الأزمة التي جعلت الولدان شيبا

كفايت الله عبدالخالق الفارس سياسة

طفل يجلس على سقف منزله يشاهد جما غفيرا من الناس قد خرجوا من بيوتهم للمظاهرات ضد قانون جديد يتعلق بمنح جنسية الهند لغير المسلم، هل تفكرت يوما كيف يرى الأطفال المسلمون هذه الأيام القاسية؟ شاهد كيف يفكر الطفل!
لماذا أنا متوتر و منزعج، لا تروق لي دراسة ولا تعجبني قراءة، لا أدري أنا خائف أو متخوف، وربما أني لم أذق طعم الحرية بمعانيها الحقيقية، وما أتاحت لي الحياة فرصة لأفهم سعادتها وهناءها؛ بغض النظر عن آراء المجتمع فهم لا يعتبرونني من أهل الرأي فإني لم أبلغ ذلك السن الذي حددوه لصلابة الرأي وقوة الفكر؛ ولكني كبرت، نعم هذه الأزمة الكبيرة التي غشيت الهند بكاملها لم تترك أي صغير إلا جعلته كبيرا، ولا أي طفل إلا سلبت منه طفولته الذهبيه، فازدادت شيخوخة الشيوخ وانتهت طفولة الأطفال.
دعني أشاهد شوارع الهند فإنها الآن ترتجف بشعارات الحرية، وأنظر تلك الراية الثلاثية الألوان ترفرف على حافات الشبابيك و شرفات المنازل وربما على أيادي الصبيان وحتى بعض النساء يحملن أطفالهن بيد والراية بأخرى.
ما الذي يجري؟! ماذا حدث؟! هل هاجمت جيوش البلد المجاور؟ هل تمت السرقة في أحد البنوك؟ هل تم اغتيال أحد؟ أو اندلع الحريق في إحدى المحطات؟ ليتني أعرف!!!
لا شيء؛ هتف شعوري أن كل هذا لا شيء، هكذا قاله رئيس الوزراء. وهل يعقل أن هذا الحشد الكبير الذي تكرر مشهده في دلهي وبنجلور و كولكاتا وممباي و جميع مدن الهند صغيرها وكبيرها قد شاهدته ومازلت أشاهده حتى في مناطق الريف خاصة "غُماني” الواقعة في جاركند (ذكرت اسم هذه المنطقة لأني قد قضيت فيها أثمن الأوقات وأسعدها) وهدفه لا شيء!؟
رغم أني صغير فقد سمعت أشياء كثيرة حول هذا الحشد العظيم، لقد ذكر صديقي كما أنه صغير طبعا؛ ولكن عنده ما يعرف ب”الواتساب” تشن فيه الرسائل غارات شعواء كل صباح ومساء، وكأنه ساحة القتال تتحارب فيه الكلمات والصور والمقاطع، رغم أنه صغير السن ضعيف الأعصاب إلا أنه قد تحمل هذه المشاكل المريحة بدقة فائقة ورغبة تامة……… أففف.. لقد ضللت عن لب الموضوع كنت أقول علمت من صديقي أن هذا الحشد الكبير الذي تزلزلت به الشوارع هو لهدف عظيم فإن هناك حزب متطرف نسيت اسمه هو وراء هذه المأساة المخوفة وله فرع سياسي مايسمى ب BJP هو الآن على كرسي الحكم والمنفذ لهذا القانون الأسود، وفكرة هذا الحزب هو إنهاء الأمة الإسلامية عن بكرة أبيها من أرض الهند، إما بالقتل وإما بالأسر أو بالإخراج كما حدث في أسبانيا و قريبا في ميانمار.
ولكن ينتابني شعور أو قال المعلم في المسجد "من قتل نفسا بغير نفس او فساد في الارض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا” فأدركت أن الناس فرقتان فرقة تقتل الانسانية وفرقة تحييها.
قالت أمي : "الأقليات التي تعيش في البلدان الثلاثة المجاورة باكستان و أفغانستان وبنجلاديش؛ تعاني من أنواع المظالم وأشتات الاضطهادات لذلك يعطون الجنسية من يهاجر من تلك الأقليات إلى الهند”
مباشرة، خطر في ذهني سؤالان مهمان:
الأول : البلدان الثلاثة المذكورة كلها بلدان المسلمين، هل يعني هذا أن بلدان المسلمين لا تتولى أمور الأقليات بجد؟ فهل كانت أقليات الصين و سريلانكا ونيبال و تبت وميانمار محفوظة ومصونة من أي ظلم !؟
الثاني: نحن أقلية عظمى في الهند هل يهتم بنا هؤلاء الأوغاد حتى جعلوا يبحثون في خارج البلد أجانب ليُروُوا عطش التعطف وغلة التلطف بهم!؟
الآن عرفت، لماذا أقفرت البساتين من ضحكات الأطفال و مرحهم و ضجتهم وكيف صار جوها مرعبا مخيفا وكيف تبدلت الأيادي التي كانت ترفع الكرة او تضربها في الممرات و حافيات الشوارع بينما الآن تحمل رايات الحرية بشعارات مؤلمة محزنة، نعم هذا الحشد الذي أشاهده هو من سيحيي الإنسانية من جديد في بلادي، وذلك الحزب المتطرف (RSS) هو الذي يريد قتل الإنسانية.
واللّٰـــــهِ! سيفوز الحق وينهار الباطل… هكذا تقول أمي …….. وأمي لا تكذب.

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of