استعراض موجز لكتاب «القاموس الأزهر»

الدكتور محمد شاهجهان الندوي الكتب بين عرض ونقد

للدكتور محمد زكريا الأزهري

[ إن كتاب «القاموس الأزهر» )معجم أردي _ عربي( من مؤلفات الأستاذ الدكتور محمد زكريا الأزهري _ الأستاذ المساعد بالجامعة الإسلامية فيض عام مئو، الهند حاليًا _ المحتوي على 1180 صفحة على القطع المتوسط السائد، المتضمن لمعاني الكلمات الأردية بالعربية السلسة، وخمسة آلاف مثل من الأمثال الأردية ومعانيها المتبادلة بالعربية، وأنواع من المصطلحات الحديثة المعاصرة كالطب والاقتصاد والمصرف، والهندسة وتكنولوجيات المعلومات والإعلام والسياسة وما إلى ذلك = ليُعد من القواميس الموثوقة لدى المعنيين باللغة والأدب، المتمكنين من غوامضها وخباياها، وأحرز قبولا عامًا في الدوائر العلمية، وصدرت له عدة طبعات في مدة يسيرة، والطبعة الأخيرة ماثلة للطبع من جمهورية مصر _ إن شاء الله تعالى _. قام بالتعريف بالكتاب الدكتور شاه جهان الندوي العميد والأستاد بجامعة السيد أحمد الشهيد كتولي لكناؤ، الهند، فأدى حقه، ونحن إذ نهنئ مؤلفه الفاضل على القيام بهذا العمل الموسوعي المبارك، نعترف بأهميته وحاجته الملحة للمشتغلين بالعلم واللغة والأدب، ونجاح مؤلفه في إعداده شأنَ أهل التمكن، كما نرجو منه الاستمرار والتقدم إلى كل ما ينفع ويفيد في هذا المضمار، والله هو الموفق. )المباركفوري) ].

شهدت عاصمة الهند (نيودلهي) تدشين أوسع وأحدث قاموس من الأردية إلى العربية تم بأيدي كبار شخصيات المملكة العربية السعودية والهند، وبحضور صاحب الفضيلة إمام الحرم المدني الدكتور عبد المحسن القاسم – حفظه الله –، في المؤتمر السنوي العالمي لجمعية أهل الحديث المنعقد يومي السبت والأحد بتاريخ 1-2/مارس 2014م، قام بتأليف هذا القاموس القيم الدكتور محمد زكريا الندوي الأزهري من أهالي (مئونات بانجن)، بولاية أترا براديش الهند، وقد فتح الدكتور محمد زكريا الندوي من أبناء الندوة: المؤسسة العلمية العالمية الشهيرة – بعد العلامة السيد سليمان الندوي – رحمه الله تعالى، بابا جديداً لهذا الضرب المهم حيث لبى حاجة كافة دارسي اللغة العربية وآدابها بإضافة ما طرأ على الأردية من تطوير والاتيان بمعانيها المتبادلة بالعربية، وقد نجح المؤلف في هدفه ليجعل الأردية متوائمة ومسايرة مع خضم العلوم والتقنية المعاصرة.
إن تأليف هذا القاموس ثنائي اللغة ليعتبر عملاً علمياً موسوعياً يسد فراغاً كبيراً في مكتبات العالم الإسلامي، وبالأخص مكتبات شبه القارة الهندية لعدم وجود هذا الضرب من القاموس الوافي بحاجة المثقف العربي من غير الناطقين بالعربية في بحثه عن معاني الكلمات الأردية بالعربية، فيتضمن هذا القاموس ألوانا من المصطلحات المعاصرة كالطب والإعلام والاقتصاد والمصرف والهندسة والحاسب الآلي والهاتف والجوال وما إلى ذلك، كما أن هذا القاموس انفرد باشتماله على خمسة آلاف مثل من الأمثال الأردية ومعانيها المتبادلة بالعربية وأكثر من أربعة آلاف من المختصرات الإنجليزية وترجمتها بالعربية، وقد ألحق المؤلف في آخره دليلاً قيماً من أعضاء جسم الإنسان والمؤهلات العلمية والوزارات والدوائر الرسمية والمؤسسات المحلية والعالمية وما إليها في ملحق خاص، وذكر بعض القواعد التي تصاغ في ضوئها اللهجة العامية المصرية، وأورد لها قائمة مفصلة من مختلف مجالات الحياة.
وهكذا حاول المؤلف سد فراغ كبير في عالم المعاجم الأردية العربية دام حوالي أكثر من أربعين سنة، وبعث أملا جديداً في نفوس دارسي اللغة العربية ومعلميها والمشتغلين بالترجمة الوظيفية على السواء.
ومن أهم ميزات هذا القاموس المشتمل على 1180/ صفحة تقريبا أنه يحتوي على مفردات وتراكيب أردية قديمة وجديدة ومعاصرة، وذكر لها فيه معاني كثيرة بسبب تغير دلالات الألفاظ من آن لآخر.
كما أن المؤلف حاول لدى ذكر معاني الألفاظ أن يأتي بتعبيرات حديثة تتسم بالأصالة العربية وابتعد عن ذكر المهجور منها، كي يأخذ بيد القاري إلى الأصالة في التعبير ويرشدهم إلى متانة الأسلوب وبالتالي يجنبههم الوقوع في الحيرة عند اقتناء الألفاظ المتبادلة، لذا ذكر الأفضل ثم المستعمل وهكذا، ومن خصائصه أن المؤلف ذكر جملاً ربما يتعذر للمترجم الاتيان بمعانيها المتبادلة؛ لأن الجملة التي يستهل بها الكلام أو تأتي رابطة بين كلامين مثلاً: "ومن المستغرب أن ……… ومن هنا ينشأ سؤال وهو ……” وهلم جراً.
ومن ميزاته أن المؤلف قام بتحديد كلمات إنجليزية تستعمل وتتداول حالياً إلى حد كبير في الأدب الأردي بذكر تلفظها بالإنجليزية كي يفهم القاري تلك الكلمة جيداً ويصل إلى معانيها بسهولة.
وتجدر الإشارة إلى أنه تشرف بنشر هذا القاموس (مكتبة الفهيم، مئونات بانجن، أترا براديش الهند) في أبهى حلة وأجمل شكل.
ولا يخفى ما لهذا القاموس من دور ينتظره كافة المشتغلين باللغة العربية وآدابها في العالم العربي والإسلامي وبالأخص دارسي اللغة العربية في شبه القارة الهندية لانقطاع جهد تأليف المعاجم بين اللغتين لأكثر من ثلاثة قرون مما أدى إلى عدم التناسب مع حجم التبادل الحضاري والصلات الثقافية الوثيقة بين اللغتين.
فلا شك أن هذا الجهد الموسوعي يستحق الشكر والثناء والتقدير من قبل كافة المنتمين إلى اللغة العربية والأردية والمعنيين بنشرها والدعوة إليها، وذلك لأن المؤلف بمفرده قام بإنجاز كبير وحقق عملاً علمياً جليلاً وسطر حلقة من نور يستنير بها طلاب العلم في كافة أنحاء العالم الإسلامي والعربي من الناطقين بالعربية وغير الناطقين بها.
وفي الأخير أدعو الله سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل في حسنات المؤلف يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of