التملق وآثاره على المجتمع

ذكى نور عظيم الندوي

التملقُ مرضً أخلاقيًّ ، يصيب النفس البشرية، تُخرقُ فيه المبادئ والقيم لمجرد اللهث وراء المنفعة الذاتية؛ و الحصول على ما أُرِيدُ بدون تعب أو جهد، حتى أن بعض الناس أصبح التملقُ عندهم مبدأً، وما يتحقق منه إنجازًا ونجاحًا!

فلماذا يلجأ البعض إلى التملق؟ و كيف يمكن التخلُّص من هذا المرض؟

الغاية من التملق كسب رضا الناس، ويغنيك عنه الحرص على كسب رضا رب الناس، فأخلاقك وتعاملك تُمنَحُك حب من حولك بشكل طبيعي.

و المتملق همه الأكبر البحث عن مطامعه الشخصية وتحقيقها، فهو يتذلُّلِ لغير الله ، ويخالف كلامه سلوكه. فلا تجد عنده عزة نفس ولا كرامة؛ وهو شخص يريد الحصول على مطامعه بسرعة؛ فيفقدٌ قدرات التميُّز، ويحتاج الى غيره؛ و يهدف فقط لأن يرقى ولو على حساب غيره من ذوي الكفاءة والاستحقاق.

أما الناجح الحقيقي فقليلُ الكلام، لا يُكثِرُ المدح، ولا يهتم الى العَلاقات مع ذوي الجاه والمال والسلطة للوصول الى حاجاته ومطامعه، بل يتحدث عنه عمله ، وأما المتملِّقٌ فليس له قدرة وخبرة يعتمد عليها، بل جُبِلتْ نفسُه للوصول الى مطامحه بالتملُّقِ، والتمسكن. مع أنه يتنافى مع مبادئ الرجولة.

وبدأ هذا المرض يعم ويتفشَّى في المجتمع بشكل مخيف ولا شك أن سببه الأساسي ضعف الإيمان بالله، وعدم الخوف منه،، وترك الثقة بالرزاق. ولا يعرف شيئًا اسمه الطمأنينة ، فيكون حياته كلها اضطراب وقلق، يندمً على ما فات، و لا يقنع بما عنده، ولا يرضى بما قضى الله ولو يأتى التملق بالآفات .

فما الحل فى هذا الوضع المولم والمرير حيث يزيد هذا المرض في مجتمعنا يومًا بعد يوم .و ينتشر ويستفحل ويوجد الظروف ملائما له، فما بقيت وسيلة ولا طريقة سوى القضاء عليه، والتخلص من آثاره – لكي لا يلعبوا بقِيم المجتمع وخصاله وأخلاقه وأهدافه وغاياته، بترويج هذا المرض الخبيث فيه، ونشر سلوكهم المرير بين الجيل الجديد.

فالخطوة الأولى للقضاء على هذا الداء وعي الناس بهذا المرض، لئلا ينشأ جيلٌ على التملق؛ و لا يتوهم بأن هذه هي الطريقة المثلى للحياة وتحقيق أهدافهم ، فيعم شرُّهم و يزداد خطرهم، ويصعب علاجهم. ثم ابعاد المتملقين عن مجالس العلماء والصالحين وعدم تقريبهم لديهم و والاجتناب عن تعيينهم المنازل والمراتب التي تساعدهم فى حصول مطامعهم الخبيثة و مراميهم الذميمة.

Leave a Reply

avatar
3000
  Subscribe  
Notify of