إلى جامعتي الأم؛ الجامعة السلفية، بنارس

عبدالرحمن عبدالرزاق الإنتاج الأدبي الشعري

[إننا خصَّصْنا هذه الصفحة لطلبة المعاهد والمدارس والجامعات وطالباتها، بُغيـةَ أداء بعض ما يجب علينا من حقوق نحو تدريبهم على الكتابة العربية وإتاحة الفرصة لإبداء خواطرهم وإكساء هواجسهم وأحاسيسهم أكسية الألفاظ ـ نثـرًا ونظمًا ـ ، وننشـرها ـ بإذن الله تعالى ـ بعد تصحيحات يسيـرة للأخطاء دون التعرُّض لبِنيتها وهيكلها، تحريضًا واستحثاثًا على المواصلة والاستمرار والتقدم، وهكذا سوف نظفر بأن نرى ـ إن شاء الله ـ طائرة الحلم تتحلق في سماء الواقع، حلم إطلاق المجلة وتحقيق أهدافها. هذا، وإننا متفائلون جدًا من الأخ عبد الرحمن بن عبد الرزاق الطالب في الجامعة السلفية ببنارس الهند على قرض هذه الأبيات على هذا المستوى، بارك الله فيه ونفع به، إننا شكَّلناها تقريبًا للفهم، ونسأل الله سبحانه وتعالى لنا وله وللجميع التوفيق والسَّداد، آمين (المباركفوري)].

ما لعينيّ كحَلتْ بالسُّهادِ

ولِـجَنبِيْ نابيًا عن وِسـاديْ


لا أذوقُ النومَ إلا غِـرارًا

مثلَ حشـرِ الطيـرِ ماءَ الثِّمادِيْ


ألمًا نادىَ الوَداعُ باسْمِيْ

وأطار بلُبِّي طائرًا كان في جَنَانيْ؟


وإنّي لأهوَاها والاستفادةَ منها

كما يُهوىَ الشـرابُ المبـرَّدُ الغَليليْ


علاقةُ حبِّها في عُنْفُوانِ الشبابِ

فما يَزدادُ إلا تجدُّدًا في وِدَاديْ


آهْ مِن الحُبِّ! آهْ مِن جامِعَتيْ!

نادِ الأَسَىَ بالجَمْرِ كرمي فُـؤادِيْ


جعلتُ كـفِّيْ علَى فُـؤادِيْ

مِن زَنْدِ البَيْنِ فانْطوَيتُ على يديْ


يديْ بِـحَبلِ التَّلْمَذَةِ معلَّقةٌ

فإنَّ قطعَ التَّلمَذَةِ قطعتْ يديْ


كأنَّ قلبيْ إذَا ذكَـرتِ البَيْنَ

فريسـةً بين ساعِديْ أسديْ


إذ سمعتُ ذكـرَ الفِراقِ

تقطَّعتْ علائقيْ مِن خوفٍ وَّألَميْ


أُذريْ الدُّموعَ كذيْ سُقْمٍ

حشوه الهمُّ والغمُّ مَلأ وسطِيْ


كيف ليْ بالسُّلُوِّ عنكَ وقلبيْ

يُضامرُهُ وما سُقمٌ يُخامرُ إلا وَداعيْ


ياربِّ! لولا أني متفـرِّغٌ

ما أطْيَبَ في حِضنِها أبقَى


لو وجدتُ على الفِراقِ سبيلًا

لأذقتُ الفراقَ طعمَ بعديْ


فأنا أبكيْ من الفِراقِ

فهل تَبكيْ كما أبكيْ


بيضاءُ باركَـها الجليلُ

وصاغتْنِيْ بلَبانِها، وأدقَّتْنِيْ وأجْلَتْنِيْ


أنت السَّماءُ الذيْ ظِلُّها بزوا

لها أعقَبه الجهلُ الصَّيْلَمُ، أظلَّتْنِيْ


أنت الصَّباحُ الذيْ نورُهُ بهِ

يَنْجَليْ الجهلُ المُظِلُّ، أنارَتْنِيْ


أنت الغَمَامُ الذيْ سَيْبُهُ

يَنالُ العلمُ به المعدمُ، سقِيَنِيْ


وأنت المنارةُ مِن أميالٍ تَرىَ

معَ بَقـاءِ الإسلامِ تَبْقَى


ما كنتُ أحسَبُ شمسًا غيـرَ واحدةٍ

حتى رأيتُ لها أختًا، بيتيَ الثانيْ


ألبستَنيْ علمًا علىَ عِلمِ

ورفعتَني عِلمًا على أترابيْ


علوتَ بي حتى سعيتُ

على بسطِ العلومِ وعلَى أنداديْ


لقد جريتُ بك سابقًا إلى العُلا

حتى صـرتُ علمًا على أقرانيْ


أفَدّتَنيْ، وأستفيدُ منكَ

حتى أسام اليومَ تشمِر أذياليْ


كم أنشأتَ نزهةً ليْ

وتدرأ شبهة عن شغافي


كم استسقيت الوبلَ والطَّلَّ

الآن الفراقُ، يا وَيْحَ فؤاديْ


فيا غمِّيْ! لتخرُّجيْ فيها

ويا ويلُ عليَّ ويا عويليْ


بكيتُ حتى أبكيتُ أوراقيْ

حتى كثرة البَلَّةِ تحبِسُ يَراعيْ

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of