سعي مشكور بأسلوب ميسور

عبدالأحد بن عبد اللطيف المدني الكتب بين عرض ونقد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد.
فان اللغة العربية لغة حية وفريدة ولغة شهيرة وعالمية لها خصائصها ومميزاتها تنفرد بفضلها وشرفها وتأثيرها وخلودها وتمتاز بإيجازها وبيانها وتفوق بسعتها وشمولها وتختص بسولتها وتغلبها وتسبق بجمالها وحلاوتها كيف لا ؟!
وهي لغة القرآن والحديث والشريعة الغراء، فهي تبقى ما دام الإسلام باقيا،وتدوم مأمونة و محروسة ما دام القران الكريم مأمونا ومحروسا، لقوله تعالى: "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون”(سورة الحجر:٩) اللغة العربية خير اللغات وأسماها، وأجود الأسماء وأحلاها، والإقبال على قراءتها وتدريسها وفهمها من الديانة لأنها أداة العلم والتعلم ومفاتيح الفقه والتفقه في الدين، وعامل قوي لاصلاح المعاش والمعاد، ولا يمكن فهم الدين والشريعة إلا بفهم اللغة العربية فهما صحيحا، فالحفاظ على اللغة العربية الفصحى والاعتناء بها من جميع النواحي والجوانب متحتم على أهل العلم في مشارق الأرض ومغاربها، فإن الاهتمام بإعداد كتب منهجيهة للأجيال القادمة وتيسير قواعدها وتطويرها وطبعها ونشرها ودراساتها في المدارس الإسلامية والنهوض بمستواها من المجهودات الدينية والثقافية التي يثاب عليها العلماء والمساهمون فيها، والتي تتطلب من ذوي العلم وغيرهم الإسهام البالغ والمشاركة الفعالة في مثل هذه الأعمال الطيبة قدر المستطاع.

و قد قيض الله تبارك وتعالى لخدمة هذه اللغة في كل عصر ومصر العلماء البارعين الذين خدموها بما أوتوا من العلوم والمواهب، وصانوها من الخلل والاضطراب والتدهور والانقراض. وفي عصرنا الراهن وفق الله تعالى الفاضلين الكريمين الشيخ شميم أحمد عبد الغفار رئيس قسم اللغة العربية وتحفيظ القران الكريم بمدرسة الاتحاد العامة شناي، و الشيخ محفوظ الرحمن حفيظ الله الأستاذ بالمدرسة نفسها لخدمة اللغة العربية، لإعداد سلسلة نافعة وتأليف كتب منهجية للناشئين، وهي سلسلة كتاب "تعلم اللغة العربية” في أجزاء مختلفة.
إن هذا الكتاب الذي هو بين أيدي أهل العلم و دارسيه، قد ألفه الفاضلان -حفظهما الله- بأسلوب رائع ومنهج حديث وطريقة سلسلة وترتيب جديد، يحتوي على دروس و اختبارات، و مهارات مختلفة من القراءاة والكتابة والنطق والتعبير والتقديم والتعارف والأمثال والصور، مراعيا أذهان الطلبة ومستواهم العلمي والفكري، بحيث يعطي الدارس فرصة تامة للمشاركة في العملية التعليمية من أولها إلى آخرها، ويترك المعلم أن يكون على يقظة كاملة أثناء التدريس من تنبيه الدارسين على الأخطاء التي تصدر منهم وتصحيحها. وقد زاد الكتاب علما و زينة بنشاط إضافي مندرج تحت كل وحدة.

وبالجمله أن هذا الكتاب قيم في بابه و فريد في نوعه، وهو مجهود طيب وسعي مشكور و خدمة عظيمة ونافعة يستحق من الجميع التقدير والتشجيع، فأرجو من القائمين على المدارس والمعاهد الاعتناء بهذا الكتاب القيم وإدخاله في مناهجها الدراسية للنهوض بالمستوى العلمي فيها.

وختاما أقدم الشكر الجزيل والامتنان البالغ للأخوين الفاضلين الكريمين -حفظهما الله- على ابتكار هذه السلسلة النافعة وتقديمها للجيل القادم كما أشكر سعادة الأخ يس- أحمد ميران المدير العام لمؤسسة "ربيوت” وفروعها على عنايته الفائقة والجهد المتواصل في مجال خدمة اللغة العربية وغيرها. وأدعو الله أن يتقبل مجهودات كل من قام وساهم في إعداد هذه السلسلة ونشرها بقبول حسن، ويجعلها في ميزان حسناتهم يوم القيامة ويرزق لهذا الكتاب حسن القبول وينفع به الجميع آمين. إنه ولي ذلك وقادر عليه.

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of