيل من أعراضهم علنًا وجهرًا في هذا الشهر، شهر الله المحرم، من قِبل بعض الفرق المنتسبة للإسلام. ننشرها أداء لبعض ما يجب علينا من حقوق نحو الدفاع عن هذا الجيل المبارك والذود عن حياضهم، والخطبةُ مشكَّلةٌ تسهيلًا وتيسييرًا، نسأل الله سبحانه وتعالى القبول. (الإدارة)].
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى. وبعد:
قال الله تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم} [التوبة:100]
أيها الناس:
إنَّ الله سبحانَه وتعالى حفِظَ هذا الدينَ بواسطة الصحابةِ الكِرامِ الذين عاشُوا في كنفِ أفضلِ البـريّةِ رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّمَ، وهم أفضلُ خلقٍ بعدَ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على وجهِ الأرضِ مع اختلافِ درَجاتِهمْ، وهم الذين بلَّغوا الرسالةَ، وأدَّوا الأمانةَ، بكلِّ إخلاصٍ وإيمانٍ، فرضي اللهُ عنهم ورضُوا عنه.
فإنَّ مِن عقيدةِ أهلِ السنةِ والجماعةِ: حبَّ أصحابِ رسولِ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قال الطحاويُّ الحنفي رحمه الله: «ونحبُّ أصحابَ رسولِ اللَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ولا نُفرِطُ في حبِّ أحدٍ منهم، ولا نتبـرَّأُ من أحدٍ منهم، ونُبغِضُ مَن يُّبغضُهم، وبغير الخيرِ يذكرُهم، ولا نذكُرهم إلا بخيرٍ، وحبُّهم دينٌ وإيمانٌ وإحسانٌ، وبغضُهم كفرٌ ونفاقٌ وطغيانٌ». [شرح العقيدة الطحاوية (2/ 689)]
لذا نحبُّ ـ نحن أهلَ السنةِ والجماعةِ ـ أصحابَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم، ونفضِّلُهمْ على جميعِ الخَلْقِ بعدَ الأنبياءِ عليهمُ السَّلامُ، ونُثنِيْ عليهمْ، ونترضَّى عنهمْ، ونستغفِرُ لهمْ. وذلك لأسبابٍ:
أولا: لأنهم خيـرُ القرونِ في جميعِ الأُمَمِ؛ روى البخاريُّ ومسلمٌ في صحِيْحَيْهِمَا من حديثِ عبدِ اللَّهِ رضي اللهُ عنه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: «خَيْرالنَّاسِ قَرْنِي، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ». [البخاري:2652، ومسلم:2533].
ثانيًا: هُم الواسِطَةُ بينَ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وبينَ أمَّتِه، فعَنهمْ تَلَقَّتِ الأمَّةُ الشريعةَ.
قال تعالى مُثنيًا عليهمْ: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيم (100)} [التوبة].
وقال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا} [الفتح:29]. وقال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [الفتح: 18].
وفي الصَّحيحَينِ من حديثِ أبي سعيدِ الخدريِّ رضي اللهُ عنه قال: قال النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَلَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا، مَا بَلَغَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلَا نَصِيفَهُ». [البخاري:2673، ومسلم:2543].
قالت عائشة رضي الله عنها – عندما قيل لها: إنَّ ناسًا يَنالُون من أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، حتى أبا بكر وعمر – فقالتْ: وما تَعْجَبُونَ مِن هذا ؟! انقطعَ عنهمُ العملُ، فأحَبَّ اللَّهُ أنْ لا ينقَطِعَ عنهمُ الأجـرُ.[جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد لابن الفاسي المالكي بتحقيق أبي علي سليمان بن دريع (2/249)، وجامع الأصول في أحاديث الرسول لابن الأثير الجزري الشيباني بتحقيق عبد القادر الأناؤوط (8/554)، وقد عزى الحافظ ابن تيمية في المنهاج (1/153)، وابن أبي العز في شرح العقيدة الطحاويية (530) هذا الأثر إلى صحيح مسلم، ولكن لم أعثر عليه مع التتبع الكثير، والله سبحانه وتعالى أعلم.
قلت: قد نبه عليه الشيخ الألباني في التعليق على متن العقيدة الطحاوية بأنه قد وهم فيه، هو ليس في صحيح مسلم.]
وروىَ الإمامُ أحمدُ في فضائلِ الصَّحابةِ عن ابنِ عمرَ أنه قالَ: «لَا تَسُبُّوا أَصْحَابَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فَلَمُقَامُ أَحَدِهِمْ سَاعَةً، خَيْرٌ مِنْ عبادة أَحَدِكُمْ أَربَعِينَ سَنَةً».[أخرجه الإمامُ أحمدُ في فضائلِ الصحابةِ، رقم (20)، وقال محقِّـقُه: إسنادُه صحيحٌ].
قال عبدُ اللَّهِ بنِ مسعودٍ رضي اللهُ عنه: إنَّ اللَّهَ نَظَرَ في قلوبِ العبادِ، فوجَدَ قلبَ محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم خيـرَ قلوبِ العبادِ، فاصطفاه لنفسِه، فابتَعَثَه برسالتهِ؛ ثم نَظَرَ في قلوبِ العبادِ بعدَ قلبِ محمدٍ، فوَجَدَ قلوبَ أصحابِه خـيرَ قلوبِ العبادِ، فجَعَلَهُمْ وُزَرَاءَ نبيِّهِ، يُقاتِلونَ على دينِه. [أخرجه الإمامُ أحمدُ في مُسْنَدِه، برقم 3600، وقال محققوه: إسنادُه حَسَنٌ].
أيها الإخوة في الله:
لقد ورَد الوعيدُ الشديدُ فيمن آذَىَ أصحابَ النبيِّ صلى الله عليه وسلَّمَ في الكتابِ والسنةِ، قال اللهُ تعَالَى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّـهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [سورة التوبة:٦١]
وعن عبدِ اللهِ بنِ مُغفَّلِ المُزَنيِّ _ رضي الله عنه _ قالَ : قال رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم- «اللهَ اللهَ في أصحابي، اللهَ اللهَ في أصحابيْ لا تتخِذُوهم غَرَضًا بعدِيْ، فمَن أحبَّهم فبِحُـبِّي أحبَّهم، ومَن أبغَضَهُمْ فبِبُغْضِيْ أبغَضَهُمْ ومَنْ آذَاهم فقد آذاني، ومَنْ آذاني فقد آذَى اللهَ، ومَنْ آذَى اللهَ فيُوشِكُ أنْ يأخذَهُ» [أخرجه الترمذيُّ، أبواب المناقب، باب فيمن سبَّ أصحابَ رسول الله (3862)، وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ، لاَ نَعْرِفُهُ إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ. وأخرجه أحمد في مسنده (20549)، وفي فضائله (1،2،3)، وضعَّفهُ الشيخُ الألبانيُّ في السِّلسِلةِ الضعيفةِ (2901)].
قال المناويُّ _ رحمه الله تعالى _ (اللهَ اللهَ في حقِّ أصحابِيْ) أي اتقُوا اللهَ فيهمْ ، ولا تَلْمِزُوهم بسُوءٍ، أو اذكُروا اللهَ فيهمْ وفي تعظِيمِهم وتوقيـرِهِم، وكرَّره إيذانًا بمزيد الحثِّ علىَ الكفِّ عن التعرُّضِ لهمْ بِمَنقَصٍ (لا تَتَّخِذُوهمْ غَرَضًا).
وعنِ ابنِ عباسٍ _ رضي اللهُ عنهما ـ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ – صلى الله عليه وسلم – (مَنْ سبَّ أصحابي فعليه لعنةُ اللهِ والملائكةِ والناسِ أجمعينَ). [أخرجه الطبرانيُّ في الكبير (12/142)، حسَّنه الألبانيُّ رحمه الله في «الصحيحة»:2340].
فقد رَوَىَ البخاريُّ ومسلمٌ في صحِيْحَيْهِمَا من حديثِ البـراءِ رضي اللهُ عنه: أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال في الأنصار: «لا يُحِبُّهُمْ إِلَّا مُؤْمِنٌ، وَلَا يُبْغِضُهُمْ إِلَّا مُنَافِقٌ؛ مَنْ أَحَبَّهُمْ أَحَبَّهُ اللَّهُ، وَمَنْ أَبْغَضَهُمْ أَبْغَضَهُ اللَّهُ» [البخاري:3783، ومسلم:75]
قال أبو زُرعةَ الرازيُّ: إذا رأيتَ الرجلَ ينتَقِصُ أحدًا مِن أصحابِ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فاعلمْ أنه زِنديقٌ، وذلك أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عندنا حقٌّ، والقرآنَ حقٌ؛ وإنما أدَّىَ إلينا هذا القرآنَ والسُنَنَ: أصحابُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وإنما يريدونَ أن يَجْـرَحُوا شهودَنا: ليُبطِلوا الكتابَ والسنةَ، والجرحُ بهم أولىَ، وهُم زنادقة. [الإصابة لابن حجر: 1/11].
عبادَ الله:
نَختِم قولَنا بما قالَ شيخُ الإسلام ابنُ تيميةَ _ رحمه اللهُ تعالى _ «وَيُمْسِكُونَ عَمَّا شَجَرَ بَيْنَ الصَّحَابَةِ… وَيَقُولُونَ: إِنَّ هَذِهِ الْآثَارَ الْمَرْوِيَّةَ فِي مَسَاوِيهِمْ: مِنْهَا: مَا هُوَ كَذِبٌ.. وَمِنْهَا: مَا قَدْ زِيدَ فِيهِ وَنُقِصَ، وَغُيِّرَ عَنْ وَجْهِهِ. وَالصَّحِيحُ مِنْهُ: هُمْ فِيهِ مَعْذُورُونَ: إِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُصِيبُونَ، وَإِمَّا مُجْتَهِدُونَ مُخْطِئُونَ. وَهُمْ مَعَ ذَلِكَ لَا يَعْتَقِدُونَ أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ مَعْصُومٌ عَنْ كَبَائِرِ الْإِثْمِ وَصَغَائِرِهِ، بَلْ يَجُوزُ عَلَيْهِمُ الذُّنُوبُ فِي الْجُمْلَةِ.
من مناقبِ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: وَلَهُمْ مِنَ السَّوَابِقِ وَالْفَضَائِلِ مَا يُوجِبُ مَغْفِرَةَ مَا يَصْدُرُ مِنْهُمْ إِنْ صَدَرَ .. حَتَّى إِنَّهُ يُغْفَرُ لَهُمْ مِنَ السَّيِّئَاتِ مَا لَا يُغْفَرُ لِمَنْ بَعْدَهُمْ، لِأَنَّ لَهُمْ مِنَ الْحَسَنَاتِ الَّتِي تَمْحُو السَّيِّئَاتِ مَا لَيْسَ لِمَنْ بَعْدَهُمْ.. وَقَدْ ثَبَتَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّهُمْ خَيْرُ الْقُرُونِ» .. وَأَنَّ «الْمُدَّ مِنْ أَحَدِهِمْ إِذَا تَصَدَّقَ بِهِ؛ كَانَ أَفْضَلَ مِنْ جَبَلِ أُحُدٍ ذَهَبًا مِمَّنْ بَعْدَهُمْ» .. ثُمَّ إِذَا كَانَ قَدْ صَدَرَ عَنْ أَحَدِهِمْ ذَنْبٌ؛ فَيَكُونُ قَدْ تَابَ مِنْهُ أَوْ أَتَى بِحَسَنَاتِ تَمْحُوهُ، أَوْ غُفِرَ لَهُ بِفَضْلِ سَابِقَتِهِ، أَوْ بِشَفَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِينَ هُمْ أَحَقُّ النَّاسِ بِشَفَاعَتِهِ. أَوْ ابْتُلِيَ بِبَلَاءٍ فِي الدُّنْيَا كُفِّرَ بِهِ عَنْهُ .. فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي الذُّنُوبِ الْمُحَقَّقَةِ؛ فَكَيْفَ بِالْأُمُورِ الَّتِي كَانُوا فِيهَا مُجْتَهِدِينَ: إِنْ أَصَابُوا؛ فَلَهُمْ أَجْرَانِ، وَإِنْ أَخْطَأُوا؛ فَلَهُمْ أَجْرٌ وَاحِدٌ، وَالْخَطَأُ مَغْفُورٌ .. ثُمَّ الْقَدْرُ الَّذِي يُنْكَرُ مِنْ فِعْلِ بَعْضِهِمْ قَلِيلٌ نَزْرٌ مَغْمُورٌ فِي جَنْبِ فَضَائِلِ الْقَوْمِ وَمَحَاسِنِهِمْ، مِنْ: الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِهِ، وَالْهِجْرَةِ، وَالنُّصْرَةِ، وَالْعِلْمِ النَّافِعِ، وَالْعَمَلِ الصَّالِحِ .. وَمَنْ نَظَرَ فِي سِيرَةِ الْقَوْمِ بِعِلْمٍ وَبَصِيرَةٍ، وَمَا مَنَّ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِمْ مِنَ الْفَضَائِلِ؛ عَلِمَ يَقِينًا أَنَّهُمْ خَيْرُ الْخَلْقِ بَعْدَ الْأَنْبِيَاءِ.. لَا كَانَ وَلَا يَكُونُ مِثْلُهُمْ .. وَأَنَّهُمْ هُمْ صَفْوَةُ الصَّفْوَةِ مِنْ قُرُونِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، الَّتِي هِيَ خَيْرُ الْأُمَمِ وَأَكْرَمُهَا عَلَى اللَّهِ». [العقيدة الواسطية، ص:122].
أيها الإخوة:
إنَّنَا نَرىَ في هذا الزمانِ ونحنُ نَتَحدَّثُ عنْ شبهِ القارَّةِ الهنديةِ أنَّ عددًا منْ أهلِ السُّنةِ سلكَ سبيلَ الـرَّوافضِ في سبِّ الصَّحابةِ الكِرامِ وشَتْمِهِمْ، وذلكَ مِن غيـرِ أنْ يشعُروا، إنَّما هو مرضٌ فتَّاكٌ وداهيةٌ خطيـرةٌ، تُهدِّمُ قواعدَ الإسلامِ وأساسَه، فلْيَحذَرِ الذينَ يُخالفُونَ عنْ أمرِهِ أنْ تُصِيْبَهُمْ فتنةٌ أو يُصيبَهمْ من عذابٍ أليمٍ. فالحذرَ الحذرَ أيُّها الإخوةُ فإنه ما يَلفِظُ منْ قولٍ إلا لديه رقيبٌ عَتيدٌ، ونحن نعيشُ في زمنٍ اختلطَ الحابلُ بالنَّابِلِ، يجِبُ علينَا الدِّفاع عن الصحابةِ الكِرامِ والذَّودِ عن حياضِهمْ، فإنَّ الدِّفاعَ عنهمْ دفاعٌ عن الشَّريعةِ الإسلاميةِ المطهَّرةِ وحفاظٌ علىَ الدينِ الذي نتمسَّكُ به.
{.. رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ، وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ} [الحشر: 10].