كتب إلى كاتب هذه السطور فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظه الله ورعاه يتساءل عن الدكتور رضاءالله المباركفوري وعلاقته مع العلامة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي رحمهما الله، فكتبت إلى فضيلته هذه الكلمة بإيجاز وعلى عجالة، وإلى القاري الكريم نص الرسالتين، ننشرها تتميمًا للفائدة.
السلام عليكم ورحمة الله
أخي الحبيب الشيخ راشد حسن المباركفوري.
أبحث عن مصادر لترجمة الدكتور رضاءالله المباركفوري خريج الجامعة الإسلامية، وتلميذ الشيخ تقي الدين الهلالي الذي توفي عن 49 سنة، بارك الله فيكم.
وهل من أخبار مفصلة فيما بينه وبين الهلالي، يا ليتكم تزودوني بها ولا سيما أنه عاش في بيته في مكناس المغرب.
ولو ترجمتم أو كتبتم لي ما يخص علاقته مع الهلالي، وسأعزو الكلام للكاتب ولكم، ولكم من الله عظيم الأجر.
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم ونفع بكم. محبكم
مشهور بن حسن آل سلمان
فضيلة الشيخ مشهور بن حسن آل سلمان حفظكم الله وتولاكم
السلام عليكم روحمة الله وبركاته
عساكم بخير
سألتم عن العلاقة بين العلامة الشيخ تقي الدين الهلالي – وهو غنيٌ عن أن يعرِّفه مثلي – والدكتور رضاء الله المباركفوري – شيخ الجامعة الأسبق بالجامعة السلفية ببنارس رحمهما الله تعالى، فإليكم كلمات يسيرة عنها.
شقيقي الكبير الشيخ صهيب حسن المباركفوري – المحاضر بقسم الدراسات الإسلامية بجامعة الهند الإسلامية، مالابورم كيرلا، الهند – من أخص تلاميذ الدكتور – رحمه الله -، استفاد منه خلال دراسته بالجامعة السلفية ببنارس وفي بيته بمباركفور، ونحن رأيناه في بيتنا مرات. قد ذكر لي بعض ما يتعلق بالعلاقة الوطيدة بين الشيخين علاقة تلميذ بأستاذه الحنون.
الشيخ المباركفوري أراد الاستفادة من الشيخ الهلالي زمن طلبه بالجامعة السلفية، فكتب إليه رسالة، أبدى فيها رغبته، لما كان يعرف عن صلته بجده العلامة محمد عبد الرحمن المحدث المباركفوري صاحب «تحفة الأحوذي»، فرد الشيخ الهلالي وقال: «أنا سعيد جدًا بأن تأتي إلينا، فوالله نحب كل من له علاقة بشيخنا المباركفوري – رحمه الله – حتى الشاة في بيته»، ففرح الدكتور – رحمه الله – واشترى التذكرة، وسافر إلى المراقش موطن الشيخ الهلالي، وبقي هنا لمدة سنة ونصف، يستفيد منه ويقرأ عليه، قرأ عليه بعض تواليفه، وتعلم منه الإنشاء والتعبير، وأتقن الكتابة العربية، فكان الشيخ الهلالي – رحمه الله – يحبه جدًا، ويأخذه معه عند المشاركة في الحفلات العلمية والبرامج الدعوية لئلا ينقطع الاستفادة، وعندما كان يريد كتابة رسالة إلى أحد يملي عليه، ويكتب تلميذه هذا، فكان المباركفوري يقول: كان الشيخ الهلالي في غاية الإتقان وعجيب التمكن من اللغة العربية حيث لايعيد كلمة اكتتبها، ولا جملة نطقها، ولايشطب شيئًا بعد الإملاء، مما تسبب أيضًا لمهارة الدكتور في دقائق العربية وخباياها، وأصبح بفضله من كُتّاب العربية المعروفين في الهند فيما بعد، ثم قُبل في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة طالبًا بعناية الشيخ – رحمه الله – ، وهذه الصلة العلمية الوطيدة كانت مستمرة متواصلة إلى أن توفي الشيخ الهلالي – رحمه الله -.
بعد التخرج في الجامعة الإسلامية انخرط بسلك التدريس بالجامعة السلفية بنارس، ثم اختير شيخ الجامعة [عميد الجامعة] بها، كما عُين عضوًا في المجمع الفقهي الإسلامي برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وكان من العلماء الربانيين، الجامعين بين العلم والعمل، المتصفين بصفات الزهد والورع والتقى، والأخلاق الفاضلة والآداب النبيلة، اشتغل بالتأليف والتحرير، مؤلفاته ما بين تحقيق وتعريب وتأليف وترجمة.
فمن تحقيقاته:
– السنن الواردة في الفتن وغوائلها والساعة وأشراطها لأبي عمرو الداني في ثلاثة مجلدات، طبع من الرياض بالمملكة العربية السعودية.
– كتاب العظمة لأبي الشيخ الأصبهاني في خمسة أجزاء، طبع من الرياض بالممملكة العربية السعودية.
– كتاب الأموال لابن أبي الدنيا، طبع من الدار السلفية مومبائي، الهند.
– الرد على من يقول إن القرآن مخلوق لأبي بكر النجاد، طبع من الكويت.
مؤلفاته:
– التعريف بالسلفية وتصحيح بعض المفاهيم الخاطئة حولها، بالأردو، طبع من الجامعة السلفية ثم طبع مرات من المطابع العديدة.
– الإيمان باليوم الآخر، بالأردو، مطبوع.
– مذكرة في الحديث النبوي تحتوي على 250 حديثًا، مع ترجمتها وتوضيحها بالأردو.
– بئس ما فعل أخو العشيرة بالعربية، نشر في مجلة صوت الأمة في حلقات.
– عبد الله بن سبا: حقيقة أم خيال، ترجمة إلى الأردو، طبع في مجلة محدث بنارس في حلقات.
– مجموعة مقالات، طبع من دار الكتب الإسلامية دلهي بعناية الحافظ شكيل أحمد الميرتي.
ترجماته وتعريباته:
– كتاب الجنائز للعلامة المحدث محمد عبد الرحمن المباركفوري، تعريب، طبع من جمعية أهل الحديث المركزية لعموم الهند.
– وجهتان متضادان في الشيخ محمد بن عبد الوهاب للشيخ محفوظ الرحمن الفيضي، تعريب، طبع من الجامعة السلفية بنارس.
– خوض الانتخابات للدخول في البرلمانات في الحكومات المعاصرة للشيخ عبد الرحمن عبد الخالق، ترجمة إلى الأردية، طبع في حلقات في مجلة محدث.
– تنبيهات على أحكام تخص بالمؤلفات للدكتور صالح فوزان الفوزان، ترجمة إلى الأردو، طبع من وزارة الشؤون الإسلامية بالرياض بالمملكة.
كان الدكتور رحمه الله يذكر شيخه العلامة الهلالي حينًا لآخر وخاصة خلال الدرس باحترام وتقدير، ويثني عليه ويدعو له بالخير، ونحسب أنه كان متأثرًا جدًا بعلم شيخه وأدبه وورعه واشتغاله بالدعوة، ونكتفي في هذه العجالة بهذا القدر.
وتقبلوا مني فائق التقدير وبالغ الامتنان حيث أنكم مكبون على مؤلفات ورسائل العلامة الهلالي – رحمه الله – جمعًا وتحقيقًا، ولاشك أن إخراج هذا التراث العلمي العظيم عمل رائع يشكر عليه، وسأرسل إليكم إن شاء الله بعض ملفات تحتوي على وثائق متصلة بالعلامة المحدث محمد عبد الرحمن المباركفوري، جمعتها لكتابي حول المباركفوري وجهوده في نشر علوم السنة، يسر الله طبعه.
وأخيرًا أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا وإياكم لما فيه خير للإسلام والمسلمين، ويجزيكم كل الخير على ما تقومون به من إخراج هذا العمل المبارك إن شاء الله، والله هو الموفق.
أخوكم ومحبكم
راشد حسن المباركفوري
الأستاذ المساعد بالجامعة الإسلامية فيض عام، مئو، الهند
ومدير تحرير مجلة «الأقلام الحرة» ممبائي.
Leave a Reply