سلسلة ذهبية لتعليم اللغة العربية

حفيظ الرحمن الأعظمي العمري المدني الكتب بين عرض ونقد

حمداً بالغا وثناء كاملا لمن علم الإنسان بالقلم ما لم يعلم، ليصل علم الأولين إلى الآخرين، وصلوة وسلاما على من أرشد أمته إلى الاختراع في أمور الدنيا والاتباع في أمر الدين وبعد:

فإن اللّٰه تبارك وتعالى أنزل القرآن على نبينا محمد صلوات اللّٰه وسلامه عليه بلسان عربي مبين، ليكون من المنذرين فبشر وأنذر الأمم بجوامع الكلم في نفس اللغة وأحاديثه الشريفة التي تنير الظلام وتهدي الإنسان إلى الصراط المستقيم. ولهذه اللغة مكانة رفيعة في قلوب المسلمين أينما كانوا في العرب والعجم، وهم يحرصون ويهتمون لنشر هذه اللغة وعرضها على جميع أوساط الناس، وخاصة على الجيل الناشئ من أولاد المسلمين ليثقفوا بها، ويعرفوا أحكام ربهم الكريم وأقوال رسوله الرحيم. وسامحوني لأن أقول بكل أسف: ” إن مبادئ الكتب العربية الدراسية في بلاد العجم وخاصة في الهند لم تكن تطبع – إلا ما شاء الله – للظروف القاسية والإمكانيات الضئيلة على مستوى اللائق بهذه اللغة العزيزة ولم تكن جذابة للناشئين لكون أوراقها رديئة و طباعتها غير أنيقة وأساليب عرضها غير مرضية حيث لم تستخدم فيها الصور البديعة والألوان الزاهية والطرق الجديدة لتلفت أنظار الدارسين الطالبين إليها كما توجد في كتب لغات أخرى”.

الطلبة يعيشون في عالم التنافس والتفاخر في كل مجال ومكان. فكلما يرون الكتب الدراسية بلغات أخرى بأيديهم في أوراق ثمينة بصور شيقة وألوان جذابة وكلمات سهلة و أساليب ساحرة و تدريبات متنوعة بطباعة ممتازة وأشكال ملونة فيقرأونها برغبة، و يفهمونها بكل سهولة ويفتخرون بها، وينظرون إلى مثل هذه الكتب الجذابة وأصحابها من زملائهم ويستحيون مما في أيديهم من الكتب الجافة التي لا تجذب الأنظار ولا تشجع الطلبة والطالبات.

وهكذا كانت تجري عجلة الزمن حتى ظهر معلمان مجتهدان، أدركا سر التخلف وقلة الرغبة باللغة العربية بين طلابنا في المدارس العصرية فقاما بجد واجتهاد وشدا مئزريهما لمقاومة الأحوال الراهنة وبدآ يرتبان سلسلة الكتب العربية المنهجية التعليمية ويطبعانها في إطار مرموق فظهرت بأسلوب سهل ومنهج سليم و صورة جذابة وهي "سلسلة ذهبية” لتعلم اللغة العربية ومفرداتها و تعلم الكتابة وتعلم القرآن والحديث النبوي والأدعية المأثورة في أجزاء عديدة، وفق مستوى الطلاب في صورة لامعة وجامعة لجميع الميزات والحسنات والجمال والكمال لإقبال الطلاب على تعلم اللغة العربية بكل سرور وحماس. و لقد رزق الله لهما النجاح الباهر وتقبل جهودهما بقبول حسن حيث فتحت المدارس أبوابها لهذه الكتب بمصراعيها شاكرة مساعيهما الجميلة وأدخلت في مناهجها الدراسية لأن هذه السلسلة لا تكتفي بتعليم اللغة العربية، بل تعلم الدارسين الآداب العالية والأخلاق الإسلامية، وتزينهم بها في جميع شؤون الحياة.

و من هذه السلسلة الرائعة كتاب "تعلم اللغة العربية” للصف الرابع الذي يحتوي على وحدات فيها دروس متنوعة مع تمرينات متفرعة واختبارات تعليمية ويراعى المهارات اللغوية من الاستماع والكلام والقراءة والكتابة ويهتم بالصوتيات والمفردات والتعبيرات والتراكيب ويضم بين طياته الأنشطة الإضافية من الأحاديث والقصص والأناشيد ويتأتى كل ذلك في جو ثقافي إسلامي فهو كتاب قيم في بابه وفريد في نوعه وسلس في أسلوبه ويستحق اعتناء أهل المدارس والمعاهد واهتمامهم بإدخاله في المناهج الدراسية.
ولا يفوتني أن أذكر اسمي هذين البطلين الجليلين وهما فضيلة الشيخ شميم أحمد عبد الغفار وفضيلة الشيخ محفوظ الرحمن حفيظ الله ـ جزاهما الله خيرا في العاجل والآجل عن جميع المنتفعين بمؤلفاتهما القيمة ـ كما يجب على الجميع تقديم الشكر والامتنان إلى معالي السيد أحمد ميران المدير العام لمؤسسة "ربيوت” وفروعها، المشجع لجهودالشيخين وإنما يرجع إليه الفضل والشكر لإنارة الطريق لمساعيهما بالعناية والحفاوة بتمديد المال والمعونة.

أسأل الله أن ينفع بهؤلاء الثلاثة الذين هم أثافي ثلاثة لإعداد الجيل الجديد في المدارس العصرية بأسلحة الحلة العربية وهو مجيب الدعوات.

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of