الحديث الضعيف هو الحديث الذي لم يترجح صدق نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
والذي لم يثبت نسبته إلى النبي صلى الله عليه وسلم يمكن أن يدخل ذكره وبيانه في الوعيد الذي ورد بالتواتر من الأحاديث وهو «إن كذِبا عليَّ ليس ككذب على أحد، من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» أخرجه البخاري.
ولذلك أمرنا الله تعالى في القرآن بالتبين والتحقق لما ورد علينا من سنن النبي صلى الله عليه وسلم فقال الله تعالى «*إِنْ* جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا». (الحجرات ٦)
واعتنى المحدثون والعلماء إلى التمييز بين صحيح الحديث وسقيمه وبينوا وجوه الضعف والسقم إذا لم يترجّح صدقه.
وحيث إن النبي صلى الله عليه وسلم «ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى» (النجم ٣). فكل ما ينسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فهو وحى ومنسوب حقيقة إلى الله تبارك و تعالى. حتى قال الله تبارك وتعالى «ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين».
فصرح بأنه لا يمكن للنبي أن يقول شيئا عن نفسه بدون مشيئة الله.
و حرم الله تعالى فى القرآن بأن يقول أحد عليه بدون معرفة وعلم شيئا فقال «قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَن تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا *وَأَن تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ*» (الأعراف 33)
فالأحاديث الضعيفه نسبة الكذب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وسبب دخول النار، والقول على الله بما لم يعلم، فكيف يصح بيانه بدون ذكر ضعفه والاستدلال به؟ مع العلم بأن هذا دين وقد قال محمد بن سيرين «انظروا عمن تاخذون دينكم» أخرجه مسلم.
وأما قول بعض المحدثين في الاستدلال بالأحاديث الضعيفة في باب الفضائل فليس بالإطلاق، بل معناه أن لا يكون الضعف شديداً، وأن يكون له أصلٌ ثابت، و أن لا يعتقد أن النبي صلى الله عليه وسلم قاله ، فيرويه بقول «يُروى» أو «يُذكر» أو ما أشبه ذلك.
أما إذا لم يكن له أصلٌ ثابت : فإنه لا يجوز ذِكره إطلاقاً ولا روايته، لأن ذلك نوعٌ من الكذب عليه ، وقد قال الله تعالى ( وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤولاً (الاسراء ٣٦)
وليس هذا فحسب بل أكثر الأحاديث الضعيفة يتصادم مع تعاليم الإسلام السمحة مثال ذلك الحديث المشهور المتعلق بشهر رمضان «هو شهر أوله رحمه وأوسطه مغفرة واخره عتق من النار» فالحديث ضعيف من جميع الطرق، وهو يقسم شهر رمضان إلى ثلاثة أجزاء فيجعل أوله رحمة و أوسطه مغفرة وآخره عتقا من النار، مع أن رحمة الله واسعة و يوجد رحمة الله فى جميع الأوقات وخاصة فى رمضان، ويغفر الله – عز وجل – الذنوب جميعًا لعباده في أى وقت عند التوبة، كما لا يوجد أي دليل صحيح يدل علي ما جاء فى الحديث المذكور ، بل فضل الله واسع ، ورمضان كله رحمة ومغفرة، ولله عتقاء في كل ليلة. كما يدل على ذلك أحاديث صحيحة عن الرسول ومنها «ولله عتقاء من النار فى كل ليلة» ، و كما ظهر من «من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر». وغير ذلك من الأحاديث.
وقد أمرنا الله تعالى باتباع الهدى فقال "قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (البقرة 38)
فالهداية من الله تعالى هو ما جاء في القرآن الكريم وثبت عن النبي، فيكفينا كل ما ثبت من النبي صلى الله عليه وسلم من أقواله وأعماله و تقريراته، ولا حاجة إلى الأحاديث الضعيفة فمنها الموضوعة والمنكر وغير ذلك من أنواع الأحاديث المردودة لأنها لا تخلو من نسبة الكذب إلى الله التي تسبب دخول النار وأنها تدخل فى القول على الله بدون علم.
وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ ۗ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (الأنعام 21)
Leave a Reply